علي مدار سنوات طويلة لعبت الأغنية الوطنية دورا هاما في شحذ الهمم وتوحيد صفوف الشعب خلف قضية قومية مثلما فعلت أغنية "كنا هنبني وادي احنا بنينا السد العالي"، كما ساهمت الأغاني الوطنية لكبار نجوم الزمن الجميل في رفع الحالة المعنوية للمصريين اثناء فترة الحروب، وحتي القضية الفلسطينية قضية العرب تم إنتاج العديد من الأغاني المساندة لها والداعمة للإشقاء الفلسطينيين فى حقهم فى استعادة أرضهم من المغتصب الصهيوني..
لذا يتساءل كثيرون لماذا توقف إنتاج مثل تلك الأغانى لاسيما وسط الظروف الصعبة التى تمر بها غزة المحاصرة..
الأغنية الوطنية بكل تأكيد لها تأثير كبير في بث الروح الوطنية وتشعل حماس المواطنين، والفنان له دور كبير في تقديم أعمال غنائية تبث روح الحماس بالدور الوطني، وقدم زمن الفن الجميل العديد من الأغانى الوطنية التى كان لها دور كبير فى كل الاحداث التى مرت بيها مصر، حتى فى الأيام العصيبة التى مرت بها البلاد كانت لها دور كبير فى إعادة وبناء الروح الوطنية، ودائماً أؤكد بأن الفن هو مرآة المجتمع فى كل الاوقات منهم عبد الحليم "صوت الثورة" كما كان يلقب به، والسيدة أم كلثوم ووردة وشادية والموسيقار محمد عبد الوهاب والعديد منهم، وفى الفترة الأخيرة خرجت أغانى وطنية كان لها تأثير كبير، يتم التعبير عنها بشكل واضح وصادق، ويشعر المواطنون بأنها تتحدث عنهم وتعبر عن أحاسيسهم تجاه وطنهم.
نحن تربينا على الأغانى الوطنية وعشنا معها سنين طويلة جداً، ودائما أسمع فى عربتى أم كلثوم وعبدالحليم ووردة والموسيقار محمد عبد الوهاب، فأنا أعتبر الأغانى الوطنية من أهم الأغانى التى تبث فى روح المواطن المصرى وتعطى حماسا كبيرا جداً، ونحن بحاجة لهذه الأغانى فى الفترة الحالية ترجع بقوة وتعيش معنا مثل أغانى أم كلثوم حق بلادك، صوت الوطن، وياجمال يامثال الوطنية، وعبدالحليم حافظ مثل احلف بسماها وبترابها، وحكاية شعب والكثير، وشادية ياحبيبتي يامصر، والموسيقار محمد عبدالوهاب بطل الثورة، وردة حلوة بلادي السمرا، يامصر ياغالية.
دائماً الفن له دور أنه يلهب الروح الحماسية سواء فى مصر أو الوطن العربى سواء بالأغانى او بالأفلام وطبعاً الأغانى بتكون أسرع لأن مدتها تكون 4 دقايق بالكثير فبالتالى الرسالة تكون أسرع لكل الناس وتصل لكل الوطن العربى، هذه الأغانى لها دور كبير جداً سواء لو كانت أغنية حماسية أو بأننا نبنى بلدنا من جديد مثل أغنية يلا نبنى السد العال، فهذه أغانى تشجع أى أحد يشعر بخيبة أمل أو يأس بأنه يبنى حياته من جديد ويقف من جديد، فهي لم تفيد الوقت العصيب فقط بل تفيد أى أحد يسمعها بأى وقت، فدورها عظيم وقوى جداً وتأثيرها أقوى، أيضا الأغانى مثل "عدى النهار" الأغانى التي لها علاقة بالنكسة أيضاً تعبر عن مشاعر الشعب وقتها، أى تعبر عن كل حالة فى القلب التى كان بحتاجها الناس ومحتاجين توصله من خلال هذه الأغانى، فإحساس الفنان هو قادر أن يوصل كل الأحاسيس التي تعبر عن الشعب فيري الشعب نفسه بها، فأتمنى أنه يتم توحيد العرب والعالم الغربى لوقف اطلاق النار لغزة وإعطائهم هدنة وليس فقط هدنة بل إن يقف اطلاق النار تماماً لأنه حرام وهذه أراضى فلسطينية، ونحن لم نتمنى أبداً يحصل هذا فى الشعب والأرض الفلسطينية ولا أي شعب فى العالم لأنه حرام الإبادة الجماعية هذه و خصوصاً أنهم أصحاب الأرض الأصليون وهم من يتجنو عليهم ومُصرّين أن ياخدوا أرض ليست أرضهم، فلنا الله ولهم الدعاء منا جميعاً.
طبعاً الأغنية الوطنية مهمة جداً جداً فى كل الأوقات فقوة مصر الناعمة مهمة سواء فى الأعمال الدرامية أو فى الأغانى وحقيقة نحن أجيال ولدنا ولم نعش أحداث أكتوبر لكن الأغانى الوطنية والافلام شكلت فى وجداننا مثل "راجعين راجعين شايلين رايات النصر"، "أنا على الربابة بغنى"، أغانى أكتوبر كلها أكدت على النصر وعلى أهميته وعلى فكرة الانتماء والتمسك بالأرض وفكرة الحفاظ على الأرض والبلد والانتماء فطبعاً الأغانى الوطنية مهمة جدا فى كل الأوقات فى السلم وفى الحرب، وحقيقة فى الفترة الماضية كان هناك أغانى كثيرة حلوة جداً مثل "أنا ابن مصر أنا ضد الكسر"، فهذه الأغانى لما نسمعها بوقت السلم تكون جميلة وحلوة لكن لما نسمعها بوقت الشدة نشعر بالتحدى ونشعر بأحاسيس مختلفة وتستنفر داخلنا مصريتنا ووطنيتنا بشكل أكبر، فالأغانى الوطنية مهمة جداً بكل الأوقات وأنا شخصياً من الناس التى تتأثر بالأغانى بشكل كبير وحتى وأنا فى البرنامج لما ناخد أغانى بالفواصل تعطينى دفعة قوية وأشعر بالانتماء بشكل كبير وبكل مشاعر القوة والتحدى.
فى أعماق الأغانى الوطنية تكمن قوة عظيمة لشحذ الهمم وتحفيز الناس فى أوقات الحرب والسلام للنهوض بالتنمية، تعكس هذه الأغاني روح الوحدة والتضامن والإصرار على تحقيق الأهداف الوطنية، لنأخذ مثالًا على أغنية السد العالي "كنا هنبنى وآدى احنا بنينا السد العالي"، تحكى هذه الأغنية قصة بناء السد العالي فى مصر، وهو مشروع ضخم يهدف إلى توفير المياه والكهرباء للملايين من الناس، تعزز هذه الأغنية روح العمل الجماعى والتفانى فى العمل، وتذكرنا بأهمية البناء والتنمية فى بناء وطن قوي ومزدهر، وفى أوقات الحرب، تلعب الأغانى الوطنية دورًا حاسمًا فى تعزيز الروح القتالية والتحفيز، على سبيل المثال، أغنية "مصر على الترعة بتغسل شعرها" تعكس قوة وصمود المصريين فى مواجهة التحديات والصعاب، تلهم هذه الأغانى الجنود والمدنيين على حد سواء للدفاع عن وطنهم والعمل من أجل النصر والسلام، ومن الأمثلة الأخرى، أغنية "اسهرى ياعيونى ولاتنامى" لأم كلثوم، التى ألهمت الكثيرين فى فترة المجهود الحربى، تعكس هذه الأغنية روح الصمود والقوة وتحث الناس على الاستمرار فى النضال والعمل من أجل تحقيق النصر والتقدم، باختصار، تلعب الأغانى الوطنية دورًا هامًا فى شحذ الهمم وتعزيز الروح الوطنية فى أوقات الحرب والسلام، تساهم هذه الأغانى فى توحيد الشعب وتحفيزه للعمل من أجل التنمية والتقدم فى وطنه.
تلعب الأغانى الوطنية دورًا حيويًا فى تعزيز الروح الوطنية فى أوقات الحرب والسلام، بما فى ذلك المجهود الحربى.. تعكس الأغانى الوطنية قيم الوحدة والتضامن والإصرار على تحقيق الأهداف الوطنية، وتلهم الجنود والمدنيين على حد سواء للدفاع عن وطنهم والعمل من أجل النصر والسلام.
طبعاً الأغنية الوطنية لها دور كبير جداً وتأثير قوي جداً عن من يحارب ومن لم يحارب، فمما لاشك فيه أن الفن هو القوة الناعمة لأى دولة مثل الدبابات والطائرات فى الدولة فالفن هو السلاح الفنى الذى يوصل للجاهل والمتعلم والكبير والصغير.
دائما الأغنية الوطنية لها دور كبير لأنها تعبر عن حالة المجتمع الداخلى أو المجتمع الخارجى، سواء كانت مشكلة أو انجاز فى بلد ما، فأغاني البناء والنجاح والفوز والنصر يكون لها شكل وأغانى مواقف الهزيمة والاحباط واليأس تعبر عن الحالة أيضاً، وهناك أغانى كثيرة مثل الأغنية التى ظهرت بعد النكسة والتى مازلت أحبها للأن وأحياناً تعبر عن حالتى "عدى النهار والمغربية جاية" من ناحية الكلام واللحن وأداء عبد الحليم فهى أغنية متكاملة الأوصاف، وأغنية البناء والنصر "بناءالسد العالي" كانت تجمع الناس على مشروع كبير ويكونوا متوحدين ومع القيادة السياسية، وأغنية تعبر عن النصر والفرحة والبناء والتعمير أغنية احلف بسماها وبترابها، وأغنية عبرت عن اليأس "أنا ان قدر الاله مماتي لن ترى الشرقق مرورا بالأحداث التى عبرت عن مواقف كثيرة الى الجيل الذى نعيشه الآن هناك أغانى كثيرة منهم الأغنية التي قدمتها "أنا بكره اسرائيل" التى عبرت عن اليأس الفلسطينى والاحباط وحالة الاحتلال والجرائم فى فترة من الفترات والتى كانت أثناء مقتل محمد الدرة واغانى أخرى مثل أغنية مصر مابتفرطش والتى قدمتها بصوتى وصوت عدوية شعبان عبدالرحيم، وانا حقيقة من الناس المهتمين بأغنية الحدث والتى تشحذ المشاعر سواء فى النجاحات أو الاحباط، مثل أغنية تسلم الأيادى فى ثورة يونيو وأنا قدمت أغانى كثيرة مثل كلنا نحب الراجل دة التى قدموها نخبة من المشاهير وأغانى اليأس التى قدمت فى 2011 مثل مصر شالت فوق كتافها لآمال ماهر، وأيضا في الأحداث الخارجية لما امريكا ضربت العراق أنا عملت أغانى كثيرة وغناها شعبان عبد الرحيم، كما كاظم الساهر قدم اغانى لهذا الموقف، فكل الأحداث التى تحصل فى المجتمع نلاقى الشعراء يعبرون عنها بكلماتهم أغلب الشعراء المهتمين الذى بداخلهم هذه النزعة الوطنية، وحقيقة دائما الأغانى الوطنية تحتاج مؤلف يكون متابع للأحداث وعنده فكر اجتماعى وسياسى وملحن لديه نفس الروح، حتى المطربين لديهم نابع وطنى ليس للشهرة أو المكسب المادى ويقدمون الفن كرسالة مثل أم كلثوم وعبد الحليم ومحمد قنديل، وأيضا فى المسرح والتمثيل من النابع الوطنى وليس المادى.
لعبت الاغنية الوطنية دورا هاما وحيويا فى توجيه الرأى العام بالشارع المصرى و العربى على مدار تاريخها الطويل لما لها من شعبية كبيرة لدى جموع الجماهير فلا خلاف على حب الوطن وحب الوطن هو الذى يجمع كل الطوائف والفئات والاغنية بطبيعتها هى فن السهل الممتنع اى خير الكلام ما قل و دل فهى معنى مكثف فى كلمات قليلة على ايقاع منغم موزون يصل بسهولة إلى عقل وقلب المستمع فيحفر فى الوجدان والذاكرة ولا يمحى ابدا لانه يخص المحبوبة التى لا تترك و لا تنسى ولا تخان الا وهى مصر فحب الوطن عندنا من الايمان كما يقول ديننا لذلك يصبح للاغنية تاثير قوى وسريع و له مرود إيجابى اذا ما احسن القائمون عليها من كتاب وملحنيين ومغنيين اختيار الكلمات البسيطة المعبرة والالحان الحماسية والاداء الصادق المقنع فتحرك بناء على ذلك الشعبين المصرى و العربى نحو الهدف الذى اراد صناع العمل الفنى تحقيقه وتلهب حماسهم خاصة لما يتمتعون به هؤلاء من ثقل و مصداقية عالية لدى غالبية الناس، و كانت البداية الحقيقية للاغنية الوطنية مع فنان الشعب الموسيقار خالد الذكر سيد درويش و الذى احتفلنا قريبا بالذكر المؤية لوفاته فهو باعث النهضة فى الموسيقى العربية وقائد ثورة التغيير والتحول من موسيقى الصالونات التركية العثمانلية إلى الموسيقى المصرية الاصيلة المعبرة عن الواقع المجتمعى بكل ابعاده و هموم الشعب ومشاكله واحلامه وطموحاته واحباطاته فكان على راس اهتمامته قضايا الوطن والتخلص من الاستعمار واعوانه فقدم اغنيته الاشهر بلادى بلادى التى اقتبسها مؤلفها يونس القاضى من احدى خطابات الزعيم الراحل مصطفى كامل والتى اصبحت منذ ١٩٧٩ النشيد الوطنى للبلاد وحتى الان، كما قدم درويش غيرها من الاغانى الوطنية الخالدة مثل "انا المصرى كريم العنصرين" واغنية "قوم يا مصري مصر دايما بتانديك" معتمدا فيهم على المارش الرباعى الشهير الخاص بهذه النوعية فى معظم الاحيان والفالس الثلاثى فى بعض الأحيان مما يعد انقالابا فنيا فى تلحين الاغنية الوطنية لم يسبقه إليه أحد فى العالم كله، وكان قد سبق "بلادى بلادى" نشيد وطنى اخر هو "والله زمان يا سلاحى" من ١٩٥٨ إلى ١٩٧٩ الذى كتبه صلاح ولحنه كمال الطويل وادته ام كلثوم تحت نيران العدوان الثلاثي ومبنى الاذاعة مهدد بالقصف رافضين الاخلاء قبل الانتهاء، كما عرفت سيدة الغناء العربى بدورها الكبير متعدد الاوجه في دعم الوطن والمواطن والتبرع بمجوهراتها ومقتنياتها و حث الاخرين على ذلك واقامة الحفلات بمصر و العالم مخصصة عاءدها لصالح المجهود الحربى كذلك اعتاد مؤلف و ملحن النشيد الوطني القديم بالاشتراك مع العندليب الأسمر تقديم اغنيات وطنية جديدة كل عام فى عيد ثورة يوليو وعلى مدار العام مثل احنا الشعب و"بالاحضان يا بلادنا يا حلوة" وغيرهم.. والتى كان ترددها من بعدهم الجماهير في كل مكان قولا و فعلا فتغير من مسار حياتهم من اجل رفعة شان الوطن من المحيط للخليج، وتنوع الاهتمام بالاغنية الوطنية على مدار تاريخها صعودا و هبوطا كما وكيفا لكنها ظلت محور اهتمام و فى القلب على كل الاوضاع و كل الاحيان لكننا للاسف نفتقدها الان بالصورة اللائقة بها وبقضايا الساعة الملحة على كافة المحاور فما احوجنا الى عودتها بنفس القوة لتلعب دورها المؤثر الخطير وهى دعوة مفتوحة لكل صناع الاغنية الوطنيبن الشرفاء ليخرحوا ما لديهم من موهبة وقدرات لصالح مصر والمنطقة العربية كلها.
اترك تعليق