هيرمس
شايل جيل
النجاح مسئولية ... خليك قدها
كانت العائلة بجميع أفرادها ، فى طريق عودتهم من الإسكندرية ، بعد ان قضوا بضعة أيام هناك مع الجد والجدة من باب التغيير ..  جلست الام فى الخلف بجانب ابنتيها ، بينما جلس الابن بجانب أبيه فى الامام ... 

بقلم: دينا أبو الوفا

هذا ما اعتادت على فعله العائلة مؤخراً ، فابنهم لم يعد طفلاً ، بل صار فى نظرهم شاباً صغيراً يجب معاملته على هذا الأساس واتخاذ جميع الإجراءات التى تمنحه هذا الشعور ... شعور انه كبر واصبح رجلاً ..... 

عّم على الجميع هدوء غريب ، على غير العادة ... ربما كان السبب وراء هذا الهدوء ان الجميع لم يستيقظ بالكامل بعد !!!!! 
أمسكت الام بهاتفها الخلوى ، تتصفح كعادتها الفيسبوك ، وتمر بعينيها سريعاً على جميع المنشورات ، فاستوقفها تكرار خبر بعينه بشكل ملحوظ ... كان الخبر المتداول ، عن الفيلم الجديد لاحد اشهر الفنانين المصريين الشباب والذى عرض فى دور السينما كأحد أفلام العيد ....
وكانت جميع المنشورات دون استثناء تنتقد العمل الفنى بسلبية بالغة ... مؤكدين على رعونة القصة الدرامية وإخفاق جميع الفنانين فى أدوارهم وبالأخص بطل العمل وهو الفنان المشهور الذى لم يعتد منه جمهوره الا على أعمال راقية هادفة وأداء عبقري من ناحيته ... حتى صار نجم شباك ، يثق فيه جمهوره ثقة عمياء ، ولا يتردد مشاهد مثقف فى حضور اى من أعماله الفنية ... 

امتعضت الام كثيراً لانها كانت احد اكبر المعجبين بهذا الفنان فقطعت الصمت الذى خيم على الجميع داخل السيارة قائلة 
" شوفته التعليقات اللى ماليه الفيسبوك على الفيلم الجديد بتاع العيد " ... 
فأجاب الابن " اه الفيلم بتاع الممثل اللى حضرتك بتحبيه ده !!" 
"اه يا حبيبى بتاع الممثل اللى بحبه ... انا مضايقه جدا ... كل الناس اجمعت على ان الفيلم وحش اوى و تافه وغير هادف ... وانه أسوأ فيلم عمله فى تاريخه كله ... وان كل افلامه اللى فاتت كانت هادفة وقيمة ... "

يبدو ان الحوار لم ينل اهتماماً من احد ، فلم يشارك الام الحديث سوى ابنها الذى التفت للخلف حيث جلست والدته و اجاب بلهجة دفاعية قائلاً "هو الناس مالها كده ليه .... لما هو ممثل ناجح وشاطر وكل أعماله زى ما حضرتك بتقولى حلوه جدا ... جرى ايه فى الدنيا يعنى لما تفلت منه مرة ويعمل حاجة اى كلام .... مش قصة ... عادى يعنى ... هنعلق له حبل المشنقة " 

" بص انا معاك طبعاً ... انه مينفعش اعلق حبل المشنقة لحد لمجرد انه اخفق مرة فى الاختيار وانه مكنش على قد المستوى المطلوب ... لانه اى حد معرض لده ... انا وانت وأخواتك وباباك ... اى حد فى الدنيا مهما كان ناجح لازم ليه هفوة .... زى ما بيقولوا كده يا حبيبى ... لكل جواد كبوة" 

"يعنى ايه لكل جواد كبوة .."
" ده مثل معناه باختصار ان كل حد وله واقعه .... امر طبيعى " 

"طيب تمام ... ولما هو أمر طبيعى ... ليه بقى التعليقات دى والنقد ده " 

" سؤال حلو ... بص يا سيدى ... فيه كذا سبب الحقيقة وانا زى ما التمست ليه العذر وعارفه انه كل واحد معرض يقع واقعه ، الا انى ملتمسه للطرف الاخر العذر برضه 

اًولاً يا حبيبى ... اعتراض الناس وزعلهم ان دل على شئ ، فهو يدل على حبهم واحترامهم وتقديرهم ليه .. لان لو مش بحب شخص ، لا هيفرق معايه نجاحه من فشله .... ولا هتابع أعماله من الأساس ولا هبقى مترقبه نزولها ومستنياها بفارغ الصبر ... 

ثانياً ... زعل الناس منه دليل على نجاحه الكبير فى الفترة اللى فاتت ودليل على انه كان بيقدم أعمال محترمة وقيمة... لانه طبيعى انى انتظر من الشخص الناجح نجاحات متتالية ،،، لكن مش طبيعى انتظر من إنسان فاشل اًو حد أتعود يقدم أعمال تافهه وسطحية اى نجاح اًو اى تطور ... عمرك شوفت حد انتقد إنسان فاشل انه فشل تانى !!! 

"الحقيقة لا ... " 
"طيب تمام ... ثالثا بقى ... الشخص الناجح اللى بيوصل لمستوى معين لازم يحسب خطوته اللى جايه بعناية ودقة شديدة ... يحسبها بذكاء وتروى ... لانها محسوبة عليه ... الشخص الناجح بتبقى التوقعات منه اعلى وأعلى بمرور الوقت ... والنَّاس بتستنى منه الأفضل والأحسن ... دى ضريبة النجاح اللى كلنا لازم ندفعها 

الوصول للنجاح واعتلاء القمم برغم انه صعب وبيحتاج مجهود جبار وعمل شاق ، الا انه بيكون اسهل بكتير اوى من الحفاظ على النجاح ده .... الاستمرارية فى بذل المجهود والقدرة على مضاعفته مع الوقت اصعب واهم بكتير من انك تبذله مرة وخلاص .... النجاح مسئولية كبيرة بيتحملها الشخص الناجح ولازم يكون قدها شاء ام أبى" 

نظر الابن الى ابيه وقال مازحاً " هو انا ليه الست امى دى بتغلبنى فى الحوار كل مرة ... بصراحة كلامها منطقى وانا اقتنعت ..."
فضحكت الام وطبعت قبلة طويلة على يد ابنها 

" ربنا يكتب لك النجاح يا حبيبى ويقدرك على استمرار النجاح ده "





تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق