لذا فإعادة اكتشافها بمنزلة إحياء مدينة كانت طوال العصر المملوكي المحطة الرئيسية للتجارة بين الشرق والغرب، في شمال دلتا النيل بمصر عندما يأخذ فرع رشيد اتجاها غربيًا منذ دخوله أراضي محافظة كفر الشيخ، يصنع - على بعد 35 كيلو مترا - ثنية كبيرة تقع مدينة فوة في بدايتها، وهي ممتدة على ساحل النيل نحو 4 كيلو مترات، هكذا وصفها الجغرافي الشهير الإدريسي وابن بطوطة اللذان أكدا على وجود جزيرة قبالة شاطىء فوة مازالت موجودة إلى اليوم.
ترسخت به العديد من الحرف التقليدية، كصناعة السكر والنسيج والنحاس وغيرها، ومازال العديد من مساجدها دالة على هذا الازدهار، ومعظمها يعود للعصر المملوكي وجدد في العصر العثماني وعصر أسرة محمد علي. عرف عن أهل فوة حبهم للمساجد وجميع أوجه أعمال البر، لذلك أوقفوا الكثير من الأراضي والعقارات على مساجد فوة ، وتزخر وثائق محكمة فوة الشرعية بالكثير من هذه الوقفيات، التي تدل على تأصل نزعة الخير وحب المساجد وتعميرها لدى المجتمع الفوي، فقد اشترط أحد الأهالي أن يخرج من أملاكه للصرف على هذه المساجد. إن أروع مشهد يمكن أن تشاهده في هذه المدينة، إذا ركبت مركبًا صغيرًا في النيل، وسارت بك محاذية للشاطىء رأيت من كل زاوية المآذن البيضاء التي يرتفع بعضها في عنان السماء، بل تذكر الوثائق أن بين مئذنة مسجد ومسجد مسجد ومابين كل زاوية وزاوية زاوية، حتى يكاد الذهول يصيب المرء من كثرتها، لكن كلا منها تنبض به الحياة، بل وإن كل واحد منها يفترق عن الآخر في التفاصيل، فتكاد تحس بذاتية كل منشأة، وقد تميزت عن غيرها، غير أن روحها جميعًا واحدة. تضم مدينة فوه في محافظة كفر الشيخ ما يقرب من 365 مسجدا اثريا وقبة ومزارا وبذلك تعد المدينة الثالثة في كم الاثار الاسلامية من بعد القاهرة ورشيد، وكما اطلق علي القاهرة مدينة الالف مئذنة يطلق البعض علي فوه "مدينة المآذن" أو "مدينة والسؤال متي تستغل هذه المدينة سياحيا باقامة قري علي التراز القديم واستغلال ضفتي النيل الاستغلال الامثل وتنظيم رحلات لطلاب المدارس للتعرف علي تاريخ محافظتهم
اترك تعليق