بقلم / عبدالعزيز آدم
يعد علم النفس السلوكي أحد الفروع الهامة في علم النفس ويعتمد على دراسة السلوك الظاهري للفرد دون التركيز بشكل متعمق على التراكبات الداخلية المعقدة بداخل الفرد، اعتماداً علي حقيقة أن سلوك الفرد هو ترجمة عملية وملموسة لما يحمله بداخله من خبرات وأفكار ومعتقدات ومشاعر سوية كانت أو مضطربة.
أو بمعني أوضح هو الداراسة العملية للناتج الظاهري لتصرفات الفرد والذي بدوره يعبر عن مكنون العقل الواعي والعقل الباطن من تراكبات وخبرات ومشاعر.
في بداية القرن الماضي، تحديدا فى عام ١٩١٣م، أسس عالم النفس الأمريكي جون واطسون (John B. Watson) قواعد علم النفس السلوكي ووضع له محددات وأسس لازالت تستخدم حتى وقتنا هذا ولكن بشكل متطور اعتمادا على التقدم العلمي الرهيب في مجال دراسات علم النفس.
استخدام علم النفس السلوكي في العلاج النفسي:
يعتمد السلوكيون (Behaviorism) على التفريق بين السلوك الفطري والمكتسب حيث أن السلوك بنوعيه (السوي والمرضي) متعلم ومكتسب أي أنه ليس بفطري ولا غريزي ولا يورث عن طريق الجينات الوراثية من الأبوين. ومن خلال البرامج العلاجية يمكن تحويل السلوك المرضي إلى سلوك سوي. إلا فى حال وجود خلل ما في وظائف المخ.
وبتطبيق نظريات العلاج السلوكي المختلفة على المرضى الذين يعانون من أمراض نفسية تتعلق بالدرجة الاولي بالسلوكيات السلبية او المرضية المكتسبة (مثل: الرُهاب بأنواعه ودرجاته المختلفة والوسواس القهري والقلق والاكتئاب والإدمان .... وغيرها) كانت النتائج مذهلة، حيث تم شفاء أكثر من ٥٠٪ من المرضى النفسيين الذين طبق عليهم برامج العلاج السلوكي، علاوة على تحسن ملحوظ وبدرجات متفاوتة في النسبة المتبقية.
يعتمد علم النفس السلوكي على نظريات عده، تتلخص جميعها في التعامل المباشر مع السلوك المرضي:
- إما بإزالته تدريجيا عن طريق بث محفزات نفسية سوية مضادة لهذا السلوك أو توصيله تدريجا الى نموزج يراه المريض سويا (مثل سوى)
- أو عمل تحفيز للمريض عن طريق المواجهه المباشرة بين المريض وبين السلوك المرضي الذي يعاني منه، ويستخدم ذلك كثيرا في الأمراض المتعلقة بالرهاب كالخوف من الاماكن المغلقة او الإماكن المرتفعة مثلا أوالرُهاب الاجتماعي (الخوف من التعامل مع المجتمع من حوله).
على الرغم من أهمية هذا الفرع من علم النفس، إلا أنه لا يوجد الإهتمام الكافي به في منطقة الشرق الأوسط ويكاد لا يعرف عنه أو يسمع به حتى أغلب المثقفين من ندرة الحديث عنه أو تناوله في مواد بحثية أو إعلامية.
إضافة إلى أهميته فى علاج العديد من الأمراض النفسية المعضلة، يعد علم النفس السلوكي أحد الطرق الناجعة الناجحة مجتمعيا حيث يستخدم للحد من انتشار السلوكيات السلبية مجتمعيا (كالكذب والتنمر والإدمان والتفكك الأسرى والتربية غير السوية للابناء ... وغيرها) وهذه هى الرسالة التى يعكف السلوكين على نشرها على أسس دينية واخلاقية لبناء فرد وأسرة مترابطين ووطن مبنى على أسس من السلوكيات السوية التي يرثها جيلا بعد جيل.
اترك تعليق