فكم من بنات مراهقات اصبحن يرددن لامهاتهن" بحبه يا ماما".. وقد تقصد هنا حبها لزميل بالمدرسة او لابن الجيران او احد الاقارب.. وايا كان الشخص فالمشكلة هنا هي اننه حب في غير اوانه.. فالمراهقة الصغيرة ذات القلب الصغير تملك ايضا "عقل صغير" لا تدرك من خلاله ان حبها خيال ووهم وانه ربما يقودها الي خطأ كبير.
وفي كل الاحوال تجد الأم نفسها وحدها مطالبة بحل هذه المعضلة ما بين خوفها علي بنتها من ناحية وحيرتها في رد الفعل المناسب علي ذلك.
الجمهورية اونلاين ناقشت المشكلة مع الدكتور محمد هاني استشاري الصحة النفسية وتعديل السلوك فقال:
لابد ان تنتبه الام الي سلوكيات ابنتها مع بداية مرحلة المراهقة عند سن الـ١٠ او ١١ عاما فالبنت تحديدا تنمو بشكل اوضح من الولد حيث يختلف جسمها بمجرد البلوغ ليكتمل الشكل الانثوي، وتجد البنت نفسها فجأة لم تعد طفله واصبحت تسمع كلمات الاطراء و"المعاكسة" فتحدث لديها فجوة فجأة.
وقد تبدأ هنا في الاعجاب مثلا بشخص معين ويكون الاعجاب هنا في حالتين
الاولي : ان تكون مجرد تقليد لصديقة لها وتريد ان تثبت ايضا انها قد كبرت وقد يتطور الاعجاب دون ان تشعر.
الثانية: انها هي نفسها تريد الشعور انها قد كبرت لانها عندما تتعرض للمعاكسة يحدث لديها شعور بالاحتواء وتنبهر بنفسها ويترتب علي ذلك ميل وانجذاب للطرف الاخر.
وعن الاسلوب الامثل في تعامل الام مع مثل هذا الموقف.. قال الدكتور محمد هاني:
لابد للام ان تصاحب ابنتها حتي قبل مرحلة المراهقة لان هذه الاجيال من الوارد ان نجد فيها البنت تصارح امها بأنها معجبة بشخص او ان شخصا ما يريد مقابلتها.
وهنا نشدد علي الام بالا تستخدم الضرب او الاهانة او التعنيف
ولكن عليها الاحتواء النفسي للبنت وتقدير هذه الرغبات.
ولابد للام ان تستقبل ذلك بهدوء وان تقوم بتوصيل الرسالة بالتصحيح والاحتواء والكلام الذي يوضح كيفية التصرف الصحيح.
ونبه الدكتور محمد هاني الي ضرورة تجنب الام لاستخدام الضرب او حبس البنت او حرمانها من الموبايل مثلا لانها في هذه الحالة قد تتواصل مع هذا الشخص بطرق اخري ودون ان تدري الام.
وعلي الام ان تفهم ابنتها بان سنها لايسمح بذلك وانها لابد ان تحافظ علي ادبها واحترامها وسط الناس وان تفكيرها الناضج لم يكتمل بعد، مع تقديم كل انواع الدعم لها.
وشدد استشاري الصحة النفسية علي دور الام في مراقبة ابنتها وان تشعرها انها رقيب عليها وان تتحدث اليها كثيرا وان تشرك ابنتها معها في كل شئ وفي اي مكان والا تكون في عزلك عنها.
ايضا علي الام ان تعرف كل شئ عن اصدقاء ابنتها واسرهم ايضا وان تعزلها فورا عن اصدقاء السوء.
كما ان علي الام منذ الصغر ان تربي ابنتها علي عادات وثقافات المجتمع وكذلك الاحكام الدينيه لتكون جميعا بمثابة سياج يحميها من التعرض لاي فكر يمكن ان يوقعها في الخطأ.
ومن الامور الهامة التي لفت اليها الدكتور محمد هاني ضرورة اشراك الاب في عملية تربية البنت واي مشكلة يمكن ان تثار بخصوصها وحتي في حالة عدم وجود الاب لابد للام ان تقوم بدوره ايضا.
واكد استشاري الصحة النفسية وتعديل السلوك انه علي الام ايضا ان تدرك ان وساذل التواصل الاجتماعي من اخطر ما يمكن ان تتعرض البنت من خلالها لعلاقات بالجنس الاخر ومن غير الواقعي ان تمنعها الام عن البنت ولكن الصح ان تراقبها والا تسمح مثلا بان يكون هناك كلمة سر للجهاز او الحساب لا تعرفها الام بدعوي خصوصية البنت وهي احدي سمات المراهق ولكن علي الام ان تفهم ابنتها بانه لا توجد بينهما اسرار وان من حق الام ان تعرف كل شئ وفي اي وقت.
اترك تعليق