هيرمس
شايل جيل
ترامب ضد ثانوس
العطاء شيء والأخذ شيء أخر تماماً ،تلك قاعدة يعرفها الجميع ؛لكن هناك بعض البشر يأخذون ما ليس لهم ،وينكرون أنهم أخذوه ، المسألة هنا تكمن

 

ترجمة - هبه مرجان:
المصدر : كوريا تايمز
 
العطاء شيء والأخذ شيء أخر تماماً ،تلك قاعدة يعرفها الجميع ؛لكن هناك بعض البشر يأخذون ما ليس لهم ،وينكرون أنهم أخذوه ، المسألة هنا تكمن في الأخلاق والأمانة ،و لهذا بات جلياً سبب المقارنة بين "ثانوس" ،الشرير الخارق في فيلم المنتقمون ، وبين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
 
حينما أخرج الأخوان روسو فيلم المنتقمون لم يزعجوا أنفسهم أو يتآمروا لإقامة علاقة مبدئية وسمات مشتركة بين شخصية الشرير المكتوبة في كتب مارفل الهزلية ،والتي تم تجسيدها علي الشاشة ،وبين شخص حقيقي خرج من عالم الواقع ،لكن وجه التشابه الأول بينهم يكمن في أن الشخصية الأولي خرجت من خيال المؤلف ؛لكن الأخرى تعيش واقعها بناء علي الخيال ، أراد الأخوان روسو أن يكون فيلمهم ممزوج بروح الدعابة ،لجعل مهمة المنتقمون بسيطة بقدر الإمكان ؛لترسيخ قاعدة الخير دائما ينتصر علي الشر ،يكمن جمال البساطة في سهولة التفرقة بين البطل والشرير ،لتوجيه مشاعرنا نحوهم ،فنتعاطف مع الأول ونكره الأخر ،تلك العدالة الهزلية هي ما تخفف عن المشاهدين شكوكهم حول قواعد الحياة الحقيقية التي تسير أحياناً عكس العدالة الشعرية التي تعرض في دور السينما والمسارح.

 

لكن يبقي سؤال واحد ،هناك مليار شخص علي الأقل شاهد الفيلم لكن لم يتطرق أحد للمقارنة بين ترامب وثانوس لمعرفة من هو الأكثر هدوءاً ،التشابه بينهما لا جدال فيه ،فبينما أراد ثانوس استخدام القوة لتدمير نصف العالم ،في وجهة نظره، أن لابد من التدمير الشامل للبدء من جديد ،ترامب أيضاً يعتقد أن بلاده قد تمزقت وانقسمت من قبل الحلفاء والأعداء علي حد سواء ،لذلك حان وقت منح البلاد فرصة أخري تحت شعار "لنجعل أمريكا عظيمة مرة أخري" ،و من هذا المنطلق فإن تدمير النظام الحالي ضرورة لا مفر منها ، وكانت أول مراحل هدم ترامب للنظام القديم نيته للانسحاب من اتفاق باريس لمكافحة التغير المناخي ،وانسحابه من الصفقة النووية مع إيران JCPOA ،وعي الرغم من انسحاب ترامب من صفقة إيران يستند ظاهرياً علي مخالفة جهود أوباما لإعادة طهران إلي المجتمع الدولي ؛إلا أن في هذا القرار يخفي ترامب دوافعه الخفية حول الإسلام ،والدليل علي هذا قراره بحظر سفر المسلمين إلي أمريكا .
 
أما بالنسبة للحرب التجارية التي شنها ضد الصين ،والتي لم تلوح نتائجها في الأفق حتى الآن ،لم يعلم ترامب أن بسببها قد تقع أمريكا في فخ ثوسيديديس ،و ربما تنخرط في حرب اقتصادية شرسة يمكن أن تتحول إلي كارثة مدوية تقضي علي النظام الاقتصادي في العالم بأكمله .
 
من السهل أن تكتب شيئاً هزلياً ؛لكن الجزء الأصعب هو أن تجد دوافع للأشرار و أسباب شرعية لهم ،نحن جميعاً نعلم أن العالم مليء بالخلل ،ظلم واستبداد وعدم مساواة ،ويحتاج إلي إصلاح مستمر يتطلب تغيير جذري في بعض الأحيان ،نحن حقاً بحاجة ماسة للتغيير ؛لكن الغايات لا تبرر الوسائل، ينتهي الفيلم بذبح ثانوس، وإعادة العالم لما كان عليه، و لكن أخر مشهد في الفيلم لنكول فيوري، صموئيل جاكسون، يحمل في طياته معني أخر، وهو إن ما حدث قد حدث بالفعل ولا نستطيع التراجع عنه، ومن الأفضل ترك الأمور كما هي عليه لعلها تكون حجر أساس للنظام الجديد . والآن، هل تعتقد أن ثانوس ،و انعكاسه في الواقع ،ترامب علي نفس المستوي في لعبة الشر ؟!.




تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق