هيرمس
شايل جيل
الطلاق الشفهي شرعاً وقانوناً.. وكيف يتم اثبات وقوعه ؟ مستشارك القانوني يجيب

مشاكل عديدة تحدث يومياً بين الأزواج ، وتتفاوت درجة وحدة هذه المشاكل ، فبعضها يمر وينتهي سريعاً ، وبعضها يتفاقم حتى يصل الي الطلاق احياناً ، وهنا تثور المشكلة الأهم والتي باتت تؤرق الكثير من الأسر ، والتي تثور في حالة إيقاع الطلاق من جانب الزوج على زوجته شفاهه ، ودونما توثيق منه ، وهو ما يجعلها في حيرة من أمرها


فشرعاً هي أصبحت مطلقة ، ورسميا وفي الأوراق الرسمية هي مازالت زوجة لكون الزوج لم يثبت او يوثق واقعة طلاقه لها ، ومن ثم سنحاول الرد على التساؤل الأهم للعديد من الزوجات ، كيف تثبت واقعة الزواج الشفهي الغير موثق ؟ 


س / ما هو رأي الشرع في مدي وقوع ونفاذ الطلاق الغير موثق من الناحية الشرعية ؟ 
ج / إذا تلفظ الزوج بالطلاق ، مدركًا لما يقول ، مختارًا غير مكره ، وقع طلاقه بمجرد التلفظ به ، ولم يتوقف وقوعه على الإشهاد عليه ، أو توثيقه في الأوراق الرسمية.
والقول بعدم وقوع الطلاق الشفهي إذا لم يوثق ، هو قول باطل ، وقد صدر بيان من هيئة كبار علماء الأزهر ، بخصوص هذا الأمر، وجاء فيه : ( وانتهى الرأي في هذا المجلس بإجماع العلماء على اختلاف مذاهبهم وتخصُّصاتهم إلى القرارات الشرعية التالية:
أولاً: وقوع الطلاق الشفوي المستوفي أركانَه وشروطَه ، والصادر من الزوج عن أهلية ، وإرادة واعية ، وبالألفاظ الشرعية الدالة على الطلاق ، وهو ما استقرَّ عليه المسلمون منذ عهد النبيِّ (صلَّى الله عليه وسلَّم) وحتى يوم الناس هذا ، دونَ اشتراط إشهاد أو توثيق.
ثانيًا: على المطلِّق أن يُبادر في توثيق هذا الطلاق فَوْرَ وقوعِه ، حِفاظًا على حُقوقِ المطلَّقة وأبنائها ، ومن حقِّ وليِّ الأمر شرعًا أن يَتَّخِذَ ما يلزمُ من إجراءاتٍ لسَنِّ تشريعٍ يَكفُل توقيع عقوبةً تعزيريَّةً رادعةً على مَن امتنع عن التوثيق ، أو ماطَل فيه ، لأنَّ في ذلك إضرارًا بالمرأة وبحقوقها الشرعيَّة ، وبما سبق يعلم أنه لا فرق بين الزواج من مطلقة طلاقا مسجلا ، والزواج من  مطلقة طلاقا شفهيا ، ما دام ثابتا لا مناكرة فيه ، إلا أن توثيق وتسجيل كل من الطلاق والزواج أقطع لطريق المناكرة ، وأحفظ للحقوق المترتبة على كل منهما. 


س / كيف يتم توثيق اثبات الطلاق الشفهي ؟ 
ج /  يتم اثبات الطلاق الشفهي عن طريق رفع دعوى قضائية أمام المحكمة لأثبات وقوع الطلاق , ولكن هناك شروط معينة لقبول الدعوى ، وهي دعوى تسمى ( أثبات طلاق ) ، وهى دعوى تقام امام محكمة الأسرة ،  ويتم ذكر تفاصيل الحدث الذى تم ، واثبات وقوع لفظ الطلاق من الزوج على زوجته ، واثبات امتناع الزوج عن اثبات واقعة الطلاق لدى الموثق المختص (المأذون) .


س / ماهى شروط دعوى اثبات الطلاق ؟ 
ج / هناك شروط لاثبات الطلاق منها :
وجود شهود عدول على واقعة الطلاق الشفهي ، فشهادة الشهود شرط أساسي لقبول الدعوى ، ولا يكفى ادعاء الزوجة بوقوع الطلاق من الزوج فقط ، ولكن يشترط ان تثبت الواقعة بشهادة شهود عدول يقرون أمام مجلس القضاء بوقوع الطلاق من الزوج على زوجته .
2. أو أقرار الزوج امام المحكمة بأنه قام بإيقاع الطلاق على زوجته ، فاذا ما اقر الزوج امام القاضي انه فعلا بتاريخ كذا قام بتطليق زوجته ، فهنا يحسب ويثبت وقوع الطلاق من تاريخ نطق اليمين ووفقاً لقول الرجل وإقراراه لأنه هو من بيده عقده النكاح ، وايضاً هو المسئول عن حقيقة يمينه ، وهل كان يقصد به إيقاع الطلاق ، أو انه على سبيل التهديد ، أو أن طلاقه معلق على شرط ما  .
3. يتم توجيه اليمين الحاسمة للزوج عند انكاره لواقعة الطلاق ، فاذا ما انكر الزوج وقوع الطلاق ، وطالبت الزوجة المحكمة بتوجيه اليمين الحاسمة عما اذا كان الزوج قد اوقع الطلاق من عدمه ، وهنا اذا قام الزوج بالنكول عن اليمين يعتبر قام بالطلاق ، اما اذا حلف بانه لم يحدث ذلك فالقول عليه . 


س / ماذا إذا عجزت الزوجة عن إثبات واقعة الطلاق الشفهي؟ 
ج /  اذا عجزت الزوجة عن اثبات ان الطلاق قد وقع من الزوج ، فيحق لها اللجوء الي طلب الخلع ، او الطلاق للضرر ، فلا تأثير على دعوى اثبات الطلاق بدعوى الخلع او الطلاق للضرر .

 

س / هل يجوز رفع دعوي إثبات طلاق عن واقعة زواج عرفي ؟
ج / في بعض الأحيان يتم رفع دعوى اثبات الطلاق في الزواج العرفي ، فالمعلوم ان اغلبيه العقود العرفية تكون نسخ العقد مع الزوج ويقوم الزوج بتطليق الزوجة بإرادته المنفردة ، ثم يقوم بمساومتها بانه لم يقم بالتطليق ، وان اصل عقد الزواج معه وهنا تقع الزوجة في حيرة ، هل تستمر في العلاقة الزوجية مع وقوع الطلاق ، ام أنها تلجأ الي قيد دعوى طلاق ، والحل الأمثل هنا يكون بالجواء الي عوى إثبات الطلاق ، فإن عجزت فيمكنها أيضاً أن تلجأ الي طلب الخلع .

 





يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق