ولد محمد رمضان سيد أحمد البطاوى في قرية درين مركز طلخا بمحافظة الدقهلية في 25 نوفمبر 1919. وقد اطلق عليه اسم الشهرة " أبو دراع " لأنه فقد ذراعه أثر تعرضه لحادث في عمر الخمس سنوات وهو يلعب على الساقية ، لم يحصل على التعليم المدرسي، وتعلم القراءة من خلال مطالعة واجهات المحلات. تزوجت والدته ورحلت خارج بلدته، وعانى من ظلم زوجة أبيه وفر إلى القاهرة وهو أقل من عشر سنوات في العمر.
كان يعمل وهو صغير بائع بائع للصحف في شوارع القاهرة بأجر 15 قرش يومياً، ليساعد عائلته على الحياة ، ولكنه فى نفس الوقت كان داخله طفل شقي ، فهو لم يتوقف عند فقد ذراعه فقط بل استمرت شقاوته وكانت تسليته الوحيدة هي الذهاب كل يوم خميس إلى الموالد حيث عرض عليه صاحب فرقة موسيقية العمل بأجر 30 قرشاً في اليوم.
التقى بالشاعر اللبناني "خليل مطران"» الذي أعجب بصوته وتوسط له لدى يوسف وهبي ليظهر في السينما، وحقق له يوسف وهبي تلك الأمنية وأشركه بالغناء في فيلم "ابن الحداد" عام 1944 وفيلم "الفنان العظيم" عام 1945، تحمس له كل من كاتب الأغاني الشعبية الحاج "مصطفى مرسي" والمطرب الشعبي" يوسف شتا" وعمل بالمسرح العسكري داخل مصر وخارجها، وفي المسرح الشعبي مع زكريا الحجاوي حيث كلفه باستقدام عدد من أبرز الفنانين الشعبيين من مختلف أنحاء مصر منهم: خضرة محمد خضر، وجمالات شيحةفاطمة سرحان سرحان، وأحمد سمسم. كان له سرادق مخصص لغنائه في ليالي شهر رمضان في حي الحسين.
حاوره الدكتور يوسف إدريس في حوار تضمنه كتاب إدريس "جبرتي الستينات" وخصص له مساحة كبيرة ضمن فصل اعده عن الطرب الشعبي تحت عنوان "واحد من مطربي العشرين مليون كادح" وسأله عن ماهية الفن، ورد أبو دراع:
الفن أصله هبه كله علاج للناس
من شعر والا موسيقى يستسيغها الناس
وأنا جسمي مجروح وداير أعالج الناس
كان أبو دراع بارع في الإرتجال، وغنى عن ساعات حظر التجول في الأربعينات:
إزاي ح أقول فن والأفكار مقفولة؟
الناس تاكل شهد وأنا مش لاقي ماء فوله
وم الساعة تسعة تلاقي مصر مقفولة
استضافه ايضا الاعلامي الكبير الراحل طاهر ابو زيد في البرنامج الإذاعي «جرب حظك» ليغني أغنية يروي فيها قصة حرب العدوان الثلاثي 1956، وغنى في حفل عام 1961 في حضور الرئيس «جمال عبد الناصر»، فصافحه بعد أن غنى له أغنية «يا جمال جمايلك جميلة».
ومن أهم أغانيه: قصة بدرية – قصة عادل وعدلية - يا صاحب ان بعتني خللي الثمن غالي (مع هدى سلطان) ، عاش محبوبا ومتألقا ، وعوضه الله عن ذراعه بمحبة الجمهور الكبير له ولصوته ، وتوفي ابو دراع في 19 يوليو 1998 عن عمر يناهز 79 سنة
اترك تعليق