خلال اجتماعات قمة المناخ فى جلاسجو التى يشارك فيها ممثلون عن 200دولة، اتفق معظم الحاضرين على أهمية "التشجير" فى مواجهة مشكلة التغير المناخى أو الاحتباس الحرارى التى تهدد البشرية بعواقب وخيمة.
ويجتمع ممثلو 200 دولة في مدينة غلاسكو الأستكنلدية على مدار أسبوعين لخوض مفاوضات بشأن خفض الانبعاثات التي تؤدي في نهاية المطاف إلى التغير المناخي، الظاهرة التي جعلت الكوارث الطبيعية أكثر خطورة في السنوات الأخيرة.
والتشجير أمر طبيعى نظرا لقدرة الأشجار التى يوجد منها 3 تريليونات على سطح الأرض على امتصاص غاز ثانى اكسيد الكربون المتهم الرئيسى فى هذه المشكلة. كما أن الاشجار تلعب دورا كبيرا فى سقوط الأمطار، بدليل أن الدول التى أزالت بعض غاباتها تعرضت لجفاف وتصحر.
ويرى الخبراء أن هذا الحل لس بالأمر السهل. فهو بحاجة إلى خطّة واضحة، وتوافق دولي، ونوعية الأشجار التي يمكن الاعتماد عليها.
فكل منطقة تصلح لها أشجار لاتصلح لسواها. وهناك بعض الأشجار تمتص ثانى أكسيد الكربون بمعدلات أكثر من غيرها. ولاينبغى المبالغة فى النتائج المتوقعة لهذا الحل او الاعتماد على التشجير نفسه كحل أساسي لمشاكل المناخ. فحتى يؤتى التشجير الفوائد المتوقعة من ورائه يحتاج العالم الى زراعة تريليون شجرة جديدة فى منطقة تزيد مساحتها عن مساحة الولايات المتحدة وكندا مجتمعتين. وهذا الحل يحتاج عدة عقود.
ويشير الخبير البريطانى مايكل برلين إلى أن الشجرة عند زراعتها تكون قدرتها محدودة على امتصاص ثانى اكسيد الكربون فى بداية النمو ثم تزيد قدرتها تدريجيا على مدار عشرات السنين. وهو لذلك يشعر بالدهشة من إقدام بعض الدول على قطع اشجار معمرة تزيد أعمارها عن 200 و300 سنة، وهو ما يعني أنّ معدلات امتصاصها للكربون مرتفعة، وفي المقابل تزرع شتلات ضعيفة، ولا توليها العناية الكافية ، وهو ما يزيد الأمر سوءًا على حد تعبيره. ويقول الخبير البريطانى ان تشجير المناطق الصحراوية لايعد حلا وحده.
ويجب النظر إلى المشكلة بشكل أكثر شمولا، وهى أن الأزمة أنَّ النظام الذي يحكم العالم، أصبح الآن يحوِّل كل الموارد الطبيعية لسلعة، لأن قانون هذا العالم هو النمو بلا حدود، في حين أنَّ الكوكب محدود والمياه محدودة، والمساحة الخضراء محدود. ويجب أن يكون الحل نظاما جديدا للطاقة يعتمد على الطاقة النظفة مع الحفاظ على الغطاء الشجري الموجود.. ويمكن أن يتم الحل فى أربعين عاما.
ويحذر الخبير البريطانى من أن هناك 11 دولة سوف تعانى بشكل خطير فى الوقت القريب من أثار تغيير المناخ، وهى الهند وباكستان وكوريا الشمالية، بالإضافة إلى ميانمار والعراق وأفغانستان وجواتيمالا وهندوراس وهاييتي ونيكارجوا، بالإضافة لكولومبيا.
اترك تعليق