هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

الأزهر يحسم الخلاف: الحياة بين الزوجين تكاملية بالرحمة والمودة

يعد الزواج رباط قوي بين الرجل والمرأة. وبه يستكمل الإنسان نصف دينه. ويتعاون الطرفان لمواجهة مصاعب الحياة. وفي نفس الوقت يستشعر الفرد بالأنس والاستقرار النفسي مصداقا لقوله تعالي "ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة. ان في ذلك لآيات لقوم يتفكرون". إذ يعد كل من الزوجين سكنا للآخر »لقول الله تعالي "هو الذي خلقكم من نفس واحدة وجعل منها زوجها ليسكن إليها "


وفي الأيام الماضية تزايدت دعوات إلكترونية علي مواقع التواصل الاجتماعي توجه المرأة المتزوجة بالامتناع عن القيام بالطبخ والأعمال المنزلية الاخري بدعوي أنها "ليست ملزمة" بذلك وعلي زوجها أن يوفر لها خادمة. فهل الحياة الزوجية توقفت عند مسألة الطعام وخلافه؟ هل رعاية المرأة لزوجها وأولادها أصبحت مسألة خلافية نبحث فيها عن حل؟

من منطلق "رب ضارة نافعة" فالجدل الدائر حاليا ربما كان مدخلاً لمناقشة مفهوم الحياة الزوجية. واساسيات العلاقة بين الرجل والمرأة داخل منظومة الزواج المقدسة التي اتضح أن الكثيرين لا يفهمون الحكمة الالهية لتشريعها واساسيات نجاحها. واختزلوها في أن المرأة "ملزمة ومش ملزمة".. ونسي هؤلاء أن العلاقة بين الزوج والزوجة تكاملية وليست مبنية علي الصراع.. ومن يستطع القيام بأمر في خدمة الأسرة فلا يجب عليه التأخير أو الاستماع إلي "كلام" الهدف منه هدم كيان الأسرة وبالتالي المجتمع علي اعتبار أن الأسرة هي أو لبنات المجتمع.

الأزهر يحسم الخلاف:

خدمة الزوجة زوجها "عرف" وهو كالشرط الملزم.. ومساعدة الرجل لزوجته سنة نبوية

حسم مركز الأزهر الشريف للفتوي الإلكترونية. في رسائله الخاصة بالعلاقة الزوجية. ومسائل خدمة الزوجة لزوجها. والنفقة. وإرضاع الصغير وخلافه من المسائل التي كثر الحديث عنها الأيام الماضية. ورواج تريند "المرأة مش ملزمة".

أكد الأزهر في بيان رسمي إن إذكاء الاستقطاب والنِّديّة بين الزَّوجين. وعرض الزَّواج في صورة ماديّة مُنفِّرة غير مبنية علي المودة والسَكَن» أمور مرفوضة. منافية لتعاليم الأديان. وفِطرة البشر. وقيم المُجتمع المُستقرة. آثارها المدمّرة ونتائجها السَّيِّئة لا تحصي. أدناها عزُوف كثيري من الشَّباب عن الزَّواج وتكوين الأُسر.

أضاف أن الزواج علاقة راقية تناسب إنسانية الإنسان. وتحفظ حقوقه. ولا تُعدّ بدائلها من العلاقات غير الشرعية المُحرَّمة إلّا سقوطًا في وحل الشهوات اللاإنساني الهابط. واعتداءً علي الفِطرة السَّوية. وقيم المجتمع المُستقيمة. وإن تعددت مسمياتها أو أُلبست ثيابَ زوري من منطق مُعوجّ. أو حضارة مُدَّعاة. والتَّستُّر خلف لافتات الحريات وغيرها لتقسيم المجتمع. وبثّ الشِّقاق بين الرجال وزوجاتهم بدلاً من محاولة زرع الودّ والمحبة» فكرى خبيث مغرض يستهدف الإضرار بوحدة المجتمع. وإضعاف قوته. وتنحيةَ الدين جانبًا عن حياة الإنسان. وتقزيم دوره. ويدعو إلي استيراد أفكار غربية دخيلة علي المُجتمعات العربية والإسلامية» بهدف ذوبان هُوُيَّتِها وطمس معالمها.

كما بين أن إفساد المرأة علي زوجها وأسرتها. وإفساد الرجل علي زوجته وأسرته. وتزيين الانفصال لهما» تخبيب وتخريب مُنكَر ومُحرَّم» لقول سيدنا رسول الله: "لَيْسَ مِنَّا مَنْ خَبَّبَ امْرَأَةً عَلَي زَوْجِهَا" وإهدار أعراف الناس المُستقرة والموافقة للشَّرع. والقول في القرآن والسنة بغير علم. وادعاء التضارب بين نصوصهما. والخلط المتعمد بين دلالاتها. أساليب مرفوضة» ينتج عنها إثارة الفتن. وتفكك الأسر. وابتعاد الناس عن هدي الإسلام وسماحته وأحكامه.

حسما للخلاف حول وجوب خدمة المرأة زوجها. قال: جري العرف بقيام المرأة علي خدمة زوجها وأولادها. وهو كالشَّرط المُلزِم. وتطوّع الرجل بمساعدة زوجته في أعمال المنزل سنةى عن سيدنا رسول الله. وإنفاق المرأة علي بيتها من مالها الخاص يُعدّ من تعاونها مع زوجها وحسن عشرتها له. وهو غير واجب عليها.

شدد علي أنه لا يليق بقدسيّة الزّواج ومكانة الزّوجة فيه أن تُعامَل معاملة الأجير في أسرتها. بأن تُفرَض لها أجرة محددة نظير أعمال رعاية أولادها وزوجها. وإنما علي الزّوج واجب النّفقة بالمعروف لها ولأولادهما. وإفساد منظومة الأسرة يؤذن بفساد المُجتمعات.

أشار البيان إلي أن للزوجين أن يتراضيا فيما بينهما علي أدوار ومهمات حياتهما وفق ما رأيا. وفي حال الاختلاف يُردّ الأمر المُتنازَع فيه للشَّرع الشريف والأعراف المُستقرة التي لا تخالفه. والحقوقُ الزوجيةُ متشابكةى ومرتبةى علي بعضها.. وأن عمل الرّجل خارج المنزل خِدمة ظاهرة لزوجته وأهل بيته» حتي يُوفّر لهم النّفقة. وأعمال المرأة المنزلية خدمة باطنة لزوجها وأبنائها» حتي يتحقّق السّكن في الحياة الزّوجية.

الشيخ رمضان عبدالرازق.. عضو اللجنة العليا للدعوة بالأزهر الشريف :

دعوات تتزين بشعارات خبيثة لهدم الأسرة المصرية.. والأضرار بوحدة المجتمع

طلب الزوجة تأجير خادمة خراب بيوت.. "فلينفق كل من سعته"

يؤكد الدكتور رمضان عبدالرازق. عضو اللجنة العليا للدعوة بالأزهر الشريف أن هناك حقوقا للزوج والزوجة كلا منهما علي الآخر كما أمر الإسلام. فاولا من حق الزوج علي زوجته القوامة وتعني الخدمة والمسؤولية وليس معناها سيفًا مسلطًا علي رقبة المرأة. ثم الطاعة في غير معصية الله. عدم التزين إلا للزوج. رابعا لا تخرج من بيته إلا بإذنه. وخامسا لا تدخل أحدًا بيته إلا بإذنه. أن تحافظ علي ماله وعياله وتدبر المعيشة. الحفاظ علي شرفها وعفتها واسم زوجها.

أما حق الزوجة علي زوجها: المهر. والانفاق عليها ورعايتها. حسن العشرة " وعاشروهن بالمعروف". الغيرة المعتدلة. أن يعلمها زوجها أمور دينها "الصدقة والصلاة والزكاة والحج...". لايضرها الزوج في نفسها ومالها. في حالة وجود تعدد لابد أن يكون عادلا وقادرا.

ضيف الشيخ رمضان ان هناك أمورا مشتركة من الحقوق بين الطرفين تتمثل في الاختيار "أي اختيار كل منهما الاخر ليتزوجا". التلطف. الحاجات العاطفية من الإعجاب والتقدير والتقبل والثقة. عدم الخلوة أي أن الزوج لا يختلي بامرأة لا تحل له والعكس صحيح. حفظ الأسرار الزوجية. المشورة وتبادل الآراء. التعاون المادي بالاتفاق وليس بلوي الذراع.

يؤكد الشيخ رمضان عبد الرازق أنه لا يجوز أن تقول المرأة لزوجها "أنا مش ملزمة بعمل الأكل واطلب دليفري" لأن الرجل عندما يعمل فهو يخرج لتوفير حياة كريمة لأسرته وهذه خدمة. فهل معقول أن أعود إلي المنزل وأجد زوجتي تقول لي أنا مش ملزمة باكلك" وهذا يقصد به بشكل دائم وليس يومًا أو غيره مثل ما يحدث في كل البيوت فهذا وارد وشيء طبيعي. لكن" لو هي ليست ملزمة دائما فالزوج أيضا غير ملزم".

يلفت إلي أن الزواج أعظم بكثير من كل هذه الأمور. والله عز وجل وصفه بعدة صور: بالآية والمعجزة. والسكن. والمودة والرحمة. وستر. وميثاق غليظ والميثاق الغليظ لا يليق به ما يقال. فهذه دعوات خبيثة لهدم الأسرة تتزين بشعارات خبيثة تحت مسمي الحرية. قائلا إن أعظم سيدة في الكون وهي السيدة خديجة كانت تخدم رسول الله. وأيضا السيدة فاطمة بنت النبي كانت تخدم زوجها. كذلك أسماء بنت أبي بكر الصديق تزوجت الزبير بن العوام فكانت تعلف الفرس ولم تخدمه فقط وهذا مثبت في حديث البخاري ومسلم.

يؤكد عبدالرازق أن "ومن قدر عليه رزقه فلينفق كل من سعته" فإذا كان الرجل قادرا وفي استطاعته تأجير خادمة لمنزله فلا يوجد مشكلة أما إذا كان غير قادرا ومن طبقة متوسطة فهل تجبره زوجته علي ذلك ؟ فلا يجوز. هذا خراب بيوت . فكل بيوتنا جري العرف أن البنت تغسل ملابس أبيها واخيها وتنظف المنزل وخلافه. فإذا قالت المرأة لزوجها "أنا مش هجهزلك أكلك" سيقول لها "وأنا كمان مش ملزم أصرف عليكي". وهذا هو هدف هذه الحملة الخبيثة. فنحن نكمل بعضنا البعض. فالتستر كما قال بيان الأزهر. خلف لافتات الحريات وبث الشقاق في الأسرة فكر خبيث مغرض يستهدف الاضرار بوحدة المجتمع.

ينصح الشيخ رمضان عبد الرازق كل زوج بحسن معاشرة زوجته وإعلان التقدير والتقبل لها والحب أيضا. وكل بيت له قواعده ونظامه فشخصية كل زوجة تختلف عن الآخري كذلك الرجال. فالدخول بين الأزواج يدمر العائلات.

د. سهام جبريل ..عضو المجلس القومي للمرأة:

الاحترام والتقدير بين الطرفين.. سر نجاح العلاقة الزوجية

الجدل حول "الأكل" تفاهة.. الزواج علاقة مقدسة أساسها التفاهم والاحتواء والتكامل

تقول الدكتورة سهام عز الدين جبريل. عضو المجلس القومي للمرأة إن الزواج يعد القاعدة والأصل الذي تقوم عليه الحياة الزوجية بين الرجل والمرأة. وهو العقد المنظّم الوحيد والركيزة الأساسية في العلاقة بينهما. وهو الأساس الذي تأسست عليه المجتمعات الإنسانية. والزواج عقد بين طرفين هما الزوج والزوجة وبرباطي من المحبّة والمودّة والرحمة والرّضا. والتألف وهو الطريقة المشروعة والأمثل لتنظيم العلاقة الانسانية لبناء الاسرة وهي سنة الخالق عز وجل لاستمرار الحياة البشرية واستمرار دورة الحياة الانسانية فهي علاقة مقدّسة تحترمها جميع الأديان وتشجّعها وتحثّ عليها. مضيفة أن سر نجاح العلاقة بين الزوجين هو الاحترام المتبادل والتقدير القائم بين الطرفين علي الحياة الزوجية التي هي حياة شراكة انسانية مبنية علي قيم المحبة والتواد وتقاسم الأدوار والتوافق والاحتواء بحيث يصبح الزوجان مكملين لبعضهما متوافقين علي أسس بعيدا عن الصراع أو الندية.

تؤكد د. سهام أن الأهداف التي يرتكز ويقوم عليها الزواج الناجح. والتي يسهم تحققها في الوصول إلي علاقة زوجية ناجحة وسعيدة بين الزوجين. وما له من آثار إيجابية علي المجتمع. ومن أبرز هذه الأهداف هو إكمال نصف الدين وعفاف النفس والاستمتاع بما أحلّه الله وعمارة الأرض امتثالاً وتنفيذًا لأمر المولي عز وجل و إنجاب الذرية وتكوين مجتمع صالح وأسرة وأبناء صالحين قادرين علي بناء المجتمع والنهوض به فالزواج يحمل قيمة مفهوم الرباط المقدس المتين القوي الذي يساعد علي مواجهة الحياة بمتاعبها الصعبة والكبيرة والذي يمثل الخلية الأولي لبناء المجتمعات مع تقدير دورها ودعم مشاركتها.

كل هذا لايقلل من قيمة المرأة ودعم دورها ومساندتها لتحقيق طموحاتها ودعم مشاركتها في بناء المجتمع من منطلق مسؤوليتها ودورها الوطني وحقها الأصيل في المشاركة المجتمعية والاستثمار في تمكين المرأة وتعظيم قدراتها لمزيد من التقدم للمجتمع والمساهمة أيضا في تقدم اسرتها وتحقيق الحياة الكريمة لهم .

تقول عضو المجلس القومي للمرأة إن كل سيدة عاملة. بالتأكيد لها طموحات. لكن هذا لا يتعارض مع واجبات منزلها. و العلاقة الزوجية علاقة تكامل في النهاية فعندنا يقدر الزوج تعب أو إرهاق زوجته في وقت ما. بالتأكيد ستقدر له موقفه وتعطيه أكثر. ومن يريد تكوين أسرة عليه ان يتحمل الأخر فالمسألة ليست صراعا أو نختزل الحياة الزوجية في تفاهات و جدل حول إني "مش ملزمة أعمل أكل النهاردة". مضيفة أن العلاقة بين الرجل والمرأة يسودها المودة والرحمة وليست "ندا بند" فالمرأة تحتوي رجلها حينما يكون متعبا وكذلك هو. فلا داعي لتصعيد أمور ليس لها أي داع فمثل هذه التفاهات تدمر أسرا ومجتمعا بأكمله.

تري جبريل أن علي الزوجة أن تتمتع بالذكاء في التعامل مع زوجها. فإذا كانت متعبة في يوم ولا تقدر علي الطبخ فتقولها له بأسلوب لين. فليس كل زوج لديه الإمكانيات المادية لاستئجار خادمة لمنزله. والحياة التي لا تبني علي التفاهم والتكامل والتراحم لا داعي منها من الأساس فالأمر ليس "راسي براسك" نحن نكمل بعضنا البعض فالزوج عليه أدوار لا تستطع المرأة القيام بها. وكذلك هي.

تشير جبريل إلي أن الدولة المصرية قد وضعت عدد من الاستراتيجيات التي تسعي إلي حماية المرأة وتمكينها السياسي والاجتماعي والاقتصادي. وكان أبرزها الآتي :

استراتيجية تمكين المرأة المصرية 2030 والتي تسعي إلي التأكيد علي التزام مصر بحقوق المرأة. ووضعها موضع التنفيذ وفقًا لما أقرته المواثيق الوطنية والدولية. والاستجابة للاحتياجات الفعلية للمرأة المصرية. عند وضع الخطط التنموية» من أجل توفير الحماية الكاملة لهن والاستفادة الحقيقية من الطاقات والموارد البشرية لتحقيق مبدأ تكافؤ الفرص كما نص عليه الدستور.

حيث تم اقرار الاستراتيجية الوطنية لمكافحة العنف ضد المرأة 2015 -2020 وتتضمن الاستراتيجية محاور وهي: محور الوقاية ويتضمن تنمية الوعي العام. إضافة إلي محور الحماية المتضمن تطوير وتفعيل التشريعات المناهضة للعنف ضد المرأة. ومحور التدخلات من خلال توفير الدعم الصحي والنفسي والاقتصادي للمعنّفات. وتوفير مراكز الاستضافة لهن. وأخيرًا محور الملاحقة القانونية ووضع آلية تدابير وقائية لحماية النساء ضحايا العنف وتخصيص دوائر خاصة للنظر في قضايا العنف ضد المرأة.

د. مني الرفاعي.. استشاري الصحة النفسية :

علاقة الزواج.. شراكة قائمة علي المودة والرحمة

هناك أزواج "بيطلع عينهم في الشغل".. فهل يصح ان تقول له الزوجة "أنا مش ملزمة"

تؤكد الدكتورة مني الرفاعي. استشاري الصحة النفسية والإرشاد الأسري أن العلاقة الزوجية علاقة مشروطة في الأساس. إذا لم يجد الزوج أو الزوجة كلا منهما مطالبه عند الآخر. قد ينفصلا. إذن فالزواج قائم علي الأخذ والعطاء »موضحة أن الرجل يحتاج من المرأة شيئين التقدير والجنس. والمرأة تحتاج من الرجل الحب والأمان. فمادامت العلاقة تقوم علي الأخذ و العطاء فلماذا نقول"الست مش ملزمة".. أنا أقول "لا" الست ملزمة. فمادام الرجل يقدم لزوجته احتياجاتها. فمن حقه أن يشعر بالراحة في بيته. والطاقة المادية لكل رجل تختلف من طبقة لآخري لأن يوفر لزوجته خادمة تساعدها في الأعمال المنزلية حتي تتفرغ له وتهتم به. فبعض الرجال يرجعون إلي منازلهم" طالع عينهم بمعني الكلمة" من أشغالهم. فعليهما أن يقسمان الأعمال فيما بينهما بالتراضي والحب. ولا يجوز أبدا أن تقول الزوجة لرجلها "أنا مش ملزمة واخبط دماغك في الحيط".

تري د. مني أن الأسلوب الذي تتحدث به المرأة قد يفرق كليا في مدي استجابة الرجل لها »فمثلا تقول له "أنا تعبانة النهاردة ممكن تساعدني في.....". فالزوج العاقل سيتفهم ويرد تلقائيا" مفيش مشكلة ياحبيبتي مادام تعبانة" لكن لو الأسلوب تحول أنها مش ملزمة أعمل كذا.." سيقول لها "طيب أنا هشوف واحدة تعمل لي" وعلي الرغم أن الأسلوب الأول سهل وبسيط وقد يحل كوارث بين الأزواج لكن للأسف الشديد أن الثقافة السادة هي المرأة المستقلة Strong Independent Woman. وجملة "أنا بشتغل زيي زيك" مما جعل الندية تتخلل في الحوار. فبعض الحالات التي تزورني في العيادة من السيدات تعرض مشكلتها قائلة "هو ميندهنيش باسمي أنا دكتورة". فهنا الزوجة لم تستطع الفصل بين منصبها المهني وعلاقتها بزوجها في المنزل.

تضيف أن قديما بين آبائنا واجدادنا كانت العلاقة بين الرجل والمرأة قائمة علي الاحترام والتقدير بين الطرفين "أنا هقدر أقدم لك إيه وأنت هتقدم لي إيه بالحب". والرجل إذا حصل علي التقدير من زوجته وكان راضيا عن العلاقة الحميمية سيتغاضي عن أي شيء لكن المشكلة أن المرأة لم تستوعب الطريقة التي تقدم بها تلك الاحتياجات لزوجها "الفكرة ليست في تقديم الشيء ولكن في الطريقة والأداء التي تقدم به الشيء" فإذا كان غير راضيا سيتصيد لها الأخطاء "ويقف لها علي الواحدة". وكذلك هي إذا لم تجد الحب الذي تريده منه ستقول له"أنا مش ملزمة" »موضحة أن لغات الحب في: الكلمة والتلامس والهدية والخدمة. وهذا صميم الشرع والدين. المهم أن تتعلم كل سيدة متي تعطي ومتي تنتظر الأخذ. فلا تعطي بدون مقابل حتي يفيض بها الكيل أو تمنع مطلقا خوفا من تفاخر زوجها عليها.

تؤكد استشاري الصحة النفسية أن الحل يكمن في أن نفهم بعضنا البعض وليس أن نضع رؤوسنا في الرمال ونبحث "أنت عليك إيه وأنا عليا إيه". وذلك من خلال الحوار والدورات والاستشارات و الاختبارات النفسية. حتي لو كان الزواج منذ سنوات الطويلة فهذه العلاقة المقدسة التي وصفها الله بالميثاق الغليظ تستحق منا المجهود كي تستقيم ونعيش سعداء.

في نهاية حديثها. تشير د. مني الرفاعي إلي أن حديث "الإلتزام" كان من الأولي مسبقا أن نكتبه في عقد الزواج "واجبات كل طرف". إلا أن هذا الأمر غير جائز وغير مقبول. فالعلاقة شراكة قائمة علي المودة والرحمة.
    
د. فاطمة الشناوي.. استشاري العلاقات الزوجية :

رعاية السيدة لأسرتها "متعة" وعلي الزوج مراعاة الظروف النفسية و المرضية لزوجته

تقول الدكتورة فاطمة الشناوي. استشاري الطب النفسي والعلاقات الزوجية. والمحاضر في التنمية البشرية إنه جري العرف في العالم كله أن المرأة هي القائمة علي تربية الأولاد و الأعمال المنزلية. ومن الجميل أن تطهو السيدة لأسرتها "أكلة حلوة" لكن إذا مرضت أو أرهقت فمن الممكن أن تستريح قليلاً من الأعمال المنزلية لكن للأسف هناك بعض الرجال الذين يجبرون زوجاتهم علي الطهي وخلافه وهي مريضة مثلا وهذا يحدث في بعض الحالات. ويقول لها "أمال آنتي شغلتك إيه". وهذا ليس في مرضها هي فقط بل قد تكون والدتها مريضة وتحتاج لمؤانستها بضع ساعات أو يوما كاملا لمراعتها والجلوس بجانبها. فالرجل هنا يتخيل أن علي السيدة القيام بواجبات بيتها أولا بصرف النظر عن أي ظروف. نحن هنا نتحدث عن ظروف وليس دائما بل قلنا أن القيام برعاية الزوج والأولاد متعة للمرأة. لكن لابد أن يكون هناك رقة وانسانية في التعامل.

تطالب الشناوي النساء بالحديث بلطف إلي أزواجهن إذا أرادت أن تستريح قليلا من الطهي مثلا. لا أن تقول له "أنا مش ملزمة". وعليه أن يعاملها بالمثل ويتفهم. لأن هناك بعض الرجال يقولون "أيوة الست المفروض عليها تخدمني" فهذا عيب ولا يصح وغير لائق فهما شريكان في كل شيء والمسألة ليست واجب وقسر بل تفاهم ومودة. وعلي كل بنت أن تراعي في اختيار شريك حياتها من البداية تحليه بصفات اللطف واللين حتي تعيش سعيدة.

د. هالة رمضان.. مدير المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية :

الأعمال المنزلية من البديهيات.. والحديث فيها يقزم العلاقة الزوجية

العوامل الثقافية والاجتماعية مهمة في التعامل مع قضايا الأسرة

تقول الدكتورة هالة رمضان. مدير المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية أن هناك عدة عوامل تبني عليها الأسرة مجتمعيا وتعد من البديهيات. ولا يمكن أن نقول عليها إلزامية أو غير إلزامية. بل هو شرعا وعرفا وانسانيا لابد أن نكون متفقين عليها مثل عمل الزوج فلا يمكن بناء أسرة والزوج لا يعمل. كما أن الود والرحمة اللذان تحدث عنهما الله في كتابه عن علاقة الزواج بعيدة تماما عن فكرة الالزام »كيف يشعر الطرفان انهما في شراكة وكلا منهما عليه أشياء إلزامية. فكلمة "أنا ملزمة تعني أنا مقيدة" فهي حياة ليست بها واجبات معينة والرسول صلي الله عليه وسلم كان في خدمة أهل بيته وبمنتهي الحب. فالأمر خارج إطار المناقشة. فتريند"أنا مش ملزمة" هدفه تجميع عدد لايكات وكسب مادي وشهرة. وليس الحفاظ علي الأسرة المصرية. موضحة أن الزوج إنسان والزوجة إنسانة. قد تأتي يومًا وتقول له أنا مرهقة اليوم ولم أطبخ. وقد يأتي الرجل يوما ويقول لزوجته "لن أذهب للعمل لأني متعب نفسيًا" فعلي الطرفين تقدير واحترام وتفهم رغبة كل منهما. فليس هناك مجالا للاجبار. بل للاحترام والتوافق.

تلفت د. هالة إلي أن الخلافات حول الأعمال المنزلية موجودة داخل كل بيت ولكن القاء الضوء عليها وعمل حملة نحوها قد يجعل الأطراف الموافقة عليها تعترض حاليا وتقول "لا مش هعمل". مما يزيد من حدة الخلافات الأسرية وليس الهدف منها إعطاء السيدات حقوقهن داخل بيوتهن. وبين كل زوج وزوجة أسرارهما داخل بيتهما ولم يطلع عليها أحد ومتفقين علي أشياء كثيرة فيما بينهما. لكن عند دخولنا هذا الممر الضيق من خلال جدل لا فائدة منه سيؤدي إلي رد فعل عكسي ونقاشات غير صحية بين الزوجين عن الواجبات فيما بينهما في حين كانت الأمور تسير تلقائيا بدون مشكلات.

تستنكر مدير مركز البحوث الاجتماعية أن النقاش الدائر في المجتمع حاليا حول واجبات الزوجة موجود منذ زمن قديم وليست معلومة جديدة ونتحدث فيه دائمًا ولكن ليس بهذا التفحيص والتمحيص الغريب المنتشر حاليا. فالهدف ليس معرفة حقوق أو راحة السيدة المضغوطة فكل زوجة تعرف ما عليها جيدا. والمرأة التي يصل بها الأمر في حياتها أنها لم تستطع أن تسترح يوما من الأعمال المنزلية إذن هي في زواج غير سوي إلا إذا كانت ثقافتها هي وزوجها عكس ذلك.

تشير رمضان في هذا الصدد إلي أن أسلوب التربية يختلف من أسرة لآخري فضلا عن العرف والتقاليد التي تحكم كل بيئة تجعل الحياة الزوجية بين كل زوجين مختلفة عن غيرهما فهناك قري وحضر وصعيد ومجتمع بدوي لا يمكن تعميم نفس الأسلوب علي الجميع. هناك ثقافات فرعية داخل المجتمع الواحد. المسألة ليست "مسطرة" نطبقها علي بعضنا البعض وإلا فقدت العلاقة مبدأ الإنسانية. فالمستوي التعليمي و الاجتماعي والمهني للزوج والزوجة يجعل ما هو مسموح بين اثنين غير مقبول عند آخرين والعكس. أما ما نفعله حاليًا هو"تقزيم" الحياة الزوجية تلك العلاقة المقدسة في تفاهات. بعد مرحلة التعارف في أول سنوات العلاقة مليئة بالأفراح والأحزان يكون قد تعرفا خلالها علي بعضها ومرا بكثير من الخبرات. والأمر لم يتوقف عندهما بل هناك عائلتين في القصة أهل الزوج وأهل الزوجة. ويوجد زملاء العمل وأصدقاء للطرفين. فكلها عوامل خارجية وثقافة تؤثر علي فكر كل منهما وتحدد شكل العلاقة فيما بينهما أي أن العلاقة الزوجية متسعة جدًا ولم تتوقف عليهما فقط.

 





تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق