هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

التعويذة .. حينما عانت كوت ديفوار من لعنة السحر 23 عاما

نسمع جميعا الكثير من الحكايات والقصص الغريبة عن السحر في قارة إفريقيا وهو للأسف أمر اعتدنا عليه واشتهرت به قارتنا السمراء.



.فالبعض يعتقد ويصدق أن السحر قد يساعد فريقه في الفوز أو خصمه في الهزيمة أو يساعد في الشفاء من الإصابات في وقت أسرع، أو تتسبب من خلاله بإصابة لأحد منافسيك.

بدأت القصة في عام 1992 عندما كان يستعد منتخب كوت ديفوار للسفر إلى السنغال من أجل المشاركة في كأس أمم فريقيا.

الأحلام وقتها كانت تتويج كوت ديفوار بالكأس لأول مرة في التاريخ، والاستعدادات في المنتخب كانت تسير بشكل رائع وبكل قوة.

لكن في الوقت ذاته كانت هناك استعدادات أخرى خارج المنتخب للفوز بالبطولة، ولكن على مستوى أكبر.

رينيه ديبي وزير الرياضة في كوت ديفوار وبمساعدة مسؤولي اتحاد كرة القدم، أحضروا مجموعة من السحرة والمشعوذين من قرية صغيرة معزولة اسمها أكراديو.

والطلب هو عمل السحر لتفوز كوت ديفوار بكأس أمم إفريقيا.

"نريد أن يركض لاعبي فريقنا مثل الغزلان، كل مدافع يلعب بقوة لاعبين، واستدعاء حشرات ونحل لقرص لاعبي المنتخبات المنافسة لنا وتشتيت تركيزهم".

كانت هذه هي طلبات وزير الرياضة واتحاد الكرة من السحرة ليفوز منتخب كوت ديفوار بكأس الأمم الإفريقية.

بدأت رحلة كوت ديفوار في البطولة، عبر المنتخب دور المجموعات ووصل لنصف النهائي، فاز على الكاميرون بركلات الترجيح وتأهل للنهائي.

وبعد نهائي طويل جدا فاز منتخب كوت ديفوار على غانا بركلات الترجيح بنتيجة 11-10.

الحلم تحقق أخيرا، فاز منتخب كوت ديفوار بلقب أمم إفريقيا لأول مرة في تاريخه، الشعب بأكمله خرج إلى الشوارع للاحتفال بالكأس، وفي مكان آخر يحتفل وزير الرياضة ومعه أعضاء اتحاد الكرة.

لكن بلدة أكراديو لم تشهد الكثير من الاحتفالات، والسبب هو عدم دفع مقابل للسحرة الذين اتفقوا مع وزير الرياضة على عمل التعويذات للمنتخب حتى يفوز بالبطولة.

رفض وزير الرياضة دفع أي أموال لهم رغم أنه وعدهم بذلك في حالة الفوز بالبطولة.

الأمر الذي تسبب في حالة غضب شديدة لدى السحرة، وهنا قرروا الانتقام من منتخب بلادهم. وهذا ما تحكيه الأسطورة الإيفوارية.

قرر السحرة عمل تعويذة أخرى تصيب منتخب كوت ديفوار بلعنة عدم الفوز بالبطولة مرة أخرى لمدة 20 سنة.

الأمر يبدو أنه ولد الشك داخل منتخب كوت ديفوار قبل أي بطولة أمم إفريقيا يذهب لخوضها بعد عام 1992.

وما زاد من الاقتناع بهذه اللعنة والأسطورة أن بالفعل منتخب كوت ديفوار كان يخسر اللقب في كل مرة، وفي أوقات كثيرة بسيناريوهات غريبة.

الجميع في كوت ديفوار اقتنع أن المنتخب يعاني من لعنة فعلا.

في عام 2006 ومع الجيل الذهبي بقيادة ديديه دروجبا ويايا توريه وباقي الأسماء، استطاع منتخب كوت ديفوار التأهل للنهائي لثاني مرة في تاريخه.

لكن أبناء المعلم حسن شحاتة كان لهم رأي آخر، وفازت مصر بالبطولة بركلات الترجيح.

عاد منتخب كوت ديفوار بعد عامين أقوى وذهب للمشاركة في أمم إفريقيا 2008 في غانا، كان المرشح الأول للفوز باللقب بكل تأكيد ولكنهم وجدوا منتخب مصر بقيادة حسن شحاتة في انتظارهم مرة أخري.

4 أهداف في نصف النهائي من منتخب مصر في شباك كوت ديفوار أنهت مشوار الأفيال في البطولة، وتوج الفراعنة باللقب للمرة الثانية على التوالي.

عاد الأفيال في محاولة جديدة للفوز باللقب بعد عامين خلال أمم إفريقيا 2010 في أنجولا.

أسماء أقوى وفريق أقوى، وكالعادة هم المرشح الأول للفوز بالبطولة.

تخطى كوت ديفوار دور المجموعات بسهولة، وذهب لمواجهة الجزائر في ربع النهائي.

ولكن في الناحية الأخرى كان حسن شحاتة ورجاله في انتظار الفائز من المباراة، والترشحيات بالفعل تصب في صالح كوت ديفوار.

المباراة كانت عبارة عن هجوم من كوت ديفوار ودفاع ومرتدات من الجزائر، النتيجة تشير إلى التعادل 1-1 والدقيقة 89.

وبعد الكثير والكثير من المحاولات، نجح أخيرا الأفيال في تسجيل هدف التقدم وفي الدقيقة 89، دقائق أقل من القليلة وتنتهي المباراة ويتأهل منتخب كوت ديفوار لنصف النهائي ويلعب ضد مصر للمرة الثالثة على التوالي في أمم إفريقيا.

لكن ما حدث في الدقائق القليلة المقبلة لا يحدث إلا في الأفلام بسيناريو مكتوب مسبقا الغرض منه إبقاء المشاهد في حالة من الحماس والترقب والإثارة وعدم معرفة لما سيحدث.

الدقيقة الآن 90 وكوت ديفوار فائز بهدفين لهدف، بعد دقائق قليلة أصبحت النتيجة 3-2 لصالح الجزائر.

ما فعله محاربو الصحراء كان مثيرا للغاية عندما سجلوا هدفين في دقيقتين وانتهت المباراة في وقتها الأصلي بخسارة كوت ديفوار.

في هذه اللحظة تأكد كل شخص يحمل جنسية كوت ديفوار أن ما يحدث مع المنتخب هو لعنة حقيقية.

بعد عامين عاد منتخب كوت ديفوار لأمم إفريقيا في 2012 وهم يشعرون أن اللعنة انتهت، فقد فات 20 عاما عليها ومنذ أن فاز الأفيال باللقب الأول.

الكل يمني نفسه بالفوز بكأس الأمم، البطولة هذه المرة أسهل من السابق، معظم المنتخبات في فترة تجديد والأهم أن مصر لا تشارك في البطولة.

بالفعل وصل منتخب كوت ديفوار إلى النهائي في مواجهة زامبيا، ولكن المباراة لم تسر بالشكل الذي كان يتوقعه البعض.

وصل اللقاء إلى ركلات الترجيح، وفيها فازت زامبيا باللقب.

كانت لحظة فارقة في تاريخ كوت ديفوار. ديديه دروجبا اعتزل اللعب الدولي دون أن يحقق أي لقب مع منتخب بلاده.

وبعد سنة واحدة عاد الأفيال لكأس الأمم 2013 وودعها مبكرا من دور الثمانية أمام نيجيريا.

نهاية اللعنة

 

وفي بطولة 2015 نجح أخيرا منتخب كوت ديفوار في إنهاء أسطورة اللعنة عليه، والذي استمرت لمدة 23 سنة وفاز باللقب.

لكن الفوز أيضا كان غريبا وليس سهلا عندما وصلت المباراة النهائية ضد غانا إلى ركلات الترجيح وكل منتخب سدد 11 ركلة، ولكن النتيجة النهائية كانت لصالح الأفيال.

فاز المنتخب أخيرا باللقب الثاني لكأس الأمم الإفريقية، ولكن بدون دروجبا.

الشعب الإيفواري شعر أخيرا أن اللعنة زالت بعد 23 سنة من الإخفاقات.

الغريب في هذه المباراة أن أندريه أيو نجم غانا وقت ركلات الترجيح أظهرهت بعض اللقطات وهو يرش أشياء غريبة على المرمى، يقال إن هذا المسحوق رفات شخص متوفي.

لكن من الواضح أن السحر الذي أتى به أيو لم يكن كافيا لفوز غانا.

والأهم هو أن رغم تتويج كوت ديفوار باللقب إلا أن اللعنة كانت لا تزال تشغل تركيزهم، الأمر الذي دفع عضو اتحاد الكرة وقتها لقول: "لعنات السحرة أصبحت الآن غير قادرة على ملاحقتنا، ولذلك فزنا بالبطولة".

 





تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق