هيرمس
شايل جيل
هل يجوز دفن النساء مع الرجال في قبر واحد؟

أوضحت لجنة الفتوى بمجمع البحوث الإسلامية، حكم دفن النساء مع الرجال في عينٍ واحدة -قبر واحد-، مؤكدة أن الأصل أن يدفن كل ميت في قبر مستقل، أما دفن الرجال والنساء في قبر واحد، فلا ينبغي إلا في حالات الضرورة المعتبرة شرعًا، ويجعل بينهما حاجز من تراب، وإذا دفن الرجل بجوار المرأة أو العكس بلا ضرورة كره ذلك على الراجح من أقوال أهل العلم.

 

 


دفن الرجل والمرأة في قبر واحد

وقالت لجنة الفتوى في إجابتها عن سؤال: «هل يجوز دفن النساء مع الرجال في عينٍ واحدة؟»، أن الأصل أن يدفن كل ميت في قبر مستقل، وهذه هي السنة الموروثة من لدن رسول الله - صلى الله عليه وسلم – إلى يوم الناس هذا، وقبور المسلمين شاهدة على ذلك ابتداء من البقيع وحتى الآن، فقد دُفِن في البقيع الصحابة رجالا ونساء، ولكن لكل ميت وميتة قبر مستقل

 

وأضافت: وأما بخصوص دفن الرجل والمرأة في قبر واحد, فلا ينبغي إلا في الضرورة، ويكره في غيرها، قال عبد الله بن محمود بن مودود الموصلي الحنفي - رحمه الله - : «وَيُكْرَهُ أَنْ يُدْفَنَ اثْنَانِ فِي قَبْرٍ وَاحِدٍ إِلا لِضَرُورَةٍ ، وَيُجْعَلُ بَيْنَهُمَا تُرَابٌ»، وقال العلامة الحطاب المالكي عند قول الشيخ خليل - رحمهما الله تعالى-: «وَجَمْعُ أَمْوَاتٍ بِقَبْرٍ لِضَرُورَةٍ» قال: «وَيُكْرَهُ مِنْ غَيْرِ ضَرُورَةٍ, وَيُجْمَعُ بَيْنَ الْمَرْأَةِ وَالرَّجُلِ فِي قَبْرٍ لِلضَّرُورَةِ».

 

وتابعت: وقال العمراني الشافعي - رحمه الله -: «وإن دعت ضرورة أن يدفن رجل مع امرأة في قبر... جعل الرجل قدامها، وجعل بينهما حاجز من تراب». وقال ابن قدامة الحنبلي – رحمه الله - : «وَلا يُدْفَنُ اثْنَانِ فِي قَبْرٍ وَاحِدٍ، إلا لِضَرُورَةٍ». وقد مَثَّلَ الفقهاء للضرورة التي من أجلها تدفن المرأة مع الرجل أو العكس، فقال الرملي الشافعي – رحمه الله -: «كَكَثْرَةِ الْمَوْتَى وَعُسْرِ إفْرَادِ كُلِّ وَاحِدٍ بِقَبْرٍ».

 

وواصلت: وقال البهوتي الحنبلي – رحمه الله - «كَكَثْرَةِ الْمَوْتَى وَقِلَّةِ مَنْ يَدْفِنُهُمْ، وَخَوْفِ الْفَسَادِ عَلَيْهِمْ» فهذه أمثلة للضرورة التي تجوز جمع الأموات بالقبر، وأما في غير الضرورة فيكره ذلك.

وأفادت بأنه يجوز دفن الرجل مع المرأة في قبر واحد عند الضرورة ويوضع حاجز بينهما وأما في الأحوال العادية فينبغي أن يدفن كل ميت في قبر لوحده، قال الإمام الشافعي – رحمه الله - «وَلَا أُحِبُّ أَنْ تُدْفَنَ الْمَرْأَةُ مَعَ الرَّجُلِ عَلَى حَالٍ، وَإِنْ كَانَتْ ضَرُورَةٌ، وَلَا سَبِيلَ إلَى غَيْرِهَا كَانَ الرَّجُلُ أَمَامَهَا، وَهِيَ خَلْفَهُ، وَيُجْعَلُ بَيْنَ الرَّجُلِ وَالْمَرْأَةِ فِي الْقَبْرِ حَاجِزٌ مِنْ تُرَابٍ»

 

وأكملت: فإذا دفن الرجل بجوار المرأة أو العكس بلا ضرورة كره ذلك على الراجح من أقوال أهل العلم، وعليه نقول للسائل ما مضى من دفن الرجال بجوار النساء في بلدتكم مكروه على القول الراجح، ويستدرك فيما هو آت.

وأوضح «عويضة» في إجابته عن سؤال: «ما الطريقة الصحيحة لدفن الميت؟»، أن هناك ثلاث طرق لدفن الميت،هي «اللحد، الشق، والفسقية»، منوهًا بأن «الفسقية» هي أحدثها، ويُقصد بها النزول إلى القبر ووضع الميت على جانبه الأيمن، باتجاه القبلة، ثم يوضع عليه شيء بسيط من التراب وكذلك الثاني والثالث.

وتابع في كيفية دفن الميت :"على أن يصطف الموتى بجانب بعضهم البعض، منبهًا إلى أن طريقة الفساقي يقوم بها الناس من باب الضرورة، حيث لا يُتاح لها غير ذلك، فهذا هو الموجود الآن والمتاح بالمدن، حيث لا يستطيع الناس الدفن بالطريقتين الأخرتين.

 

ونوه بأن طريقة اللحد، لأن التربة لدينا لا تتحمله، وفيه يتم الحفر نزولًا وعند الوصول إلى عمق بمقدار ثُلثي طول الشخص الذي يحفر تقريبًا، يبدأ في الحفر بميل في الجانب على قدر الميت، لوضعه ووجهه وصدره إلى القبلة، ثم يوضع على هذه الفتحات الطوب اللبن ويُسد عليه بالطين،ويُسمى اللحد لأنه يأتي من الميل، ويحتاج تربة صخرية.

وأضاف في كيفية دفن الميت أن هناك طريقة أخرى للدفن موجودة في كثير من الأماكن خاصة في الصعيد ونحو ذلك،وممن يقولون بضرورة الدفن الشرعي، تُسمى الشق، وهي الحفر بعمق يصل إلى مقدار وقوف الشخص مع بسط يده، وهو ما يُعادل المترين أو أكثر قليلًا، ثم يوضع الميت وفوقه بعض الطوب أو الأحجار، ثم يُطين عليه بطين، فيُهال عليه التراب.

 

طريقة دفن الميت عند ازدحام القبر

طريقة دفن الميت عند ازدحام القبر ، قالت دار الإفتاء المصرية، إنه مِن المُقَرَّرِ شرعًا أنَّ دَفنَ الميت فيه تكريمٌ للإنسان؛ لقول الله – تعالى- في مَعرِض الِامتِنان: «أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ  كِفَاتًا أَحْيَاءً وَأَمْوَاتًا»، ( سورة المرسلات: الآيات 25-26).

 

وأضافت « الإفتاء» فى إجابتها عن سؤال: «هل دفن الموتى فوق بعضهم عند الاذدحام فيه أثم؟»، أن الإسلامُ حَثَّ على تكريم الميت، وأَجمَعَ المسلمون على أنَّ دَفن الميت ومُوَارَاةَ بَدَنِهِ فرضُ كِفَايَةٍ؛ إذا قام به بَعضٌ مِنهم أو مِن غيرهم سَقَط عن الباقين.

 

وأوضحت أنه في حال امتلاء القبور يجب الدفن في قبور أخرى؛ لأنه لا يجوز الجمع بين أكثر من ميت في القبر الواحد إلا للضرورة، ويجب الفصل بين الأموات بحاجز حتى ولو كانوا من جنس واحد.

 

وتابعت أنه إذا حصلت الضرورة فيمكن عمل أدوار داخل القبر الواحد إن أمكن، أو تغطية الميت القديم بقَبْوٍ مِن طوب أو حجارة لا تَمَسّ جسمه ثم يوضع على القَبْو الترابُ ويدفن فوقه الميت الجديد، وذلك كله بشرط التعامل بإكرام واحترام مع الموتى أو ما تبقى منهم؛ لأن حُرمة المسلم ميتًا كحُرمته حيًّا.

 

دعاء للميت بعد الدفن صفته وأحكامه

الدعاء للميت بعد الدفن؛ صفته وأحكامه ورد فيها أن دعاء للميت بعد الدفن جهرًا على المقابر ، هو سُنة عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، قد أوصانا بها في عدد من الأحاديث النبوية الشريفة؛ فقد جاء في سنن أبي داود عن عثمان بن عفان رضي الله تعالى عنه قال: كان النبي -صلى الله عليه وسلم- إذا فرغ من دفن الميت وقف عليه فقال: «اسْتَغْفِرُوا لأَخِيكُمْ وَسَلُوا لَهُ التَّثْبِيتَ؛ فَإِنَّهُ الآنَ يُسْأَلُ».

 

وعن أفضل دعاء للميت بعد الدفن هل سرًّا أم جهرًا؟، وكذلك أفضلية دعاء للميت بعد الدفن هل فرادى أم جماعات؟، فقد ثبت عن رسول الله –صلى الله عليه وسلم- أنه لا تضييق في دعاء للميت بعد الدفن فكله جائز، السر والجهر والفرادى والجماعي، إلا أن دعاء للميت بعد الدفن في الجمع أرجى للقبول وأيقظ للقلب، خاصة إذا كانت هناك موعظة، استنادًا لما رواه الترمذي، أنه قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «يَدُ اللهِ مَعَ الْجَمَاعَةِ».

 





تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق