هيرمس
شايل جيل

حكايات الفتوات الحلقة الثانية

حميدو حصل على لقب فارس وسكسكة وعزيزة ومجانص سيدات تفوقن على الرجال
مع بداية القرن العشرين، أصبحت الفتونة قانونية، أصبح هناك نظام اسمه " نظام الفتوات" وأصبحت الصلة بين الفتوة والشرطة وقتها وطيدة، حيث كان الفتوة يساعد البوليس

أصحاب النبوت ساعدوا الشرطة فى القبض على هاربين من العدالة 

حميدو  أنعم عليه الخديوى بلقب فارس بعد منازلة خادم القصر


سكسكة وعزيزة الفحل ومجانص الدهل فتوات تفوقت على الرجال 

 

مع بداية القرن العشرين، أصبحت الفتونة قانونية، أصبح هناك نظام اسمه " نظام الفتوات" وأصبحت الصلة بين الفتوة والشرطة وقتها وطيدة، حيث كان الفتوة يساعد البوليس في حفظ الأمن وحل النزاعات وأحيانا القبض على مجرمين هاربين من العدالة في الحارة التي يسيطر عليها

.
وأيضا كان الفتوة دور هام في الانتخابات البرلمانية، حيث كان مرشحين الانتخابات يحاولون دائما استمالة فتوة الحارة أو الحي حتى يضمن لهم ذلك العديد من الأصوات والتي تقرب وصولهم إلى مقاعد البرلمان، ومنها إلى الوزارة أحيانا، فكان العديد من الفتوات في مصر من أصحاب الانتماءات الحزبية والسياسية ومن هنا بدأت لعبة الصراعات بين الفتوات وأصبحت المصالح تغلب على طابع الفتونة

الصيرفى أصبح مصدر رعب لاهالى الحسينية 

 
ومن أشهر فتوات القاهرة زكي الصيرفي والذي كان مشهورا بلقب فتوة الغلابة، وكان فتوة حي الحسينية، وفتوة حي الدراسة حسن كسلة، وفتوة حي الكحكيين "محمود الحكيم" وشقيقه "عبده الحكيم" وفتوة بولاق أبو العلا "عفيفي القرد" وصديقه أحمد الخشاب، وخليل بطيخة فتوة السيدة زينب، وأيضا المعلمة "عزيزة الفحلة" وابنها محمد فتوات حي المغربلين.
وفي الإسكندرية لم يشتهر فتوة مثلما اشتهر المعلم " أحمد النونو" فتوة باب سوق عمر باشا، اشتهر لدرجة أنه سرت إشاعة أن بريطانيا تقدم له دعم ومؤن لكي يكف عن جنودها المتمركزين في الإسكندرية، وكان يلقب بالبعبع، ووفقا لما كتبه الصحفي "محب فهمي" في مقاله " فتوات الإسكندرية للرجولة عنوان" قيل انه بعد وفاة النونو عثر خطاب شكر من القوات الفلسطينية للنونو لمساعدتهم في حربهم ضد العصابات الصهيونية.
وما بين الحقيقة والخيال، والواقع والاساطير، ظلت سيرة الفتوات، سيرة شهية للسينما والأدب وربما كل ما رأيناه في السينما و قرأناه في روايات محفوظ ليس إلا قطرة في بحر هذا العالم المنقرض بجدعنتة  وشهامته ورجاله، وطغاتها أيضا.

أشهر فتوات في مصر: "إبراهيم كروم

كروم  طلب من الحلو أسد يستقبل به جمال عبدالناصر 
"
فتوة حي بولاق سابقا كانت له مكانة خاصة عند أبناء حي بولاق، كان ابنا راعي غنم لم يعمل مع والده ولكنه كان يعمل في رصف الطرق أيام الجيش الإنجليزي وكان يكره معاملة الإنجليز ويتشاجر معهم دائماً.. وكان من أمهر الحطابين علي مستوي مصر "اللعب بالعصا" .
كان يملك ورشة نجارة كبيرة فكانت العصا تساعده على ممارسة هوايته وهي الرقص البلدي الذي كان دائما سببا في إثارة المشاكل مع الآخرين فعندما كان يري زفة أو فرحا أو يسمع طبلا بلديا في الشارع يسرع إليه ويوقفه و يعطي رئيس فرقة الموسيقي ما تيسر من البقشيش و في يده عصاه ليرقص بها ولكن في بعض الأحيان أصحاب الفرح يرفضون طلبه فكان يثور وينزل بعصاه علي كل من أمامه .
وأصبح أهل الحي يهابونه ويحسبون له ألف حساب, ولكنه برغم قوته إلا أنه كان له مواقفه الطريفة حيث ذهب في يوم ما إلي صاحب السيرك إبراهيم الحلو وطلب منه أسدا يركبه ليستقبل به الرئيس جمال عبدالناصر في أثناء عودته من مؤتمر بالهند و لكن الحلو رفض خوفا على الناس.
و لكنه لم ييأس و ركب علي حصانه و استقبل الرئيس جمال عبد الناصر بموكب يزيد علي ثلاثة آلاف رجل من أهالي حي بولاق و كتب علي أكبر لافتة في ميدان عابدين  " إبراهيم كروم فتوة مصر يحيي جمال عبدالناصر فتوة مصر " .

زكي الصيرفي

في 1934 م  كانت بداية أسطورة "الصيرفي" أشهر فتوات الحسينية الذي ساند الضباط الأحرار؛ الذي كان يرتدي الجلابية والعمة ليجلس بين الأهالي ويعمل علي حماية جميع أهالي الحي القوي والضعيف والغني والفقير.
في الليل يصطحب معه كلباً ضخماً ليستمتع بالهدوء المسيطر على الأحياء 
كان "الصيرفي" مصدر الأمن والأمان لأهالي الجمالية في بداية تولية "الفتونة" ثم تحول الأمر بعد ذلك إلي أن أصبح هو مصدرا لإرهاب المواطنين وسرقتهم لتحقيق مصالحه الشخصية.
حرفوش
من أبرز فتوات الجمالية والحسين ، كان يسير بهيكله الضخم يكبح المتجبرين ويرعى الكادحين هو عاشور الناجي المشهور بـ "حرفوش".
فقد عرف عنه حسن الخلق كان يدافع عن الفقراء ويقف في وش الظلم وانتصاره على فتوات الحارات المجاورة أضفي علي حارته مهابة لم تحظ بها من قبل  كما تكلمت عنه رواية نجيب محفوظ.
"حميدو": فتوة منطقة الأنفوشي  وحميدو له قصة شيقة ،حيث كان يقام في الإسكندرية مهرجان كبير لسباق القوارب سنويا بين أهل منطقة السيالة وأهل منطقة رأس التين، وكانت العادة أن يمثل رأس التين رجل يدعى "طلبة" بينما اعتاد آخر يدعى "دجيش"، إلا أن حميدو تصادف وشارك في السباق ممثلا لمنطقة السيالة، كما تصادف وحضر ذلك السباق الخديو عباس حلمي. وكان الحماس شديدا، وظلت جماهير السيالة تهتف "قفة ملح وقفة طين على دماغ رأس التين"، فترد جماهير رأس التين " سيالة يا سيالة ياللى ما فيكى رجالة". وفي نهاية السباق فاز الفتوة حميدو بالسباق، فألقى له أفندينا عباس حلمي حفنة من الريالات الفضية فرفض أن يلتقطها من الأرض ،فغضب الخديو ، و استدعى "حميدو" إلى قصر رأس التين، وسأله منازلة أحد خدمه الأقوياء ، ووجه حميدو ضربة بالرأس لخصمه "الخادم" ، فسقط فاقدا الوعي . ونال العرض استحسان الخديو ونال  رضا أفندينا، و أنعم عليه بلقب الفارس، وصار من يومها "حميدو الفارس

".

سكسكة أم سيد
لم يقتصر عالم الفتوات علي الرجال فقط بل كان هناك فتوات أيضا من النساء،  "سكسكة فتوة الجيزة كانت سيدة قوية يخشاها الجميع وتحولت إلى أسطورة.
تسكن "سكسكة" في شارع أبو هريرة بالجيزة حيث يوجد هناك سوق البرسيم الذي كان يتردد عليه الكثير من التجار، وكان يوجد المعلم مرسي صاحب القهوة المشهور في تلك المنطقة هو زوج "أم سيد" الشهيرة بـ سكسكة .
كانت هذه المقهي ملتقي فتوات القاهرة والجيزة حيث كانوا يقضون فيه سهراتهم التي تمتد إلي الساعات الأولي من الصباح، وبعد وفاة زوجها تولت هي إدارة شئون المقهى وكانت سيدة فارعة الطول قوية الجسم و لها عضلات تمكنها من التغلب على من يقف أمامها وكان على ذراعها .

ترتدي  الصديري والجلباب البلدي الرجالي والكوفية مثل التجار الكبار المعروفين بلقب المعلمين وكانت تمسك بيدها عصا طويلة "شومة".
أخذت توسع نشاطها حيث استأجرت مع آخرين أرض السوق من الحكومة و تؤجرها للمترددين على السوق من تجار الدواجن والغلال والأقمشة وكان من يمتنع عن دفع المستحق لها تعاقبه.
المعلمة زكية المفترية
فتوة سوق الخضار وحي المناصرة، وهي  سمراء غليظة الجسم واسعة العينين مفتولة العضلات قصيرة القامة وكبيرة الرأس.
"توحة"
فتوة حي المطرية شرقي القاهرة، والتي عرفت من خلال معركة شهيرة أغلقت على إثرها أبواب المنازل والدكاكين حيث قامت بضرب خمسة رجال وسيدتين.
كانت تمشي في الشارع وبيدها سكين ولم يجرؤ أحد على التعرض لها فقد كان يخافها الكبير والصغير من الرجال والنساء

ومن أشهر النساء الفتوات "عزيزة الفحلة" و "مجانص الدهل" التي دخلت السجن في قضية مشاجرة انتهت بالموت، و"فتوة شر الطريق" كما يسمونها الجيارة بمصر القديمة واسمها الحقيقي "كيداهم.

 

موضوعات ذات صلة ..

الفتوة حامى الحارة المصرية من النبوت إلى ابتزاز الراقصات ..1

مقتل راقصة ينهي عصر الفتوات .. بعد ٦ قرون من حماية الحارة المصرية

 





تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق