ولیُجّد الصائم في طلبھا وخاصة في العشر الأواخر منھ فیشمر عن ساعد الجد ویشد مئزره ویوقظ أھلھ كما كان یفعل رسول لله صلى لله علیھ وسلم أملًا في أن توافقھ لیلة القدر التي قال لله تعالى فیھا:" لیَْلُة الَْقْدِر خْیٌر .( مِْن ألَْفِ شَْھٍر ( 3) تَنََّزلُ الَْمَلاِئَكُة والُّروحُ فیَِھا بإذِِْن رِّبِھْم مْن كل أمٍَْر ( 4) سََلاٌم ھَي حَّتى مْطَلِع الَْفْجِر ( 5 فتكون حظھ من الدنیا وینال رضاء لله في دنیاه وفي اخرتھ، لذلك أخفى لله لیلة القدر في أیام شھر رمضان حث على مضاعفة العمل في رمضان.
وأما علامات لیلة القدر فقد ذكر الإمام القرطبي في تفسیره لسورة القدر قولھ: (الثانیة في علاماتھا أن الشمس تطلع في صبیحتھا بیضاء لا شعاع لھا، وقال الحسن قال النبي صلي لله علیھ وسلم في لیلة القدر: "إن من إماراتھا أنھا لیلة سمحة بلجة لا حارة ولا باردة تطلع الشمس صبیحتھا لیس لھا شعاع ، وقال عبید بن عمیر كنت لیلة السابع والعشرین في البحر فأخذت من مائھ فوجدتھ عذبا سلسا)ً. [ا.ھ تفسیر القرطبي].
أما عن فضل لیلة القدر،فقد اختلف الفقھاء في تعیینھا ، ونظرا للخلاف القائم بین العلماء ینبغي للمسلم ألا یتوانى في طلبھا خاصة في الوتر من العشر الأواخر ،وقد ورد في فضل إحیائھا أحادیث، منھا ما رواه البخاري ومسلم عن أبي ھریرة رضي لله عنھ: أن النبي صلى لله علیھ وسلم قال: " من قام لیلة القدر إیمانا واحتساباً غفر لھ ما تقدم من ذنبھ ".
أما بالنسبة للدعاء المأثور إذا أكرم لله المسلم بھذه اللیلة فعن عائشة رضي لله عنھا قالت: قلت یا رسول لله أرأیت إن علمت أعني لیلة القدر ماذا أدعو فیھا؟ قال: قولي:"اللھم إنك عفو تحب العفو فاعف عني". فلیلة القدر ثواب العمل الصالح فیھا یعدل ثواب أكثر من ألف شھر من ھذا العمل الصالح لیس فیھن لیلة القدر ، فعلى المسلم استغلال كل لحظة فیھا ، والبخل بتضییع لحظاتھا.
اترك تعليق