هيرمس
    مصر
  • 29℃ القاهرة, مصر

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفى

رئيس التحرير

أحمد سليمان

من قصص التابعين

الإمام السجاد.. زين العابدين

ولد الإمام زين العابدين علي بن الحسين عليهما السلام. في الخامس من شعبان عام 38 هـ. بالمدينة المنورة. وقيل الخامس عشر من جُمادي الآخر.. وقد عايش الإمام السجاد عصور إمامة جده الإمام علي بن أبي طالب سنتين وإمامة عمه الإمام الحسن عشر سنوات وإمامة والده الإمام الحسين إحدي عشر سنة. وقد عاش بعد شهادة والده أربع وثلاثين سنة. وجاء في بعض المصادر القديمة يسمي الإمام زين العابدين علي الأكبر. ولكن اسم علي زين العابدين هو الذي انتشر أكثر لمنع الالتباس بينه وبين علي الأكبر ابن الإمام الحسين الذي استشهد في يوم عاشوراء.. كما أن الإمام زين العابدين لم يكن بامكانه أن يُقاتل إلي جانب والده في كربلاء في يوم عاشوراء بسبب مرض شديد حل به ومنعه عن المشاركة في القتال. لما قتل جنود يزيد اثنين من أبناء الإمام الحسين والذَين كان اسمهما علي أي علي الأكبر وعلي الأصغر كانوا مُقتنعين أنهم قتلوا الإمام الذي كان سيأتي بعد الإمام الحسين.


وكان ذلك مما زاد في دهشة يزيد لما رأي الإمام السجاد علي بن الحسين بين الأسري الذين جيئ بهم من كربلاء. عندما رآه يزيد أراد قتله فورأً من خوفه ولكن عمته زينب بنت الإمام علي بن أبي طالب حالت بينهم وبينه. كل ذلك والمرض الذي كان ما زال يعاني منه الإمام جعلا يزيد يتجنب الفضيحة وأعرض عن قتله.

ساهمت نشأة زين العابدين في بيت النبوة في بلورة شخصيته التي اتسمت بالعلم والورع والتقوي وإيثار الآخرة علي الدنيا. العلم شهد الكثير من العلماء بأنّ زين العابدين علي بن الحسين رضي الله عنه كان أعلم أهل الأرض في حينه ومنهم: الإمام الزهري. وسعيد بن المسيب. وسفيان بن عينة. ولعل أشهر ما ينسب إليه صحيفة تسمي الصحيفة السجادية وفيها عبارات بليغة في الدعاء لله والتوسل إليه.
سمي بـ زين العابدين لكثرة عبادته كما قال عنه الامام مالك. وشهد له الإمام الشافعي بأنه أفقه أهل المدينة واشتهر بالورع والطاعة والتقوي والزهد.. كما كان يسمي بالسجاد. وذلك لأنه كان يكثر من السجود خارج الصلاة وهذا شيء لم يفعله الصحابة ولكنه وجد قلبه في هذا وقد فهم سيدنا علي زين العابدين معني حديث سيدنا: "فَأَعِنِّي عَلَي نَفْسِكَ بِكَثْرَةِ السُّجُودِ".

كان زين العابدين بن الحسين - رحمه الله - شديد الخشوع في الصلاة. وقد ذكر الذهبي في السيَر قصة عظيمة تُظهر مدي خشوعه وانغماسه في صلاته وانفصاله عن الدّنيا أثناء الصّلاة. وذلك أنّ حريقًا قد شبّ في بيته وهو بداخله يُصلّي وكان في سجوده.. فصار الناس ينبّهون وينادون عليه ولكنّه لم يكن ينتبه إليهم ولم يردّ عليهم. وظلّ ساجدًا حتّي خمدت النار. ولمّا رفع رأسه وانتهي من صلاته سأله الحاضرون عن سبب ذلك فأجاب بقوله: "ألهتني عنها النار الأخري".

وروي الذهبي عن محمد بن إسحاق ما قاله عن زين العابدين وإحسانه: "كان ناس من أهل المدينة يعيشون. لا يدرون من أين كان معاشهم. فلما مات علي بن الحسين فقدوا ذلك الذي كانوا يؤتون بالليل". فكان زين العابدين يخرج يوميًا في الليل يوزع الصدقات سرا علي بيوت الأرامل والمساكين دون أن يكشف عن هويته.

توفي الإمام زين العابدين في محرم عام 95 هجريًا وقيل إن سبب الوفاة هو "السم" وقد دسه له الوليد بن عبدالملك بن مروان. وقد دفن بالبقيع بجوار عمه الحسن بن علي. أما الضريح الموجود بالمسجد. مدفون به رأس ابنه الإمام زيد بن علي الذي قتله هشام بن عبدالملك بعد ثورته عليه. وقد أرسل هشام رأس زيد إلي مصر لينصب علي جامع عمرو بن العاص بسطا لنفوذه وتخويفا لرعاياه هناك ويروي أن عددا من المصريين أخذوا الرأس ودفنوه بموقعه الحالي.
 





تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق