هيرمس
شايل جيل

قصة قصيرة

هل هو رجل حقا ؟
 جلس إلى جواري ، كل ما به يلمع وبراق كنجوم الفن ، ظل مبتسما يحاول إيجاد طريقة للحديث معي ، تجاهلت محاولته بالنظر إلى البنات التي تتلوي على موسيقى مزعجة جدا ،

بقلم: علا السنجري

 فلن اتورط معه في المؤامرة التي لا تمل والدتي من رسم خيوطها بمهارة كي تقدم لي احد الرجال على أنه عريس لقطة ولا يجب ان أتركه من يدي .

تحملت بقدر المستطاع حتى ينتهي الحفل بسلام دون صدام مع والدتي ،  أو مع نساء رابطة الخاطبة ، الأقارب العقارب الأعزاء . أخذت كل واحدة منهن على عاتقها مسئولية أن تحلي البضاعة في عيني ، لا يضاهيها في الحجة و الكلام أي محامي يدافع عن بريء  ، تظهر مواهبها اللغوية في ذكر محاسن الرجل ،  تبهرني بحركات جسدها في سرد  مميزاته المادية و الإجتماعية ، بين كل جملة وأخرى تنظر في عيني ، كمحاولة لاستكشاف رد فعلي على أدائها ، تجدني  تمثال حجر لا ينطق .

فاض الكيل منهم ، كل واحدة نصبت نفسها إمام منبر ، تتفنن في اقناعي بمذهبهم ، رابطة النساء المتزوجات ، إلى هنا اكتفيت من سخافاتهم ،  انطلقت مني الكلمات كطلقات الرصاص دون توقف  ، هل هو حقا رجل من وجهة نظركم لا يجب أن افلته من يدي؟  ، هل هو حقا رجل لأنه يصدر أحكاما لطول فستاني أو لون بشرتي ؟ ،  ألن يراني مجرد رقم على الميزان يحدد به مدى صلاحيتي كزوجة له ؟  ، هل هو حقا رجل حين يفرض  علي  تغطية شعري و لا أتركه منسدل ، هل هو حقا رجل لن يفرق معه مظهر ملابسي ، أم سيراني عاهرة إذا ما  ارتديت الكعب العالي ، هل هو حقا رجل لن يرى في أنوثتي خطرًا على رجولته ، هل هو حقا رجل يعلم أن النساء خلقن ليكن جميلات! 
هل هو حقا رجل لن يتحكم في ضحكتي ومشيتي وأصدقائي ٬ مفسرا ذلك بالخوف من الآخرين و نواياهم ؟ .هل هو حقا رجل لن يقلل من طموحي ليلائم قدراته المحدودة. هل هو حقا رجل ليس لديه ما يفعله في أوقات فراغه سوى الجلوس في المقاهي أو أمام التلفاز أو مشاهدة أفلام إباحية ليثبت بها ذكورة مزعومة ؟ 

تأملت الصدمة على ملامح وجوههم ، حين وجهت سؤالي لكل واحدة منهم : " ما هو اسمك على هاتف زوجك ؟ " هل هو المدام ، أو أم العيال ، أو النكدية ، أم هو قدري  ؟ ، متى كانت آخر مرة قال لكي "حبيتي"، أمام الناس ولم يهتم بالقيل والقال ، هل يساعدك في أعمال البيت إذا مرضتي ؟ . هل زوجك احتفل بعيد ميلادك ، هل تذكر عيد زواجك ، هل يعرف تفاصيل يومك ، هل يشعر بمتاعبك ؟ ، متى كانت اخر مرة اشترى لكي ملابس من ماله الخاص ؟ هل قرر إن تكوني أهم أولوياته ؟ هل هو حقا رجل يحترم رغباتك ونشوتك ؟

تركت الحفل  مع  أمي ، بسلام بعدما فقدت كل منهن القدرة على الكلام ، والأهم فقدوا الأمل في تزويجي من رجل يشبه أزواجهن





يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق