هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

لفظ جديد انتشر بين الناقمات علي حياتهن الزوجية

عدم الاحتواء .. حجة النساء لطلب الطلاق

الخبراء: نعم الرجل مطحون لتوفير احتياجات الأسرة ولكن.. تقدير مشاعر المرأة مهم جداً

د. ريمون ميشيل: تقصير أي طرف ليس مبرراً لطلب الانفصال وخراب البيت 

د. رحاب العوضي: التي تتحدث عن العلاقة المثالية لديها بدائل مادية عن الزوج

مني داود: لا تكوني أنتِ والزمن عليه يكفيه ما يعانيه خارج المنزل

عبير عبد الله: الدلع وتقدير عاطفة الزوجة من أهم أدوار الرجل ورسولنا قدوتنا في ذلك

ظهر مؤخرأ لفظ جديد وغريب علي المجتمع المصري تردده بعض النساء الناقمات علي حياتهن الزوجية والراغبات في الانفصال عن أزواجهن. فعندما تسأل الزوجة التي تطلب الطلاق: ما الجريمة التي ارتكبها زوجك؟ فترد: إنه لا يحتويني . وإذا حاولنا فهم المعني الحقيقي للاحتواء من وجهة نظر طالبة الطلاق تجده لفظاً مطاطياً ـ كما قال خبراء علم النفس والاجتماع ـ وتجد أن هذه الزوجة تريد مزيداً من اهتمام زوجها بها في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة.


الخبراء أكدوا أن الزوج يواجه ضغوطاً نفسية وبدنية خارج المنزل. كما أن طبيعة الرجل لا تجعله قادراً علي ترديد كلمات الحب والغزل علي مسامع زوجته لأنه يكون مطحوناً طوال اليوم في سبيل توفير احتياجات أسرته. ونصح الخبراء الطرفين ـ الزوج والزوجة ـ بتفهم احتياجات الطرف الآخر وإعطائه بعضا من الاهتمام حتي ولو كان ذلك مجرد مكالمة تليفون أو كلمات شكر وتقدير لما يقوم به الطرف الآخر في سبيل راحة ورفاهية الأسرة.

البيت السوي

يقول الدكتور ريمون ميشيل ثابت استشاري الصحة النفسية والإرشاد الزواجي والأسري : البيت السوي هو الذي يحسن إدارة المشاكل وليس الذي يسعي لمنع وجودها من الأساس. فلا يخلو بيت ولا تخلو علاقة من مشكلات. قد تنتج عن ضغوط الحياة أو سوء التفهم والتواؤم أو بسبب بعض الأمراض والاضطرابات وغيرها. فلا يمكن لأحد تجنب وجودها ولكن يتعلم الإنسان خلال مسيرة حياته كيفية إدارتها بحكمة. والحياة الزوجية بشكل عام لا تقوم علي التطابق ولكن علي التكامل. فهنالك شخص عصبي وآخر مرح وثالث حازم وهناك المخطط والمفكر وغيرهما الكثير من الأنماط الشخصية التي يجب علينا تفهمها. والاختلاف هو طبيعة الحياة .ومن هنا أتي مصطلح فن إدارة الاختلاف. والذي إن أخفقنا فيه حتمًا سيولد الخلاف.

أضاف إن فكرة الزواج الناجح تقوم علي عدة أركان وثوابت لا يمكن تغييرها. وعلي رأس تلك القواعد فكرتا الالتزام والمسئولية. أولاً الالتزام الشخصي بتلبية احتياجات هذا الكيان الأساسية من غذاء وكساء ومشرب ومأوي وهذا هو الحد الأدني للاحتياجات الإنسانية. والركن الثاني الآخر هو المسئولية تجاه الطرف الآخر بألا يخل الشخص بواجباته أو يقصر فيها تجاه الطرف الآخر. وبهذا نجبر الزواج علي النجاح ونضمن الحفاظ علي بقاء العلاقة الزوجية هادئة مستقرة.

ليس مبررا للتقصير

أكد أن تقصير أي طرف في العلاقة في مسئولياته والتزاماته لا يبيح للطرف الآخر التقصير أيضًا. لأن كل إنسان سيحاسب علي أفعاله فقط. وإلا انقلب ذلك لخلاف تغلبت فيه المصلحة الشخصية والأنانية علي الاستقرار الأسري وسلامة ذلك الكيان الكامل. فدائمًا اسأل نفسك عندما يشتد الخلاف: هل ما أطمح إليه هو الحفاظ علي حقي الشخصي فقط أم استقرار الأسرة والعلاقة بأكملها؟ ولذلك فإدارة الحياة الزوجية فن شأنه شأن جميع الفنون وهو علي رأسها يبدأتعلمه بمعرفة طبيعة النفس وفهم احتياج وطبيعة الرجل والمرأة. فعلي سبيل المثال عقل المرأة مصمم علي أن يهتم بالتقاصيل الصغيرة بينما عقل الرجل يود معرفة الإجمالي والناتج النهائي فقط دون تفاصيل الأمر. ولهذا حكمة فقد جعل الله المرأة أفضل من الرجل في التدبير وقد قيل أن حكمة المرأة تبني بيت الرجل. ولكن جعل الله الرجل أقوي في التنفيذ وخصوصًا المهام التي تتطلب مجهودًا بدنيًا وعضليًا وفي ذلك حكمة..

قال: كثر في الآونة الأخيرة مصطلحات مثل زوجي لا يحتويني. ولا يفهم احتياجاتي ومشاعري . ونقطة التفكير هنا في سؤالنا هذا في وجهة نظر من؟ فبعض الرجال قد يظن أن احتياج المرأة الأساسي هو تلبية احتياجات المنزل وهو بذلك يدرك أنه يحبها ويحتويها ويعبر عن ذلك بطريقة عملية أكثر من الكلام المعسول وعليها أن تدرك ذلك. 

بينما تنتظر المرأة من الرجل إحدي عبارات الحب الصريحة بالكلام فهنالك عبارات الحب وهنالك أمارات للحب. فالرجل يهتم بالأمارات والأنثي تعشق العبارات. فتقدير الزوجة لصعوبات الحياة وشقاء الزوج لتلبية أبسط احتياجات المنزل هي أيضًا وقود الرجل لاستكمال مسيرة العمل. فالرجل أسير الكلمات الطيبة والتقدير والتشجيع من زوجته. وقد قيل في ذلك أن أعظم ما يمكن أن يقدمه الإنسان لشريكه هو احترامه. فنحن نتحدث عن أسس هامة لبناء تلك العلاقة طويلة الأمد.

طول الخصام

نصح د. ريمون كلا الزوجين بقراءة كتاب واحد علي الأقل فيما يخص العلاقة الزوجية وفهم احتياجات وطبيعة الرجل والمرأة. وهذا نعتبره واجباً علي من أراد النجاح لزواجه. أيضًا طول فترة الخصام يسبب الجفاء العاطفي والهجر النفسي وهذا من أصعب ما يصادفنا في المشاكل الزوجية أثناء فترة العلاج النفسي وتأهيل طرفي العلاقة مرة أخري. قال الحكيم لا تجعلوا الشمس تغرب علي غيظكم . ولكوني أتحدث عن طبيعة الرجل والمرأة النفسية فمن الأمور المثبتة أن المرأة لديها القدرة علي العطاء حتي وسط الألم بشكل يفوق الرجل جدًا. وبتلك القدرة تستطيع دمج آلام الحمل الشديدة التي لا يحتملها الرجل مع الحنان والعطف علي المولود وحسن رعايته واللطف به. 

وتستمر كذلك ما بين آلام التربية وعطف الأمومة والتضحية والسهر وقلة النوم لأجل راحة أولادها وزوجها. فإذا جاز التعبير نقول أن طبيعة المرأة تساعدها علي البدء بالملاطفة لكسب ود زوجها. وبالطبع علي الزوج معرفة قدرة وقوة الكلمة الطيبة وتأثيرها في نفس زوجته فلا يبخل بطيب الكلام الذي يهون علي الإنسان صعوبة الحياة ومشقتها.

أسباب التقصير

أوضح انه علي الإنسان الحكيم البحث عن سبب التقصير لمعالجته فلا تهاجم الآخر لشخصه ولكن وجه له اللوم علي سلوك محدد وما يضمن نجاح النقاش بين الأزواج هو انتقاء التوقيت المناسب والعبارات المناسبة للعتاب فلا يكون فظاً في عباراته. منفراً في أسلوبه وحديثه فيجلب لنفسه ما هو أشد وأشقي. واعلموا أن علاج الخطأ لا في أن يقابل بالخطأ أبدًا. فإن كان سبب التقصير في الجانب المادي علينا البحث في سبب التقصير هل ذلك يرجع لمشكلة تخص الزوج نفسه أم في ضيق وصعوبة في العمل. 

فنحن نري بعض النساء الفضليات يقمون بمساعدة أزواجهن ولا عيب في ذلك إذا كان الرجل يقوم بمهامه كاملة ويلهث في العمل ولا يستطيع في ذلك تلبية كامل الاحتياجات. علي أن يكون ذلك مرضاة بين الطرفين بالطبع. أما إذا كان التقصير من الزوج نفسه فعلي الزوجة العاقلة طلب طرف ثالث من الكبراء والمشهود لهم بالحكمة للفصل في النزاع ومعرفة سبب التقصير لعلاجه والضغط علي الزوج.

أما إذا كان جانب التقصير في الناحية العاطفية فعلي المرأة إدراك أن الرجل أفقر في التعبير عن الحب بالكلام العذب خاصة إن وقع تحت ضغط نفسي بسبب ظروف المعيشة. هو لم يقصد التقصير في كلمات الشكر أو الثناء علي زوجته عمدًا ولكن كما قلنا هذا اختلاف في الطبيعة النفسية والتكوين العاطفي علينا البحث عنه وفهمه ونحن لا نؤيد في جميع الأحوال حتي في وجود تقصير من أحد طرفي العلاقة الاستعجال في طلب الطلاق إلا بعد نفاد جميع محاولات الصلح الممكنة.

عدم الاقتناع بالزوج

تقول د. رحاب العوضي استاذ علم النفس السلوكي : أعتقد أن عبارات الاحتواء . العلاقةالمثالية .الشغف . كلها مسميات خاصه بالطبقة فوق المتوسطة او المرأة التي لديها بدائل مادية عن الزوج او التي تزوجت ارضاء لأسرتها دون اقتناع بالزوج او بسبب الغيرة من الاقران والصديقات أيضا الانشغال بالبحث عن المال مبررات لإهمال الزوجة والاطفال والأسرة. فالاهتمام احيانا لا يتطلب اكثر من مكالمة تليفون لمدة خمس دقائق وشيء من الاحترام والحنان علي الزوجة.

أضافت إنه أحيانا يكون لفظ عدم الاحتواء هو اللافتة المضيئة لمشاكل أخري جسدية او مادية او عدم اقتناع اصلا بالزوج ومقارنته بالغير. وكذلك فكرة الاحتواء هي وصف مطاطي لأمور كثيرة ولكن تظل التحذيرات التي أطلقها علماء الاجتماع وعلم النفس علي مدار السنوات الماضية مهمة وهي ان تتجرأ المرأة علي الانفصال عن زوج محترم وأب حنون اعتقد انها تكون آثمه جدا ولكن اذا كانت تعاني من البخل والإهمال والسخرية منها والتقليل من مجهودها فإنها تطلق.

خراب عاطفي

أشارت إلي أن لفظ عدم الاحتواء اختصار للمشاعر المضطربة والخراب العاطفي والأسري ولكن هذا مصطلح منتشر في المدن عن الريف والمرأة العاملة عن المرأة التي لا تعمل ويجب ان يتعلم الشباب والبنات ان الزاوج ليس رحلة برية سعيدة ويتوقعون حياة اليوتيوبر والتيك توك الذين يصورون حياتهم كمشهد في فيلم سينمائي لا يعبر عن الحقيقة ولكن الزواج هو رحلة وحلاله حساب وحرامه عذاب مثل الحياة لا يستهان بالطرف الآخر ومتطلباته ومشاعره واحترامه واحترام أسرته وأحلامه ويجب أن يكون هناك أهداف مشتركه بين الزوجين مما يؤدي الي الاستقرار وان مصلحه الاولاد هي هدف مشترك وليس تضارب مصالح.

التسامح والتواصل

وتقول مني داوود اخصائي ارشاد اسري ونفسي : الاحتواء العاطفي مهم رغم مطحنة الحياة فقد قال الله تعالي: ومن آياته ان خلق لكم من انفسكم ازواجا لتسكنوا اليها وجعل بينكم مودة ورحمة  وكلمة آية تعني معجزة وآيات الله في الأرض هي معجزات الله في الارض. فالعلاقه الزوجية قائمة علي وجود تحقق معجزه عظيمه من الله وهي معجزه الزواج. فالعلاقة الزوجية قائمة علي المودة والرحمة ودوام العلاقة الزوجية واستمرارها يكون من خلال التناصح والتغافل والتقديروالتشجيع والتسامح والتشابه في الافكار والوقوف معا في الازمات والتواصل وفهم الآخر واحتوائه في اوقاته الصعبة والقدرة علي مشاركه الآخر المسئوليات.

أضافت: نظرا لصعوبة الحياة وما نمر به من أزمات اقتصادية ومالية أصبحت كل اسرة تعاني وتشتكي من قلة احتواء الزوج وقلة اهتمامه بزوجته نظرا لانشغاله في مطحنة الحياة حتي يجد قوت يومه ويؤمن زوجته وأولاده ماديا حتي يستطيعوا ان يعيشوا حياة كريمة بين جيرانهم وأصدقائهم لذا يجب علي الزوجة وسط مطحنة الحياة ان تقدر حجم المسئوليات علي عاتق زوجها فقد يمر بضغوط كثيرة خارج البيت وعند رجوعه المنزل يصبح كالمحارب الذي اخيرا وجد ضالته وملاذه الآمن فعلي الزوجة ان تكون سكناً وسكينة لزوجها بقدر استطاعتها بالكلمة الطيبة واللمسة الحانية و يجب ان يفهم كل منهم سيكولوجية الآخر لضمان تواصل اسهل لان سيكولوجية المرأة تختلف عن سيكولوجية الرجل.

سيكولوجية كل طرف

أضافت : ولأن المرأة كائن عاطفي ومشاعر فياضة وتميل للتفاصيل وتجيد التعبير عن مشاعرها فهي تحتاج من زوجها ان يشعرها بالحب والاهتمام والاحتواء وقت الغضب وتفضل المرأه الكلام دون نصائح. فقط تريد من يفهم مشاعرها فالنساء اوقات الانهيار لا تبحث عن المواساة بقدر ما تبحث عن الاحتواء. اما الرجل فيفضل لغه العموم دون الخوض في التفاصيل ووقت الضغط يفضل الصمت فهو لا يجيد التعبير عن مشاعره بل يتحكم في انفعالاته اكثر من المرأة كما ان عقل الرجل يتميز بأنه صندوق محكم الغلق فلديه صندوق للسيارة صندوق للمنزل صندوق للاصدقاء وصندوق للاشيء اي اذا اراد شيء يفتح الصندوق او الملف في عقله ويركز فيه حتي ينتهي منه ثم يفتح آخر وهكذا. واحيانا يفضل ان يكون في صندوق اللاشيء اي لا يفكر بشيء ولا يتكلم مع احد. فقط مع نفسه. وعلي الزوجه احترام مساحته الخاصة وعليها ايضا فهم سيكولوجية الرجل وفهم احتياجاته حتي تستطيع ان تفهمه وتتواصل معه وتقدره. لذا يجب علي كل طرف تقدير مشاعر الآخر وتحديد اولوياته وما يحتاجه من الطرف الآخر والتعبير عن الاحتياجات والمشاعر ولكن مع اخذ في الاعتبار ما يمر به الآخر من ضغط نفسي بسبب ظروف الحياة.

احتياج متبادل

وتقول عبير عبد الله باحثة الماجستير في التربية الخاصة: الاحتواء والدلع والحب يساعدنا علي استكمال الحياة ويرفع عنا الضغوط والمشاكل النفسية وضغوط المعيشة والاحتواء. وأهم شئ في الحياة أن يحتوي الزوج زوجته فالكلمة الطيبة صدقة. ومن أهم أدوار الرجل أن يحتوي زوجته كما كان يفعل رسول الله الكريم الذي نأخذه قدوتنا في تعامله مع زوجاته واحتوائه لهن وحبه لهن. والعاطفة عند المرأة تتغلب علي كل احتياجاتها ولذلك هي تحتاج الي اشباع هذه العاطفة واذا استطاع الرجل احتواءها لن تفكر في الانفصال عنه.

أضافت: نرفض التعميم علي كل الرجال ولكن هناك رجل يحتاج الي اهتمام الزوجة لكي يغذي فيها احتياجاتها العاطفية وهناك رجل تمنعه ضغوطات الحياة من احتواء المرأة وتلبية احتياجاتها. وأري أنه لابد أن يكون الاهتمام والاحتواء متبادلاً. فالرجل ايضاً يحتاج إلي الاحتواء. فهذا الاحتياج كتبادل بين الطرفين وليس مطلوبا من طرف واحد.

طلب الاهتمام

أشارت إلي أن هناك حلول كثيرة لتجاوز أزمة عدم الاحتواء. فلا عيب في أن تطلب الزوجة الاهتمام من زوجها ويكون ذلك بطريقة جميلة لا تغضب الزوج . فإذا رأت الزوجة أن زوجها ابتعد ولم يعد يهتم بها فعليها أن تفعل بعض الخطوات لتجعل زوجها يهتم بها خاصة إذا لاحظت منه تقصيراً في حقها. وعليها أن تتقرب من زوجها وتسد هذه الفجوات بينهما حتي لا تكبر وتؤدي إلي مشكلات.

أوضحت أن كل الأزواج تتعب وعليها التزامات وفي ظل الضغوط علي الزوجين فلابد من الحب والدلع ليسند الزوج زوجته وتسند الزوجة زوجها . فالزواج مودة ورحمة فكثيرا نري الازواج من كبار السن يهتمون بعضهم البعض . فالحب والاحتواء ليس له وقت معين المهم أن يكون الاهتمام متبادلا وليس طرف يحتوي والطرف الآخر يهمل.





تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق