أحد أبرز نجوم الكوميديا في تاريخ السينما المصرية، وُلد إسماعيل يس في 15 سبتمبر 1912 وتوفي في مثل هذا اليوم  24 مايو من عام 1972 تاركا بصمة لا تُنسى في عالم الفن بفضل أسلوبه الفريد وشخصيته الكوميدية المتميزة.

بدأ سمعة كما كان يناديه اصدقائه مسيرته الفنية كمطرب، ثم انتقل إلى السينما في الأربعينيات من خلال مشاركته مع فرقة علي الكسار و سرعان ما اكتسب شهرة واسعة بفضل قدرته على إضحاك الجماهير ببساطة وسلاسة. 

شارك في أكثر من 500 فيلم، مما جعله أحد أكثر الممثلين إنتاجية في تاريخ السينما العربية ومن أشهر أفلامه: "إسماعيل يس في الجيش"، "إسماعيل يس في البوليس"، و"إسماعيل يس في الطيران". كانت أفلامه تعكس غالبًا حياته اليومية وتناقش مشاكل اجتماعية بأسلوب فكاهي، مما جعله محبوبًا من كافة الفئات العمرية بالإضافة إلى السينما، تألق إسماعيل يس في المسرح والإذاعة، حيث قدم العديد من الأعمال التي لازالت تذكر حتى اليوم. 

تأثر الجمهور بقدرته على تحويل اللحظات العادية إلى لحظات مليئة بالضحك والفرح ورغم نجاحه الكبير، إلا أن حياته لم تخلُ من الصعوبات، ولكنه كان حريصا علي اسعاد الجمهور، الذي لا يزال يذكره بحب وتقدير.
ذكرى إسماعيل يس هي فرصة لتذكر الابتسامات التي زرعها في قلوب الناس والتأمل في إرثه الفني الذي يبقى حيًا في ذاكرة السينما المصرية والعربية لما له من تاريخ فني قدم خلاله أيضا العديد من المسرحيات الناجحة التي كانت تتمتع بشعبية كبيرة وجعلت منه نجماً لامعاً في المسرح أيضاً ، بعض من أهم مسرحياته "حبيبى كوكو" و تدور حول مواقف كوميدية بين عائلة وأصدقائهم ، و" الست عايزة كده" مغامرات كوميدية بين الأزواج والمواقف الطريفة التي تنشأ بينهم و "كل الرجالة كده" تتحدث عن العلاقات بين الرجال والنساء بطريقةفكاهية.

"الخطاب المفقود" تركز على مواقف مضحكة ناتجة عن فقدان خطاب مهم، "البعبع" تتناول مواقف كوميدية تحدث في بيت مسكون ، "إلا خمسة" مسرحية كوميدية تتناول حياة أسرة تتعرض لمواقف مضحكة.

إسماعيل يس كان يتميز بقدرته على إضفاء البهجة والضحك على المسرح كما فعل في السينما، وكان قادراً على التواصل مع الجمهور بشكل مباشر مما جعل عروضه المسرحية محبوبة وممتعة للجماهير. كان لديه ابن واحد هو ياسين إسماعيل يس، والذي اتبع خطى والده في مجال الفن وأصبح مخرجًا سينمائيًا ومسرحيًا وحاول جاهدا  الحفاظ على إرث والده وتقديمه للأجيال الجديدة كما نتمني أن يستمر أحفاده في الحفاظ علي إرث والدهم وجدهم  ولكن ليس هناك الكثير من المعلومات المتاحة علنًا عن أحفاده أو أفراد أسرته الباقين.

إسماعيل يس ترك إرثًا فنيًا كبيرًا من خلال أفلامه ومسرحياته، وهو ما يظل جزءًا مهمًا من التراث الثقافي المصري والعربي ومع ذلك لم يحظ بتكريم كبير خلال حياته، لكن بعد وفاته، تم الاعتراف بأثره الكبير على السينما والمسرح المصري والعربي حيث تم حصوله علي عدد من الجوائز والتكريمات من المؤسسات الفنية والثقافية بعد وفاته ، هذه الجوائز كانت تعبيرًا عن تقدير الأجيال اللاحقة لإسهاماته الفنية منها إطلاق اسم" إسماعيل يس "على بعض الشوارع والمنشآت في مصر كنوع من التكريم له ولإرثه الفني و في بعض المهرجانات السينمائية المصرية والعربية، تم تكريم إسماعيل يس وعرض أفلامه كجزء من برامج التكريم الخاصة برواد السينما ، كما تم إنتاج بعض الأفلام الوثائقية والبرامج التلفزيونية التي تناولت حياة إسماعيل يس ومسيرته الفنية، مما ساعد في توثيق إرثه ونشره للأجيال الجديدة ، وكتب العديد من النقاد والمؤرخين الفنيين عن إسماعيل يس وإسهاماته في مجال الكوميديا والفن بشكل عام، مما ساهم في إبقاء ذكراه حية في الأذهان.
إرث إسماعيل يس الفني الكوميدي يبقى جزءًا مهمًا من الثقافة المصرية والعربية، وأعماله تظل شاهدًا على موهبته الفريدة وقدرته على رسم الابتسامة على وجوه الملايين
إسماعيل يس عانى من العديد من الصعوبات في سنواته الأخيرة، رغم النجاح الكبير الذي حققه في مشواره الفنية،  على الرغم من شعبيته الكبيرة ونجاحاته المتكررة في السينما والمسرح، إلا أن إسماعيل يس واجه مشاكل مالية كبيرة في سنواته الأخيرة بسبب سوء إدارة الأموال والضرائب الكبيرة المتراكمة عليه، وجد نفسه في ضائقة مالية، في الوقت التي بدأت الأدوار التي تعرض عليه تتناقص، وواجه صعوبة في الحصول على أعمال جديدة حيث تغيرت اتجاهات السينما المصرية وتراجعت شعبية الأفلام الكوميدية التي كان يقدمها، مما أثر سلبًا على مسيرته الفنية مما جعله يتعرض لمشاكل صحية متعددة، بما في ذلك مشاكل في القلب واصبحت حالته الصحية المتدهورة تعيق قدرته على العمل وتزيد من معاناته ، ورغم أن حياته الأسرية لم تكن محور الأخبار العامة، إلا أن المشاكل المالية والصحية أثرت بلا شك على حياته الشخصية والعائلية .

في فترة من حياته، اضطر إسماعيل يس إلى الابتعاد عن الأضواء، ولكنه كان يعود بين الحين والآخر بأدوار صغيرة أو محاولات للعودة إلى المسرح، لكنها لم تكن بنفس النجاح الذي حققه في السابق مما ترك في قلبه حسرة وحزن كبير عبر عنهم من خلال حوار لي معه بجريدة المساء قبل وفاته .

حيث توفي في 24 مايو 1972، عن عمر يناهز 59 عامًا. على الرغم من كل التحديات التي واجهها في سنواته الأخيرة، فإن إرثه الفني لا يزال حيًا في قلوب محبيه، وأفلامه ومسرحياته تظل تذكرنا بموهبته الفريدة وقدرته على نشر البهجة والضحك.