هيرمس
شايل جيل

أقول لكم

سلاماً على قلوب المصريين الطيبة  

 

كالجبل  وقف شامخاً وسط أسود المنطقة الغربية تعلو فوق هامته علامات النصر، يؤكد أن مصرعصية على الانكسار ولا ترضى بالهزيمة أو العار، تنتظر في كل يوم فجرالنهار مهما كانت التحديات والأزمات، كانت الموجة حارة، والملفات التي تحدث فيها الرئيس عبد الفتاح السيسي أكثر سخونه، لكن كلماته نزلت برداً وسلاماً على قلوب المصريين الطيبة، وأنارت لهم الطريق، فكانت رسائله للعالم مهمة خلال تفقده عناصر المنطقة الغربية العسكرية بمنطقة سيدي براني بمرسى مطروح يوم السبت الماضى، جاء في مقدمتها أن جيش مصر قادر على الدفاع عن أمنها القومى داخلياً وخارجياً، وأنه رشيد يحمي ولا يهدد، مؤكداً أن التدخلات غير الشرعية  في ليبيا تسهم في انتشار الميليشيات الإرهابية في المنطقة، ويقيني أن ما قاله الرئيس يؤشر إلى أن أي تدخل مباشرمن الدولة المصرية لحماية الأشقاء تتوفر له الشرعية الدولية سواء بحق الدفاع عن النفس، أو بناء على طلب السلطة الشرعية الوحيدة المنتخبة وهو مجلس النواب الليبي. 

يعلم الرئيس السيسي أنه يتعامل مع أردوغان المتهور، الذي يسعى إلى التهرب من مشكلاته الداخلية وتدهورالاقتصاد بوضع بلاده على شفير حرب في ليبيا، حيث يسعى لحشد الإرهابيين السوريين في ليبيا في محاولة للوصول إلى الحدود المصرية، وهو ما دفع رئيس مصر إلى التأكيد على أن مدينة سرت الليبية خط أحمر وأن مصر لن تسمح  بعبور هؤلاء الدواعش في اتجاة الغرب إلى الحدود المصرية مهما كانت الظروف حتى لو أدى ذلك للوصول إلى «أسوأ سيناريو» وهو دخول القوات المصرية إلى ليبيا وجاء ذلك رداً على إعلان حكومة الوفاق الإخوانية إنها تجهز قواتها لساعة الصفر، لكن قواتنا المسلحة صاحبة العقيدة القتالية " الموت أو الشهادة "مستعدة للحفاظ على الأمن القومي المصري مهما كانت التضحيات، لكن هذا العثماني ليس له أمان ويعشق عبور الخطوط الحمراء ولذا تدخل عسكرياً في سوريا والعراق قبل ليبيا مدفوعاً من دول كبرى للاستيلاء على ثروات هذه الدول الدول العربية، فضلاً عن السعى لإقامة دولة الخلافة العثمانية التى قامت قديماُ على أشلاء وجماجم العرب. 

تاريخ أردوغان حافل بالاخفاقات إذ ولد في إسطنبول عام 1954 وتعود أصوله لمدينة طرابزون شمال شرقي تركيا وأمضى طفولته المبكرة فقيراً لا يجد قوت يومه، فقد قال في مناظرة تلفزيونية مع دنيز بايكال رئيس الحزب الجمهوري "لم يكن أمامي غير بيع البطيخ والسميط في مرحلتي الابتدائية والإعدادية كي أستطيع معاونة والدي وتوفير قسم من مصروفات تعليمي؛ فقد كان والدي فقيراً "،  والسؤال الاًن كيف يمكن لبائع بطيخ وسميط أن يحكم دولة ويكون طبيعياً، إن ما حدث له في طفولته يؤكد أنه مصاب بالعديد من الأمراض النفسية التي تجعله غير قادرعلى التعامل مع زعماء دول أخرى، لكنه مجرد بلطجي بالايجار وسمسار حرب بعد أن أصبحت بلاده ممراً للإرهابيين من كل بقاع الأرض ويدفع بهم إلى أماكن التوترات، كما أصبحت تركيا تمثل جزءاً من مشروع أكبر يتكون من أربعة أطراف، وهي تركيا وإيران وقطر والتنظيم الدولي لجماعة الإخوان الإرهابية، وتم تشكيل الهيئة الاسترشادية العليا بين قطر وتركيا قبل سنوات، وهي تهدف للإسراع نحو "المشروع الرباعي" لهذه الأطراف.

يظن المتهور التركي رجب أردوغان أن معركته في لبيبا انتهت بعد حصوله علي "حبة الشجاعة " ووصوله إلى حدود سرت لكن ما حدث زاد من الشبهات التي تحوم حول دور أنقرة في مساعدة "داعش" وإمداده بالأسلحة والمتفجرات ،فأردوغان يستفيد من استمرار التنظيم الإرهابي في سوريا والعراق وليبيا وهو حريص علي بقاء "داعش" علي قيد الحياة لمساعدته في استمرار تأجيج الصراعات في المنطقة من أجل تقسيمها وبيع الأسلحة للفصائل المتصارعة، خصوصا أن هذه التجارة تعتبر العمود الفقري لاقتصاد تركيا الرخو الذي لن يتحمل هدوءاً في الشرق الأوسط وأردوغان بهذه الجريمة في ليبيا يقدم نفسه علي أنه يستطيع أن يفعل كل شيء من أجل أسياده.

و" المتهور" الذي يستفيد من استمرار أكبر تنظيم إرهابي في العالم وهو "الإخوان" وذراعه الشريرة "داعش" يحصل علي النفط من الأخيرفي سوريا بسعر متدن، وحالياً يسعى لتنفيذ نفس السيناريو في ليبيا لكن أي مواجهة مقبلة ستصبح أكثر إيلاما له خلال الفترة المقبلة، لأن مصر ليست بمنأي عن هذه المواجهة كما يتصور البعض، فنحن أمام اشتباك قد يؤدي إلي حرب عالمية جديدة ستكون شعوب المنطقة وقودها، ولذا ليس أمامنا سوي دعم الدول التي تسعي لمواجهة الإرهاب بقوة مثل فرنسا وليس بالرقص والطبل من خلال أبواق إعلامية فقط مثل تركيا وقطر والإخوان ومن هذا المنطلق تسعي قيادة الدولة إلي إطلاق المشروعات القومية العملاقة، لأن التنمية بوابة القضاء علي الإرهاب في مصر. 

وأقول لكم، إن شعب مصر الذي استوعب الدرس خلال السنوات الماضية وفجر ثورة 30 يونيو من أجل الحرية والعدالة وبدأ مرحلة البناء لن يسمح للعملاء والخونة بالعودة إلي المشهد السياسي رغما عن إرادة المواطنين، وعليه أن يكون مستعدا للتصدي للمؤامرات التي تحاك ضده خصوصاً في ظل التصدع الذي أصاب العالم بسبب الإرهاب ومعاناة الجميع منه، وتاليا فإن كل من يتقاعس عن المواجهة الحقيقية لنزيف الدماء سيدفع الثمن غالياُ علي ألا يشغلنا ذلك عن بناء بلدنا لأن مصر قدمت آلاف الشهداء خلال السنوات الأخيرة لوقف الاقتتال في العالم، وأري أن التكاتف والتلاحم سبيلنا الوحيد أمام محاولات إثارة الفتن على حدودنا وفي وطننا بعد أن بات ظاهراً للجميع ما حذرت منه مصر مراراً وتكراراً أن "الراقصين والمطبلاتية" أمثال أردوغان سيقودون العالم إلي الجحيم لأن "للإرهاب تركيا تحميه".

[email protected]