هيرمس
شايل جيل
أردوغان بين المطرقه والسندان

رؤية: هاني سالم

لا توجد دوله في العالم تخوض تسعة نزاعات في آن واحد مثل تركيا، معظمها نزاعات مسلحه، فإردوغان يخوض نزاعاً مسلحاً في سوريا، وآخر في ليبيا، وثالث في ناغورنو كراباخ، ورابع مع المعارضه الكرديه المسلحه، وهو ما ساقه إلي النزاع مع العراق، ورسم خريطه جديده للمياه الإقليميه علي هواه، ليفتعل نزاعاً مع اليونان وقبرص، ليخلق نزاعاً آخر مع الإتحاد الأوروبي،


وفي الوقت الذي تحتاج بلاده إلي كل ليره من المال، ذهب الطاغيه " إردوغان " ليتعاقد علي شراء منظومة صواريخ أس _ 400 من روسيا، ودفع لتلك الصفقه 2.5 مليار دولار، ليخلق نزاعاً آخر مع حلف الأطلسي ومع الولايات المتحده الأمريكيه، كثرة النزاعات وكثرة المشاكل أمر يتجنبه العقلاء، إلا أن الهستيريون المصابون بالهستيريا، لا يتوقفون عن زيادة المشاكل والإضطرابات، ويهربون من مشكله إلي الأخري، ظناً منهم أنهم يجدون حلاً لما تركوه، بينما هو يتفاقم.

ولو نظرنا في تاريخ الحرب العالمية الثانية، سنري أن " أدولف هتلر " كان هسترياً علي غرار إردوغان، فكان يزيد مشاكله سوءاً، كلما عجز عن حل واحده منها، فعندما كانت قواته تواجه مشكلات خطيره علي الجبهات الغربيه، ذهب ليفتح جبهه مع روسيا، بدأ الهجوم في 22 يونيو 1941، بمشاركة 4.5 مليون جندي علي جبهه بطول 2900 كم، فكم طول الجبهات التي يخوض فيها إردوغان نزاعاته ؟!.

والحقيقه أن الرئيس التركي " إردوغان " يعاني من هستيريا عدم الثقه بشعبه وجيشه وبكل من حوله حتي بالدول المحيطه به وبالناس أجمعين منذ المحاوله الإنقلابيه في يوليو عام 2016، وحالياً يتلقي الإقتصاد التركي صفعه علي وجهه، وسجلت الليره التركيه النقطه الأضعف في تاريخها، بسبب سياسات إردوغان المُشينه وعدائه للشعوب والدول العربية، التي إتخذت قراراً شعبياً وليس سيادياً أو حكومياً، بمقاطعة المنتجات التركيه، فهوت الليره إلي أسوأ مستوي لها علي الإطلاق، أمام الدولار الأمريكي، وأصبح الدولار يساوي 8.19 ليره تركيه، وسط مخاوف من تفاقم الأوضاع الماليه في البلاد، بالإضافه إلى إثارة قلق المستثمرين بسبب التوترات في العلاقات مع الدول من قبل إردوغان.

عاصفه لا تهدأ من الإنتقادات العالميه للرئيس التركي رجب طيب إردوغان، بسبب توجهاته السياسيه والإقتصادية، ما بين سياسات إستبداديه تعزز لحكم الشخص الواحد، وأخري إقتصاديه تدفع بتركيا نحو الهاويه بحسب شهادة المؤسسات الدوليه وأيضاً الخبراء، ووسط مقاطعة البضائع التركيه المعارضه التركيه تقول لإردوغان ( نبكي دماً لما آلت إليه الأوضاع في البلاد ) فقال وزير الماليه الأسبق لإردوغان : " إذا كنت لا تهتم لسعر الدولار، وتتجاهل عدد المرضي، وتضحك عندما يتم مقاطعة بضائعنا، فهذا يعني أنه لم يبقي شيء يربطك أو يهمك أمره في هذا البلد " وانتقد أيضأ نائب رئيس حزب العداله والتنميه السابق السياسات الاقتصادية للحكومه قائلاً " إن الإقتصاد التركي في أسوأ حاله له خلال العشرين سنه الماضيه، نزداد فقراً وجوعاً يوماً بعد يوم، والعمله التي في جيوبنا تتناقض قيمتها يوماً بعد يوم، إن الفقر في بلادنا يسجل أرقام قياسيه تاريخيه ".

للأسف الشديد الرئيس التركي يعاني من حالة تضخيم الذات والثقه المفرطه في قدراته وقدرات بلاده، ويعيش بين جنون العظمه وبيع الوهم للشعب وسط الأزمه الإقتصاديه، بينما في الحقيقه والواقع يفتقر لإستراتيجيه حقيقيه وحسابات صحيحه لأفعاله العدوانيه الشرسه، فهو يدير دولته بأفعال صبيانيه هوجاء هجوميه، فكل مسرح حرب وأزمه تدخلها تركيا يعتقد ( العثمانلي ) وفقاً لحساباته الذكوريه الخاطئه والفاشله أنها تعزز سمعة بلاده وقوتها في العالم، ولكن في الحقيقه أنه فشل تام لإدارته للسياسه الخارجيه التركيه وجعلها بلا مفاهيم أو أفكار أو حتي إستراتيجيات، وأغرق بلاده داخلياً في مستنقع الفقر والجوع.
 





يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق