هيرمس
شايل جيل
صرخة..
إسراء غريب...وأد البنات...عقوبة الزنا... جرائم الشرف .لا مروءة ولا رجولة ....لا بالمسيح عرفوا مقامهم ولا بالإسلام

بقلم: دينا عاصم

 الحكاية باختصار أنه في عام 2019 ميلادية أي بعد 1441 سنة من ظهور الإسلام ..مازلنا قوم جاهلية ...
 بنت شابة خرجت مع خطيبها بعلم والدتها والتقطت لنفسها فيديو قصير يضمها مع عريسها المرتقب وصديقتها في مكان عام احتفالا بالارتباط وبمعرفة أسرتها..ونزلته على انستجرام بكل براءة ..تعرضت بعدها لعملية ضرب وحشية من أهلها لأنها اتصورت معه ولم يعقد قرانه عليها...


الأهل بدأوا ينكرون ويدعون أن الضحية كانت تعاني من "مرض نفسي" ثم قالوا "عليها عفريت وبنخرجه "بالضرب" البنت اسلمت الروح لبارئها..وسط صمت الناس وصراخها في المستشفى حيث لم يجرؤ أحد على إغاثتها من براثن أقربائها وهم يضربونها وصوت صراخها تم تسجيله يقطع القلب ويفلق الحجر...


 وانهارت صديقاتها اللائي أكدن رجاحة عقلها ونجاحها وتميزها ..قصة قصيرة حزينة تحدث كثيرا في جل بلادنا العربية..
هذه المرة في بيت لحم..حيث المدينة التي لم تقتل فيها السيدة مريم على يد أسرتها منذ أكثر من ألفي  عام رغم افتراء اليهود عليها وخوضهم في عرضها وهي التي طهرها الله واصطفاها على نساء العالمين...ورغم حملها بطفل دون أن يمسسها بشر في رواية لا يصدقها عقل بشري لولا معجزوة الله وكلمته سيدنا عيسى...لم يتعرض لها شخص بأذى... ولكن.. قتلت إسراء بعد أكثر من ألفي عام من واقعة السيدة مريم في نفس المدينة ..!


إسراء فتاة ناجحة جميلة خبيرة تجميل دفعت ثمن القبلية والجاهلية ووأدوها في عز شبابها...الإحصائيات مخيفة ..أعلى نسبة قتل بسبب جرائم الشرف -وهو وصف حقير لا علاقة له بالشرف ولا بالإسلام من قريب أو بعيد- أعلى نسبة توجد في الدول العربية وعلى رأسها الأردن وفلسطين ومصر..شيء مخجل..أرض الحضارات والأديان ..؟؟؟؟


وأسوأ قوانين وضعية فاجرة تخول للرجل أن يقتل زوجته أو ابنته أو أخته حال تلبسها بواقعة الزنا وتبرىء الرجل ..شريكها في الجريمة عكس ما شرّع الله..؟؟!!


 ولكن الحقيقة أنه حتى لو شك مجرد شك في سلوكها فبإمكانه أن يقتلها خوفا من لوم المجتمع دون تحري للحقيقة ودون وازع من ضمير..وينجو بفعلته بعد أن يسلبها حياتها وسمعتها والمجتمع يخفف عقوبته "لأنه (المجرم) مصدوم ياعيني مما رآه" أي خلل وأي مجتمع هذا ...


في الإسلام لا يقام حد الزنا الزناااااااا وهو فاحشة وساء سبيلا إلا أنه لا يقام له حد بأربعة شهود أو باعتراف صريح ويقيم الوالي الحد وليس أحد الأقرباء... والعقوبة واحدة للرجل والمرأة وليست للمرأة فقط وبشرط وجود أربعة شهود عدول..لماذا أربعة شهود؟  


لأن واقعة الزنا في حد ذاتها عقوبتها وضعها الله سبحانه وتعالى ليس بوصفها خطيئة فهي خطيئة في كل حال ولكن حال الجهر بها ولأنها صارت جهرا طالما أن أربعة رأوا هذا الفعل الحرام  فهي إشاعة فاحشة وإفساد في الأرض ودعوة واضحة لإشاعة الفواحش..أما إذا لم تتوفر شهادة أربعة فلا يقام عليها حد


 وللزاني والزانية ألا يعترفا وينكرا وساعتها لا يقام عليهما الحد ولهما أن يتوبا إلى الله دون أن يفضحا نفسيهما...


هذا هو الإسلام ورجاءا لا أريد حزلقة ولا سفسطة في هذه الجزئية بالذات...


إن عقوبة الزنا بالقتل لا تقام إلا حالة المجاهرة بالفواحش لأنه في هذه الحالة ليس مجرد فاسد وإنما مفسد ولقد توعد الله المفسدين في الأرض بأشد العقاب  أما المستتر فهو يعلم أنه مخطىء ولا يدعو الناس لفعلها ولا يحض عليها ويخجل مما يفعل وربما يرجو التوبة فيكون حسابه على الله


ذهب رجل لسيدنا عمر وقال له أن كانت ابنته سيئة السلوك ولكنها تابت وتقدم لها رجل طيب فهل يجب أن أصارحه بماضيها ففزع عمر وهو عمر بعدله واستقامته وحزمه وقال له ويلك أتهتك سترا ستره الله عليها...لم يقل له لماذا لم تقتلها بل لم يطالب بإقامة الحد عليها (وهو الخليفة وهذا حقه )بسبب خطيئتها..


أين هذا الدين مما فعلته بنا قوانين لا تخضع إلا لأهواء وعصبية رجل أحمق فاسق ..


وهل نقتص ممن قتلوا زهرة فتياتنا ونسائنا أم ندفن رؤوسنا في الرمال...حسبنا الله ونعم الوكيل..


يقول عمنا بيرم التونسي... 


ياشرق فيك جو منور والفكر ضلام وفيك حرارة يا خسارة وبرود أجسام وفيك ميتين مليون زلمة لكن أغنام لا بالمسيح عرفوا مقامهم ولا بالإسلام...


نعم والله يا عم بيرم...قلبي عليك يا إسراء ومثلك كثيرات...





تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق