من هدي الأنبياء الحفاظ علي البيئة.. وعدم إحداث أي خلل فيها يؤدي إلي اضطراب في التوازن البيئي مما يضر الإنسان والكائنات الحية.
وقد اهتمت السُّنة النبوية بوضع القواعد العامة في التعامل مع البيئة التي لو أخذنا بها ما وصلنا إلي المشكلات البيئية التي نعاني منها اليوم.
وقد اهتم القرآن الكريم والسُّنة النبوية بوضع الضوابط الأخلاقية التي تحكم علاقة الإنسان بالبيئة من أجل ضمان استمراريتها صالحة للحياة» فيقول سبحانه: "وَلاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاَحِهَا ذَلِكُمْ خَيْرى لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ" ويقول سبحانه: "ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا".
وقد وضعت السُّنة النبوية أسس التعامل مع البيئة والمحافظة عليها وعدم الإخلال بها وسوء استغلالها. وحث رسول الله صلي الله عليه وسلم في كثير من الأحاديث إلي الاستغلال الرشيد للبيئة. وعدم الإضرار بها حتي تنتفع بها الأجيال القادمة. وهو ما يطلق عليه اليوم مصطلح "التنمية المستدامة" التي لو اتبعها العالم لتجنب كثيراً من الأخطار المحدقة به.
ومن أسس الحفاظ علي البيئة في السُّنةالتوازن في استغلال موارد البيئة لقوله صلي الله عليه وسلم "لا ضرر ولا ضرار"» ولذا صار دفع الضرر مقدماً علي جلب المصلحة» والاعتدال من المبادئ التي دعا إليها الإسلام في تعامل الإنسان مع موارد البيئة ونهي عن الإسراف فيها. فقد مرَّ النبي صلي الله عليه وسلم بأحد الصحابة. وهو يتوضأ» فقال: "ما هذا السَّرف؟". فقال: أفي الوضوء إسراف؟! قال: "نعم. ولو كنت علي نهر جاري".
كما حثت الشريعة علي المحافظة علي نظافة البيئة»پلقد كانت الحياة في عصر النبي صلي الله عليه وسلم بسيطة. ووسائل تلوث البيئة من ماء وتربة محدودة. وبالرغم من ذلك. فقد نهي عما يلوث البيئة بوضع المخلفات في الماء أو في طرق الناس والأماكن التي ينزلون بها. ودعا إلي إزالة ما يعترض طريق الناس من العوائق التي اعتبرها سلوكاً إيمانياً» كما حث علي المحافظة علي التنوع الحيوي للبيئة»پوحمي النبي صلي الله عليه وسلم المدينة المنورة ومكة. فلا يُصاد ولا يُقتل فيهما طير ولا حيوان إلا المؤذي. ولا نبات إلا ما اقتضته الضرورة.
وقد ورد الكثير من الأحاديث النبوية التي تهتم بالتشجير واستصلاح الأراضي والمساحات الخضراء كغرس الأشجار وحمايتها وعدم قطعها لغير مصلحة عامة. ورغبت السُّنة في الغرس والتشجير ونشر المساحات الخضراء سواء منها ما انتفع الإنسان بثماره أو بظله. فله صدقة ينميها الله تعالي لصاحبها إلي يوم القيامة.
اترك تعليق