هيرمس
شايل جيل
اشتياق
استيقظت اليوم لا يتملكنى سوى شعور وحيد وقد طغى على كل المشاعر الاخرى والتى كان من الأجدى ان اشعر بها والعيد يقف طارقاً على أعتاب الابواب !!!

بقلم: دينا أبو الوفا

استيقظت وقد تملكنى كلياً شعور جم بالاشتياق ... اشتياق لطفولتى ، لأيام من الماضى ولت منذ زمن بعيد وفارقتنى دون أمل فى عودة ..... 
اشتياق لأشياء جمة كنت أنعم بها ، وربما أخذتها وقتها كأمر مسلم به ، كمعطيات غير قابلة للزوال ... اشتياق لبراءة مفرطة حين ظننت حينها ان الحياة لن تهدينى سوى لحظات لا نهائية من السعادة .... تخلو من المشاكل ، من الاوجاع ، من الخذلان ، من كسرة القلب ... 
اشتياق لراحة بال ونوم هادئ لساعات طويلة 
وأحلام ساذجة بسيطة .... 
اشتياق لضحكات عالية انطلقت من داخل روحى ودموع لم تسقط الا من فرط البهجة والهناء
اشتياق لحجرتى والتى اكتست جدرانها الأربعة بورق الحائط الوردى المبهج .... لفراشى الصغير الذى ضمنى كل ليلة انا واحلامى 
اشتياق للعبى الملونة وعرائسى وجلساتى المطولة على الارض معهم وبينهم ... أحدثهم ويحدثوننى 
امشط شعر تلك العروس و اهندم فستان الاخرى 
اشتياق لابى ، لصدره الحنون وحضنه الدافئ وابتسامته المشرقة 
اشتياق لأمان وراحة وسكينة كنت اجدهم بين ذراعيه وفى دقات قلبه ، وفقدتهم للأبد دون رجعة حين فقدته
اشتياق لصورة أمى حين كانت قوية عفية تنعم بالصحة ، تدب بقدميها ارجاء المنزل ، فتنطلق فى كل  أركانه الروح والحياة    
اشتياق لفرحة قدوم العيد .... اشتياق للحماسة التى كانت تعترينى فى الماضى ... لم أعد أهرع الى خزانة ملابسى لأتفقد ملابس العيد وحذاء العيد ... 
بل انى لم أعد آبه كثيراً بشراء ملابس العيد الجديدة ... ما حاجتى اليها !؟ 
لم أعد أهتم بشراء شئ جديد لأزين به منزلى ليحتفل معنا بالعيد هو الاخر ... لم أعد اكترث لسماع أغانى العيد بل غالباً ما أغلق التلفاز ان سمعتها تتردد ... لم تعد توقظ فى شيئاً ... لم تعد تحرك فى شيئاً 
لم أعد أتلهف لمعايدات ومكالمات ورسائل .... 
صرت استقبل العيد كأى يوم عادى ... لا شئ يميزه ... لا شئ مختلف .... 
يااااااااه كم تغيرت ... كم بدلتنى الايام .... 
كم سلبت منى نفسى القديمة دون ان ادرى 
كم حولتنى الى شخص آخر لا أعرفه ... 
فكان الاشتياق الأعظم هذا الصباح ،  لنفسى
 





تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق