ولم يستحق "ابن بطوطة" لقب أمير الرحالة المسلمين من فراغ وهو اللقب الذي أطلقته عليه جامعة كامبردج فالرجل اكتسب شهرة واسعة كواحد من أبرز الرحالة والمغامرين في التاريخ الإنساني ولم يكن الأمر الذي يميزه هو كثرة تنقله وتعدد أسفاره أو لانه قضي أكثر من ثلاثة عقود من عمره متنقلاً بين القارات والبلدان فهناك كثر فعلوا مثل ذلك ولم يخلد التاريخ ذكرهم لكن الميزة الأبرز هي براعته في الوصف والمشاهدة وقدرته علي التحليل والربط وسعة علمه.
لم يكن ابن بطوطة يسجل مشاهداته فحسب أو يكتب خواطر وحكايات للتسلية بل كان يؤسس لعلم من أهم العلوم الحديثة وهو "علم الانثروبولوجيا" أو علم الإنسان الذي تسبب في شهرته في القرن التاسع عشر الميلادي كأحد أهم العلوم.. وهذا العلم يعتني بدراسة حال الإنسان وفهم طياته المجتمعات ودراسة التطور الثقافي عبر التحيل والمشاهدة والرصد المباشر والمعايشة وهذا ما فعله وأبدع فيه بصورة لم يسبقه إليه أحد وتميز فيه مع غيره من الرحالة المسلمين.
اترك تعليق