أكد الخبراء أن تشخيص متلازمة تكيس المبايض ارتفع بين الأفراد الأصغر سنًا، إلا أن الوعي بها لا يزال منخفضًا على الرغم من انتشارها باعتبارها اضطراب الغدد الصماء الأكثر شيوعًا بين الإناث والسبب الرئيسي للعقم

ووفق تقرير نشره موقع "هندوستان تايمز" تؤثر متلازمة تكيس المبايض على 6-26٪ من النساء على مستوى العالم و3.7-22.5٪ في الهند، وتتميز بانقطاع التبويض المزمن، وعدم انتظام الدورة الشهرية، وكثرة الشعر وزيادة الوزن.

وعلى الرغم من أن مصطلحي متلازمة تكيس المبايض ومتلازمة تكيس المبايض أصبحا أكثر شهرة اليوم، إلا أن العديد من الأشخاص ما زالوا يفشلون في فهم شدة الحالة أو التعرف على أعراضها، مما يؤدي إلى تأخير التشخيص والعلاج. إن فهم الجسم وإدارته بأسلوب حياة صحي أمر بالغ الأهمية.

متلازمة تكيس المبايض

 أوضحت الدكتورة سوبارنيكا إس، استشارية طب الإنجاب في مركز ميلان للخصوبة في بنغالورو، "إن وفرة كبيرة من الأندروجينات - وهي فئة من الهرمونات المرتبطة بالسمات الذكورية والعمليات التناسلية، على الرغم من وجودها أيضًا بكميات أقل في الإناث - يتم إنتاجها بواسطة المبايض لدى المريضات المصابات بمتلازمة تكيس المبايض (PCOS)، وهو اضطراب هرموني. يمكن أن يكون سبب عدم التوازن الهرموني هو الدورات الشهرية غير المتساوية، والإباضة غير الطبيعية، وغياب الدورة الشهرية".

وأوضحت قائلة: "على الرغم من أن انقطاع التبويض أو غيابه يمكن أن يتسبب في تكوين أكياس بصيلية صغيرة على المبايض، فإن انقطاع التبويض وحده لا يتطلب ظهور هذه الأكياس لتشخيص متلازمة تكيس المبايض. تعد متلازمة تكيس المبايض سببًا رئيسيًا للعقم عند النساء والأفراد المصابين بمتلازمة تكيس المبايض، مما يزيد من خطر الإصابة بمشاكل صحية أخرى. تبدأ الأعراض عادةً في سن البلوغ ولكنها قد لا تظهر حتى أواخر سن المراهقة أو أوائل العشرينات ويمكن أن تتغير بمرور الوقت".

السبب الرئيسي للعقم وأعراضه المتنوعة

قالت الدكتورة سوبارنيكا إس إن: "متلازمة تكيس المبايض تظهر بمجموعة من الأعراض، بما في ذلك فترات الحيض غير المنتظمة، ونمو الشعر المفرط (فرط الشعر)، وحب الشباب المستمر، وصعوبة الحفاظ على وزن صحي، حيث يعاني 40% إلى 80% من الأفراد المصابين من السمنة. كما أن اسمرار الجلد، وخاصة في مناطق مثل الرقبة والإبطين والفخذ، أمر شائع، إلى جانب ظهور أكياس المبيض المرئية على الموجات فوق الصوتية".

وأضافت: "تشمل العلامات الأخرى علامات جلدية، وتساقط الشعر أو الصلع، والعقم بسبب عدم انتظام التبويض. ومن الممكن أن تصاب المرأة بمتلازمة تكيس المبايض دون ظهور أعراض ملحوظة، وقد يكتشف البعض هذه الحالة فقط عند مواجهة تحديات في الحمل أو زيادة الوزن غير المبررة. وقد تظهر أعراض خفيفة في الحالات الخفيفة ويمكن تجاهلها بسهولة".

الأسباب المعقدة لمتلازمة تكيس المبايض

السبب الدقيق لمتلازمة تكيس المبايض غير معروف، ولكن من المحتمل أن تلعب الوراثة والسمنة وعوامل أخرى دورًا. تؤدي مستويات الأندروجين المرتفعة ومقاومة الأنسولين، الشائعة في متلازمة تكيس المبايض، إلى تعطيل التبويض وقد تؤدي إلى ارتفاع نسبة السكر في الدم ومرض السكري. كما أن الالتهاب منخفض الدرجة شائع أيضًا في متلازمة تكيس المبايض. وفي حين أنه يمكن أن يزيد من خطر حدوث مضاعفات الحمل مثل سكري الحمل والولادة المبكرة، إلا أن معظم الأفراد المصابين بمتلازمة تكيس المبايض لا يزالون قادرين على تحقيق حمل ناجح.

الكشف المبكر

يظل العديد من الأفراد غير مدركين لمتلازمة تكيس المبايض في مراحلها المبكرة، مما يؤدي إلى عدم علاج الأعراض. ​​من المهم استشارة طبيب أمراض النساء إذا ظهرت الأعراض من أجل التشخيص والعلاج المناسبين. اقترحت الدكتورة سوبارنيكا إس النصائح التالية لإدارة متلازمة تكيس المبايض وعلاجها:

- إدارة نمط الحياة: يمكن إدارة متلازمة تكيس المبايض في كثير من الأحيان من خلال تغييرات نمط الحياة، مثل تناول الطعام الصحي، وتقليل السعرات الحرارية وممارسة التمارين الرياضية بانتظام.

-  نصائح غذائية: ركزي على نظام غذائي منخفض الكربوهيدرات وغني بالبروتين مثل نظام أتكينز الغذائي، وحافظي على ترطيب جسمك، والحفاظ على مواعيد منتظمة للوجبات.

-  النشاط البدني: المشاركة في التمارين الرياضية بانتظام مثل البرامج الرياضية والتمارين الهوائية واللياقة البدنية للحفاظ على اللياقة البدنية وبناء العضلات وإدارة الوزن.

-   الصحة العقلية والصحة النومية: مارس اليوجا والتأمل وحافظ على جدول نوم مناسب (6-8 ساعات) لتحسين الصحة العقلية.

-العلاج الطبي: اتبع العلاجات الموصوفة، مثل العلاج الهرموني لتنظيم الدورة الشهرية والأدوية السكرية لصحة التمثيل الغذائي، حسب الحاجة لإدارة الأعراض.

-  إدارة التوتر: تقليل التوتر للسيطرة على مستويات الكورتيزول والأنسولين.

-  تعديلات النظام الغذائي: اختر خيارات غذائية أكثر صحة، وتجنب الدقيق المكرر، أو الأطعمة الغنية بالسكر، أو الأطعمة المصنعة أو المعلبة. قد يستفيد البعض من اتباع نظام غذائي خالٍ من الغلوتين ومنتجات الألبان لتقليل الالتهابات وإدارة الوزن.

الصحة النفسية :

يمكن أن يؤثر متلازمة تكيس المبايض بشكل كبير على احترام الذات بسبب التغيرات الجسدية والمشاكل الصحية التي يسببها. قالت الدكتورة سوبارنيكا إس، "يمكن أن تختلف الأعراض من شخص لآخر، لكن المشكلة الأساسية تظل ثابتة. من المهم اتخاذ تدابير وقائية لتقليل شدة الأعراض ودعم الصحة العاطفية. يمكن أن يؤدي البدء بتغييرات صغيرة وقابلة للإدارة إلى نتائج فعالة. بعد التشخيص، استشر طبيب أمراض النساء للحصول على أدوية يمكنها تنظيم الدورة الشهرية والتحكم في نمو الشعر الزائد أو حب الشباب من خلال إدارة مستويات الأندروجين".

واختتمت قائلة، "إذا كانت هذه العلاجات الهرمونية غير فعالة، فقد يقدم طبيب الأمراض الجلدية حلولاً أخرى. كما أن معالجة القلق أو الاكتئاب أمر بالغ الأهمية. يمكن أن يساعد التحدث مع المعالج وخلق بيئة داعمة في بناء الثقة وتحسين الصحة العقلية. أخيرًا، قد تلجأ العديد من النساء، على الرغم من التعرف على علامات متلازمة تكيس المبايض، إلى العلاج الذاتي أو تأخير طلب العلاج، مما قد يؤدي إلى مخاطر صحية مستقبلية. من الضروري استشارة طبيب أمراض النساء على الفور عند ملاحظة الأعراض لضمان العلاج في الوقت المناسب والفعال".