هيرمس
شايل جيل
نشأة السينما
الناقد الفنى فضل سيف النصر يكتب عن نشأة السينما

بقلم الناقد الفنى - فضل سيف النصر

مالا يعرفه الكثيرون عن بداية السينما بمصر والعالم..
يمكن القول بأن البداية الحقيقية للولوج في المجال السينمائي كانت عام 1907، أي بعد عام من بعثة لوميير الثانية وكانت من خلال «عزيز بندرلي» و«امبرتو ملافاس»، حيث نجحا في خوض أول تجربة مصرية في التصوير والإخراج والتحميض والطباعة بأموال مصرية، كما تم العرض داخل مصر، وتمثلت هذه التجربة في الفيلم الإخباري «زيارة جناب الباب العالي للمعهد العلمي في مسجد سيدي أبو العباس»، وتم الإنتاج بمباركة من الخديوي «عباس حلمي الثاني» حاكم مصر آنذاك، واستمر الأمر لاستحسانه للفكرة، مما يشير إلى الدور العام الذي لعبه النظام ممثلا في الخديوي لاستمرار هذا النمط من الفن.


"سينما توغرافية" لـ "لويس لوميير" بدءاً من 28 كانون الأول  1895 في "المقهى الكبير" شارع "الكبوشيين" في "باريس" الذي شرع (لوميير) ومنذ وصول "صناديق المنظار المتحرّك" في تجاربه سنة 1894 فأوجد المصورة الزمنية مستعملاً في تحريكها الأسطوانة اللامحورية التي اخترعها "هورنبلور" وفيلماً خاماً مصنوعاً في "ليون" بحجم أفلام "أديسون" ؛ وبعد عدة بيانات عامة صنع "لوميير" بدءاً من آذار 1895 جهازاً أسماه "السينما توغراف" ومنه اشتقت كلمة "سينما" وهو جهاز يجمع بين الغرفة السوداء والمنوار والسحّـابة للصور الإيجابية، وقد تم صناعته في المعامل التي يديرها "كاربنتييه" ليحقق "لوميير" بذلك آلة تفوقت على مثيلاتها، وبكمالها التقني وجدّة موضوعات أفلامها حققت انتصاراً عالمياً.


وفي أواخر سنة 1896 خرجت السينما نهائياً من حيز المخابر وتعددت الآلات المسجلة مثل آلات : "لوميير"، "ميلييس"، "باتيه" و"غومونت" في "فرنسا"، و"أديسون" و"البيوغراف" في "الولايات المتحدة" وأمّا في "لندن" فقد أرسى "ويليام بول" قواعد الصناعة السينما توغرافية حتى صار ألوف الناس يزدحمون كل مساء في قاعات السينما المظلمة.


في 6 تشرين الأول 1927 تم عرض أول فيلم ناطق مغني الجاز من إنتاج شركة "وارنر Warner" ظهر فيه "آل جولسون AL jolson"، وذلك بواسطة جهاز "الفيتافون Vitaphone" الذي يسمح بتسجيل صوت الممثل على أسطوانة من الشمع تدار مع جهاز العرض السينمائي بطريقة ميكانيكية مطابقة للصورة، وهو جهاز يعتمد على اختراع "هبورث Hepworth".


لم يمضِ وقت طويل حتى دخلت السينما المصرية مرحلة جديدة وهي مرحلة السينما الناطقة والتي تزامنت مع ظهور التقنية نفسها على المستوى العالمي فكان أول فيلم ناطق تم إنتاجه في «هوليوود» هو فيلم «The Jazz Singer» في عام 1928.


جاء أول فيلم مصري ناطق في مارس/آذار 1932 وهو فيلم «أولاد الذوات» من بطولة «يوسف وهبي» و«أمينة رزق» وتدور أحداث الفيلم حول شخصية «حمدي بك» المحامي الذي يقع في حب فتاة فرنسية «كوليت فاراي» ويترك أسرته ليهرب معها إلى باريس ثم تتوالى الأحداث ليكتشف خيانتها له وتتصاعد الأحداث بقتلها ودخوله السجن، ثم يعود بعد ذلك لمصر وأسرته التي هجرها في فرح ابنه الذي لم يعرفه وينتهي الفيلم بشكل درامي بانتحار الأب.


وختامًا تميزت السينما المصرية في عقد الثلاثينيات بعدة مميزات، فقد عكست صورا حقيقية للمجتمع المصري وعبرت عن طموحاته وأبرز مشاكله، وربما كانت الأقرب لرصد شكل الحياة والمجتمع، كما كانت أقرب العقود إلى السينما العالمية إلا أن هذا التراث السينمائي والتاريخي الهام لم يحظَ بالاهتمام الكافي؛ حيث يعاني أغلب الباحثين والمهتمين بالسينما الكلاسيكية من فقر المكتبة السينمائية من النسخ الخاصة بالعديد من الأعمال الأولى كـ«أولاد الذوات» و«أنشودة الفؤاد» وغيرهما الكثير مما يشير إلى إهمال في الحفاظ على هذا التراث التاريخي الهام الذي يؤصل لمرحلة هامة في تاريخ مصر الفني.





تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق