هيرمس
شايل جيل
جحود الأبناء .. يُدمّر الآباء

أسباب كثيرة تؤدي بالابناء إلي عقوق الوالدين . اهمها عدم اهتمام الوالدين بغرس الوازع الديني في أبنائهم وتعليمهم بر الوالدين منذ الصغر . يضاف لذلك الاهتمام بتوفير احتياجاتهم المادية من مأكل ومشرب وملبس ومستوي اجتماعي جيد دون التركيز علي الجانب المعنوي والنفسي في تكوين شخصياتهم . 


ولا ننسي ــ كما يقول الخبراء ــ أن اصدقاء السوء وتدخل زوج الابنة أو زوجة الابن بالشر والحقد يكونان سببين آخرين لعقوق الوالدين الذي يدمرهما نفسيا ومعنويا وبدنياً. 

يقول د.وليد هندي "استشاري الصحة النفسية والعلاقات الأسرية والاجتماعية   : للأسف يقابل كثير من الأبناء عطاء آبائهم الزائد عن الحد بالجحود ونكران الجميل حيث تتفاوت درجات العقوق من شخص لآخر وأن عدداً منها لا يصدر فقط عمن عانوا من سوء التربية او الحرمان المادي والعاطفي بل أشخاص تربوا تربية صالحة وتوافرت لهم جميع متطلباتهم في الحياة حيث تولد بداخلهم الانانية وحب التملك والنظر الي انفسهم فقط. فالمعاملة غير الحازمة والاستجابة لجميع مطالب الأبناء في الطفولة أحد اسباب الجحود. فتربية الطفل منذ الصغر علي سلوك الانانية يجعله يفكر في نفسه ولا يفكر في الآخرين وعندما يكون شخصا واعيا يتصرف بأسلوب غير لائق مع والديه.

 إغفال التربية

أضاف أن كثيراً من الآباء يهتمون في المقام الأول بتوفير النفقات المادية والمستوي الاجتماعي الجيد ويغفلون تربية الابناء علي الايثار وحب الآخرين. وللأسف يجد بعض الآباء أن السفر إلي الخارج حل لكل مشاكله فيضطر للسفر سنوات طويلة لتوفير المال مما يمنعه من التواجد فترة طويلة مع أولاده وللاسف يكون بالنسبة لأسرته ممولا فقط بدون اي عاطفة منهم تجاه الاب فبالتالي يتعامل الابناء مع الآباء علي أنهم ضيف ثقيل يأتي إليهم لوقت قصير من السفر ثم يعود مرة اخري للبحث عن لقمة العيش وتوفير كافة احتياجات أولاده دون النظر إلي نتائج سفره وتأثيره علي نفسية الابناء. 
أشار إلي أن إهمال الاب للتربية الصحيحة ومشاركته في تربية الابناء واللعب والمذاكرة معهم يجعل من ابنائه قساة القلوب لعدم التواصل الإنساني معهم بالاضافة الي ان أنماط النشأة الاجتماعية الخاطئة يمكنها أن تعلم الابن الانانية فلا يجب الإفراط في العطاء لأنه يدفع الابناء إلي الجحود. وهناك اسباب أخري للعقوق وهي اصدقاء السوء وإدمان المخدرات فهذه العوامل تتسبب في عقوق الوالدين.

روشتة تجنب الجحود
ويقول د.حسين أنور جمعة "أستاذ علم إجتماع السكان والتنمية بجامعة قناة السويس بالإسماعيلية   : يضع غالبية الآباء استثمارهم الحقيقي والأهم في أبنائهم حيث يقومون بالانفاق عليهم دون حساب ورعايتهم ومساندتهم في كل شيء حتي في تكاليف الزواج والعمل أيضا ولكن يُصدم الأب والأم بعد تخلي ابنائهما عنهما واهمالهما في الكبر. وللاسف تكررت هذه المشاكل في المجتمع فابرز الأخطاء الشائعة في التربية هي بذل كل الجهد لإسعاد الابناء دون حساب مما يجعلهم جاحدين وقت الكبر والشيب. 
أعطي د.جمعة روشته لتجنب الجحود فيقول : علي كل أب وأم التربية السليمة لأبنائهما والاستماع لهم في جميع الأوقات وعدم الاهتمام بتوفير النفقات اليومية فقط ولكن الاهتمام بتعلم السلوك الإنساني الحميد بعيدا عن المادة حيث إنهم ينشغلون بتوفير مستوي اقتصادي واجتماعي جيد ولكن يغفلون منحهم الحنان والرعاية وحب الآخرين وخلق صلات قوية بينهم. فلابد ألا يكون الأب منتجا فقط للمنزل وللاولاد فإذا انتهت الحاجة الي المال انتهي دور الأب بالنسبة لهم. كما أن هناك جزءاً مهماً جدا بالنسبة للتربية وهو التربية الدينية الصحيحة وتعلم طاعة الوالدين وبرهم والعطاء والمشاركة الاجتماعية بالاضافة الي ضرورة مراقبة اصدقاء الاولاد والعمل علي اختيار الصاحب الأمين. 
أشار إلي أن التربية السليمة شئ يسعي إليه الآباء ولكن الشدة والحزم لا تقوم بالتربية الصحيحة وانما تبادل الأفكار والمقترحات أمام أعينهم يقرب المسافات بيهم وتصل الي حد الصداقة ويجعل شكل الحياة الاسرية غير نمطي. كما أنه علي الدولة الإسراع في إصدار قانون حماية المسنين لحفظ حقوقهم وحمايتهم من وقائع الحجر او غيرها واعطاء عقوبة لكل من اهمل في رعايه مسن بحبس وغرامة تزيد علي عشرة آلاف جنيه. 

غرس الأنانية
أما د.رحاب العوض "استاذ علم الاجتماع والنفس بجامعة القاهرة" : فتري أن اغلب الآباء يقومون بتلبية كافة احتياجات الابناء ويعتقدون أن هذا هو الحل الصحيح ولكن ينقلب الأمر إلي غرس الأنانية وحب الامتلاك وبالتالي يهمل الابناء في بر والديهم في الكبر ويتحكمون في تصرفاتهم ويحجرون عليهم فهم وقتها لايرون الا انفسهم فقط وبالتالي إغفال الوازع الديني له عامل مهم في طاعة الوالدين وبرهم ورد الجميل لهم مدي الحياة. 
أضافت: يجب ان يعمل الانسان حساب الزمن وتغيره وتدخل الغرباء والشيطان فأحيانا يتدخل زوج الابنة او زوجة الابن بالشر والحقد بين أفراد الاسرة الواحدة ولهذا يجب ان يترك الاب او الام الممتلكات باسمهم مع مساعدة الابناء حال احتياجهم لأننا صرنا امام حالات عقوق ابناء غير مبررة وغير مفهومة وليس لها تبرير غير الطمع المادي الذي سيطر علي البعض.
 





تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي

تابع بوابة الجمهورية اون لاين علي جوجل نيوز جوجل نيوز

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

اترك تعليق