بمنتهي الهمة .. حافظ 40 عاما على القمة
قد لا تستوعب الكلمات ما يستحقه الزعيم عادل إمام علي مسيرته الفنية الأسطورية، فما قدمه طوال سنوات طويلة اعتلي فيها القمة دون منازع يستحق دراسة ويجب وضعه دستورا لكل راغب في النجاح، فابن منطقة السيدة عائشة اجتهد وثابر ونجح وحافظ على قمته ومكانته بمنتهي الذكاء.
أتم الزعيم عامه الثاني والثمانين ومع ذلك لا أحد يمكن وضعه في أدوار مساعدة فهو بطل خلق ليستمر في الصدارة والكل ينتظر أعماله القادمة بشغف كبير وكأن القدر يلزمه بمسئولية إسعاد الملايين حتي أخر أنفاسه فهو وزير وزارة السعادة المصرية المسئول الأول عن فرحة المصريين لسنين وسنين .. كل سنة وانت طيب يازعيم.
"" حاورت الفنانين والإعلاميين والنقاد والمتخصصين في محاولة لفك شفرة البقاء التي فرضها عادل إمام على قمة الهرم الفني طوال تلك السنوات الطويلة وكيف استمر في اسعاد الملايين دون ان يملوا منه أو يفكروا في الاقلاع عن متابعة اعماله جيلا بعد الأخر
عادل امام بدأ بدمه الخفيف والحاجات الجميلة منذ البداية ومنذ أول مسرحياته كان باين انه سيكون نجما جميلا جدا في الكوميديا، ومع مرور الوقت تطور و وقف بجانبه كتّاب كبار جداً مثل وحيد حامد وكتبوا له مواضيع جميلة أظهروا موهبته في كافة انواع التمثيل مثل ما ظهر في أدوار الثأر، والارهاب كفيلم اللعب مع الكبار وكثير من الافلام.
حيث ان هناك أفلاما كثيرة هي التي صنعت عادل امام بالاضافة الي ادارته الجيدة لاعماله وادارته لنفسه أنا سافرت معه اماكن كثيرة ورحلات في القطر للارهاب والثأر في الصعيد، ومعظم رحلاته الخارجية التي قابل بها كثيرا من الرؤساء والزعماء، اذ أنه حفر اسمه في الصخر وظل كما كمان على مر خمسين عاماة في القمة وهذا لم يحققه أحد في العالم، فيكفي أنه كان يكتفي في المسرح ومرت فترات كثيرة من غير مايظهر على التلفزيون مما أدي الي تشوق الجمهور لرؤيته ومتابعته في المسرح لاكثر من ثلاثين عاما.
كان لي شرف لقاء الاستاذ كثيرا وأعرفه جيدا وقد رأيت منه مواقف تجعلني اتخطي عنه موهبة الفن والتمثيل والاجر فهو وبرغم حبي واحترامي لجميع فناني مصر على مدار التاريخ فقد كان صاحب رسائل تبدأ برسالة الاضحاك فهو مفكر وقارئ ذكي وسياسي محنك.
حينما تحول عادل امام من القيام بأدوار كوميدية وتحول لبطل تراجيدي نال إعجاب الجمهور كما لو كان نجما جديدا بالادوار الجادة وحينما عاد بافلام كوميدية مثل مرجان احمد مرجان نال إعجاب الجمهور لانه مثل الكوميدي والتراجيدي أو الدرامي بنفس الأسلوب والبراعة واستمر حتي أصبح يستخدم الحالتين الدرامي والكوميدي بالمسلسلات ولقد استطاع عادل امام ان يخلق اسلوبا هادئا لو صح التعبير للتمثيل فحتي صرخته وحزنه يبدو ولو كان هادئا ولكنه عميق المشاعر وحتي ذلك الأسلوب يستخدمه بجانب سخريته بالضحك فنراه يصرخ صامتا في الدراما وهامسا بالضحك هذا هو تصوري لااستمرار نجومية عادل امام كذلك اختياراته لادوار تعكس شخصيات حقيقية بالمجتمع وتماسه مع القضايا والموضوعات المصرية.
الزعيم عادل امام ليس ظاهرة بل هو عامود من أعمدة الفن لأن الظاهرة تكون فترة وتختفي لكن الزعيم هو عامود وأيضاً جذر من جذور الفن ورقم واحد بكل المقاييس في شغله وفنه وجدعنته لانه دائما يقف بجانب أي أحد لديه موهبة ودائما يقوم باظهار كوادر جديدة من النجوم منهم محمد هنيدي، وأشرف عبدالباقي، وأحمد آدم، والراحل علاء ولي الدين، وحقيقة هو من أوائل الناس الذين شجعوني.. حيث اذكر موقفا قبل الشهرة قبل بابا فين لم أنساه له عندما قابلته في أحد الكافيهات واخبرته اني اقوم بتقليده وتقليد الفنان محمد هنيدي ففرح جدا وكان مهتما بأني أقلد له محمد هنيدي أكثر مما أقلده، وانبهر جدا وقال للمخرج الذي كان معنا وللناس الموجودة ان ده الفنان اسلام محي وهيكون حاجة كبيرة جدا اسمعوا، فهو راجل محترم وجميل جدا.
هو راجل جميل جداً ومتواضع وكان يهزر معنا في كواليس المسرح وله مواقف جميلة جداً..حيث أنني كنت رايح المسرح من فيصل وواقف مستني الميكرو باص لقيته جاي بالعربية ومعه عربية حراسة لقيته راكن و نده لي وركبت جنبه لغاية ماوصلنا المسرح، فهو راجل جميل جدا ربنا يديله الصحة يارب، واخر مرة تعاملت معاه في مسلسل فالنتينو اخذني بالحضن وسلم على وكانت داليا البحيري جنبه وعرفها عليا، والحمدلله شئ يشرفني اني شبيه النجم عادل امام والناس في الشارع توقفني وتتصور معايا يفتكروني هو، و شاركت مع النجم في أعمال كثيرة مسرح وأفلام كنت في مسرحية الزعيم احد البودي جارد، وشاركت في بخيت وعديلة الجزء الاول والثاني، ورسالة الي الوالي، واعمال كثيرة جدا.
كل منا مدين لعادل إمام، لأنه أنعش قلوبنا يوماً، وصالحنا على الحياة دوماً، ستة عقود من الزمان عمر مشواره الفني، بينها 40 عاماً أمضاها على القمة متربعاً على كرسي العرش، مستحوذاً على قلوب الناس، بالأرقام هو الفنان الأول في عالمنا العربي، موهبة استثنائية صعدت به لمكانة استثنائية، في حياتنا تفاصيل عديدة لا نستطيع أن نضعها ونحن مطمئنون داخل إطار علمي محدد المعالم، ونحددها على وجه الدقة، وعادل إمام من هؤلاء الذين يصعب إيجاد أسباب موضوعية مباشرة لتلك الحالة من النجاح المتراكم التي حققها عبر عقود من الزمان، وهذا الحب الذي انتقلت جيناته إلي ثلاثة أجيال على الأقل، عادل إمام، بطبيعته يميل إلي التفرد، مكانته ليست أن يقف في الطابور حتي لو كان "الأَلفة"، قليل الوجود على شاشة التلفزيون ضيفاً على البرامج، وهذا قطعاً يمنحه وهجاً إضافياً، أطلقوا عليه حباً وتقديراً لقب "الزعيم"، بينما عادل لا يحتاج إلي لقب، فاسمه مجرداً صار لقباً.
الزعيم عادل إمام وتربعه على عرش الكوميديا أكثر من أربعين عاما، إنه مشوار من العطاء بين المنحة وحب الجماهير والاجتهاد والذكاء، فحب الجماهير هو منحة من الله، فالقبول لايباع ولايشتري ولقد حظي عادل إمام بين جماهيره بهذا الفيض العارم، علاوة على ذكائه وفطنته في الاختيار، فالكثيرون كان لديهم موهبة وخفة الظل، ولكن لم يستمروا على الساحة، ولم يتربعوا على العرش كما تربع عادل إمام، لاختياره لأعماله تحمل هو وحده مسؤوليته دائما يعرف ماذا يقول وأين ومتي؟.
موضوعات وقضايا هادفة مغلفة بالكوميديا، فالذكاء ليس فقط أن تختار عملا جيدا، ولكن أن تختار فريق العمل، بما يحقق منظومة النجاح وعادل إمام يفحص ويمحص في كل من يعمل معهن من أكبر دور إلي أصغر دور يهتم بكل التفاصيل ويحرص عليها، ويمكن أن يمضي وقتا كبيرا مع ممثل شاب حتي يتأكد من قدرته على آدائه لجملة معينة، يكسر الهيبة بينه وبين أي فنان أثناء العمل بشهادة زملائه، حتي يبدو الأداء طبيعيا، ويتواصل مع الأجيال الشابة ويسند إليها الأدوار المناسبة وهذه تعد بطاقة القدر لهم.
أري ان ظاهرة النجم عادل امام كانت آخر ظاهرة ممكن نراها من خلال النجم الأول كأجر ومشاهدة، لأن هذه الظاهرة ظهرت من أول يوسف وهبي ونجيب الريحاني واسماعيل ياسين وشادية وسعاد حسني وفاتن حمامة وليلي مراد التي كانت أغلي نجمة في تاريخ السينما باكمله واسماء كثيرة آخرهم عادل امام لديه كميا بينه وبين الجمهور استطاع اثبات انه فنان موهوب الي جانب ذكائه والي جانب انه كان حوله كوكبة من الناس تعاونت معه وأثمرت أفلاما واعمالا جميلة، فظهور عادل امام كان مناسبا جدا بعد فراغ السينما والمسرح من الكوميديانات الكبار، فكانت كل الظروف مهيأة له لان يكون ويظل نجم النجوم، لكن حاليا صعب جدا نلاقي أحد نستطيع القول أنه الزعيم الجديد، لان المناخ الفني الذي نشأ به الظواهر المذكورة مسبقاواخرهم عادل امام كان مناخا فنيا نادرا، كان هناك أدباء وكتّاب عبد المنعم مدبولي، فؤاد المهندس عبد الحليم حافظ. سمير خفاجة، وحيد حامد، مخرجين كبار مثل حسين كمال أشرف فهمي محمد عبد العزيز جلال الشرقاوي مخرجين آمنوا ان المفروض أن يكون هناك جديد، غير ان عادل امام كان قريبا جدا من الناس ملامحه، افلامه، ادواره، حقيقة رأينا بعد عادل امام نجوم كثيرة حاولوا يكونوا على خطي عادل امام ونجحوا لكن لفترة محددة وبعدهذه الفترة أصبحوا ماضيا.
عادل امام نجم ضد الزمن لأنه أثبت نظرية مهمة جداً وهي أولاً ان فتي الشاشة الأول ليس بالجمال يعني ليس بالضرورة ان يكون جان،
ثانياً ان الموهبة وحدها لاتكفي لكن الذكاء أهم من الموهبة، عادل امام ابتدأ عام 1962 في دور بسيط جداً في المسرح مع فؤاد المهندس واشترك بعدها في السينما وبعدها عافر وشارك باعمال كثيرة الي ان وصل ليكون بطلا بواسطة ذكائه الخارق الذي خلاه يكون نجم الشباك الأول بمعني انه يبحث عن الادوار والاعمال، فهو النجم الوحيد الذي استطاع ان يتربع علي المسرح والتلفزيون والسينما في وقتي واحد. في فترة السبعينات بعد مدرسة المشاغبين قدم شاهد ماشافش حاجة فكان نجم المسرح الأول والأعمال الكوميدية.
حقيقة عادل امام هو ظاهرة قل ما تتكرر سواء في مصر أو في الوطن العربي، ماميز عادل امام بالاضافة الي موهبته هو ادارة هذه الموهبة، بمعني ان ذكاءه في استخدام موهبته في اختيار أعماله والتنوع بها هو سبب استمراره كل هذه السنوات، فتقديمه كل انواع الفن وليس فقط الكوميديا مثل افلامه الاولي شعبان تحت الصفر أو رجب في البركان بل قدم اعمال مع وحيد حامد وشريف عرفة أفلام لمست الواقع السياسي والواقع الاجتماعي مثل النوم في العسل، الارهاب والكباب، الارهابي الذي ناقش موضوع التطرف الديني والجماعات الارهابية في الوقت الذي كانوا هما المسيطرين مماعرضه للخطر، وأيضا أنه كان قريب من الناس ويشعرون أنهم شبهه انه كان يرتدي البدلة الجينز في معظم أفلامه.. حيث كان معظم الشباب يحبونها ويرتدونها وكان مثالا للشباب انه واحد منهم.
عادل امام ظاهرة لن تتكرر في تاريخ الفن المصري وبالمقارنة مع أي أحد أي كان هو النجم الأطول عمراً علي الشاشة وهذه نتيحة ثقافة عظيمة يتمتع بها ليس علي مستوي الفن فقط لكن علي مستوي قدرته علي فهم ما يريده المصريون من 1970 لغاية 2015 كل هذه الحقبة استطاع عادل امام تغطيتها بشكل كبير جدا لايمكن تصنيفه أنه مجرد ممثل كوميدي ناجح ولا أنه الممثل الأعلي ايرادات لكنه حالة فنية متكاملة.
أستطاع الفنان عادل إمام أن يضع نفسه في معادلة خاصة للغاية معادلة نادرة الوجود على مستوي فناني العالم، فقد ظل علي قمة الصدارة طيلة ما يزيد عن 50 عاماً، وإذا تأملنا هذه الظاهرة لوجدنا أن هذه النتيجة هي حصيلة جهد متواصل وذكاء كبير ورحلة متصاعدة على خطي ثابتة وإنما هي تنم عن ذكاء هذا الفنان وثقافته، فلقد أستطاع أن يقدم كافة الأنواع الفيلمية المختلفة من كوميديا.
رومانسية، أكشن، تراجيدي، وغيرها، ولم يكن يكتفي أنه مجرد نجم وممثل يقدم أفلاماً وإنما هو صاحب رؤية ووجهة نظر سواء على المستوي الفني أو على مستوي القضية الاجتماعية أو السياسية التي يطرحها الفيلم، وهذا ما يصعب توفره في النجم الذي يصبح بطل منقطع النظير على شباك التذاكر لا مثيل له، وكذلك نجومية مفرطة في التليفزيون والمسرح والذي صنع فيهم بصمات لم يسبق صنعها مثل استمرار عرض نفس المسرحية ل 7 أو 10 سنوات، زوايا عديدة توضح لنا أن حجم ثقافته واجتهاده هم أسباب أساسية لأن يصبح هو الزعيم، لأن يصبح عادل إمام مؤسسة متكاملة تعشق الفن.
اندرو جرجس :
الظاهرة عادل امام اما ان يكون حنفي الابهة او ان يكون سعيد المصري او ان يكون فتحي نوفل، كثيرا مانجد ان نجاح الظاهرة وخاصة انه ظل رقم واحد اجرا و مشاهدة خلال مشواره الفني هو دراسة كاريزمة الشخصية الرائعة داخل كل عمل سواء كوميدي ان كان ام اكشن و اثارة و العيش معها و اظهار ما بداخلها و هو الامر الذي يفتقده كثير من الممثلين .. كنت لينا بهجة ومعلما.. يا هلال ياكامل.
محمد وليد حنفي :
عادل إمام "الزعيم" الذي يتجاوز رصيده الفني 100 فيلم سينمائي، فهو تألق في كافة القوالب الفنية، "الكوميديا، والتراجيديا، والحركة" وناقش في أعماله قضايا مجتمعية وسياسية شائكة، ففي السينما صار عادل إمام بطلا تكتب له الافلام السينمائية، فهو زعيم الكوميديا على مستوي مصر والعالم العربي، وهو كوميدي راقي جدا، ويجب أن نكون متفقين أنه من الصعب الوصول إلي القمة، ولكن الاصعب منها هو الاحتفاظ بمكان لك عليها لوقت طويل وهو الذي فعله عادل إمام.
محمد جادالله :
أن أفلامه حققت أعلي إيرادات في تاريخ السينما المصرية وكذلك اعلي مشاهدة من فترة كبيره جدا على الرغم من المتغيرات التي تحدث في المجتمع لما تعكسه من واقع اجتماعي وسياسي بطريقة ساخرة فريدة من نوعها، لا يصف نفسه طوال الوقت بأنه "نمبر وان" بين أبناء جيله والأجيال الفنية المتعاقبة عليه، فيكفي أن جمهوره هو من لقبه بــ "الزعيم" والأستاذ والمدرسة التي كان ومازال الجميع يقتفي أثرها.
آن رشوان :
الزعيم عادل إمام، لن يتكرر في تاريخ الفن المصري، وقدم العديد من الاعمال دراما وسينما ومسرح، لن تجد عملا واحدا غير ناجح، لأنه كان يعشق فنه حتي وصل إلي هذه المكانة بين الناس، ربنا يديله الصحة، فهو زعيم بمعني الكلمة ولن يتكرر.
اترك تعليق