هيرمس
شايل جيل
الغربة جسد بلا روح
هل الغربة تعد أملا وحلما يراود تحقيقه الكثيرين؟؟ ​​​​​​​أم الغربة مجرد ملاذا من ضغوطات مادية أملا فى الحصول على حياة معيشية أفضل ورفاهية يسعى إليها البعض ؟؟

بقلم ميادة الشربيني

فى حقيقة الأمر ومن وجهة نظرى أن الغربة فى جميع أحوالها هى معاناة حقيقية وتجربة قاسية بمعنى الكلمة ليس للمغترب فقط وإنما لكل من يُحيطونَ به من أهل أو مقربين إليه.

يعتقد البعض أن الغربة معاناة للمغترب فقط.

لأنه هو من يرحل عن وطنه لبلد آخر تارك  وراءه أهل وأصدقاء وأحباء وحضن وطن لن يشعر بدفئه بعيدا عنه .. ولن يعوضه هذا الإحساس أى موطن أخر يرحل إليه.

ولكن فى حقيقة الأمر أنه ليس وحده من يدفع ثمناً لغربته مقابل الحصول على حياة معيشية أفضل.

فهناك أم يعذبها الاشتياق والحنين لرؤية ولدها 

وهناك أب كان ينتظر مساندة ولده له وهو بجانبه بعد أن بلغ من العمر أرذله.

وهناك أخت فقدت الشعور بالأمان بغياب أخ تلجأ إليه عند مواجهتها لمصاعب الحياة .

وأخ أصغر ينتظر نصيحة أخ أكبر مر بنفس تجاربه من قبل .

كما أن هناك فى بعض الأحيان الزوجة التى تفتقد وجود زوجها لتجد نفسها تتحمل مسؤلية رعاية أبناء وحدها فى ظل ظروف قاسية لا تقوى على مواجهتها بمفردها.

الغربة شعور قاسى جداً 
يلحق بالمغترب وتمتد قسوته لتطول كل من حوله من المقربين إليه فكل منهم يأخذ نصيباً من المعاناة على إختلاف صورها.
هل الغربة إختيار ؟؟

أحيانا يكون الإغتراب إختيارياً وأحيانا أخرى قسرياً والإختلاف ينتج عن الأسباب والدوافع التى تدفع بالمغترب لأخذِ القرار بالإغتراب.

فهناك من يرى أنها ملاذ له من واقع إقتصاديا صعب داخل وطنه لا يقوى على تحمله والتعايش معه.

وهناك من يرى أن من واجبه التضحية من أجل توفير حياة معيشية أفضل لأسرته حتى يرفع عنهم إرهاق المعاناة 
على الرغم من تعلقه الشديد بوطنه وإستعداده لتحمل أقسى الظروف به 

ولكن يُفضل التضحية والإغتراب من أجل الأخرين.

كما أن هناك من لا ينتمى لوطن ولا لبيئة نشأ بها ولكن يراوده دائما حلم الإغتراب إلى أى بلد آخر إعتقادا منه أنه القرار الصائب .
فالإغتراب إختيارياً أو قسرياً

 هو قرار تعود نتائجه الإيجابية أو السلبية على المغترب وعلى المحيطين به من المقربين ولكن :

تظل الغربة جسدا بلا روح فيشعر المغترب دائما بها أنه مفتقد للعواطف والمشاعر الإنسانية التى كانت تمده دائما بالطاقة الإيجابية التى كان يستمدها من خلال تواصله بالأهل والأصدقاء والمقربين إليه داخل وطنه ليصطدم بواقع مرير يفقده ما إعتاد عليه ويجد نفسه بمجتمع بعيد كل البعد عن عادات وتقاليد تربى عليها .

مجتمع يفتقد للروح التى كانت تمده بالطاقة الإيجابية والتى يستطيع من خلالها مواجهة صعوبات الحياه .

ولكنه الثمن الذى يدفعه المغترب أثناء رحلة إغترابه الثمن الذى يشعره دائما بقيمة وطنه والدفء الذى يفتقده بأى بلد آخر 

أما إذا كان إختيار الإغتراب تضحية من أجل الآخرين .

فهنيئاً لك أيها المغترب بجزاء الصبر على الصمود والتعايش رغما عنك داخل جسداً متجمد الحواس وبلا روح.

فرفقاً يامن لاتعرفون قيمة وطنكم بوطن يتمنى ترابه غيركم .





يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق