هيرمس
شايل جيل

شكراً

خور الأردن عودة لمشروع التوسع الإسرائيلى


 لم تكد عملية الولادة المتعثره لحكومة الوحدة الإسرائيلية بين حزب الليكود ممثل اليمين المتطرف برئاسة بنيامين نتنياهو وحزب أزرق- أبيض اليسارى بقيادة بينى جانتس تنتهى بأداء القسم بعد الاتفاق على تبادل تولى رئاسة الحكومه بين نتنياهو أول ١٨ شهر وجانتس ال١٨ شهرا الأخيرة. حتى أظهرت حكومة إسرائيل أنها لم تتخلى عن مشروعها التوسعى فاعلنت على لسان رئيسها نتنياهو- الذى تخلص لتوه مؤقتا من عبأ الملاحقه القضائية على وقائع اتهامات بالفساد -بنيتها فى ضم خور الأردن تلك القطعه التى تساوى ٣٠% من مساحة دولة الضفه الغربيه الفلسطينيه ومساحتها تتعدى ٤٠٠ كيلومتر مربع (١.٥ مليون دونمه) وسط مباركه أمريكية ورغم أن الاهميه العسكرية للخور لم تعد كما هى فى الماضى بعد أن تغيرت آليات الحروب بالمنطقه وايضا رغم الرفض الأردنى  والفلسطينى القاطع حتى أن الملك عبدالله ملك الاردن اعتبره الصدام الكبير وهدد بالتحلل من بعض بنود اتفاقية السلام ومنها التفاهمات الامنيه بما فيها تبادل المعلومات المخابراتية!..وكذلك قرار الرئيس الفلسطيني محمود عباس بالتحلل من كافة اتفاقيات السلام مع الإسرائيليين لأصرارهم على قتل حل الدولتين  فى مقابل تنفيذ خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المعروفه بخطة القرن ولإدراك قادة إسرائيل الموقف المصرى الرافض للمشروع التوسعى الإسرائيلي ومحاولة تهجير الفلسطينيين من أرضهم للدول العربيه.

كل هذه الاعتراضات وما سيصيب المنطقه من قلق واستنفار وتوتر لم يثنى نتنياهو عن المضى قدما فى قراره وهو ما يؤكد أن الأقوال عن اسرائيل المحبه السلام والعيش فى بيئة وفاق وامان مع جيرانها العرب ما هو إلا نوع من أنواع الهدنه الخادعه  مشابهه لتلك التى كان الصهاينة يستخدمونها فى حرب ١٩٤٨ لألتقاط الأنفاس وإعادة التعبئه واستخدموها فى حرب أكتوبر بعد هدنة يوم ٢١ اكتوبر واتفاقية الكيلو ١٠١ التى خرقها الإسرائيليون بالثغره وأنهم مستمرون فى حلم تيودور هرتزل والصهيونية العالمية بدولة إسرائيلية من النيل للفرات.

مواقف عده أظهرتها دولة اليمين المتطرف لحزب الليكود واطماعه ونيته نحو جيرانه من اهمها تشجيعه المستمر لحكومة اثيوبيا على الإسراع بالانتهاء من سد النهضه والايحاء بأنه سبيل التنميه الوحيد للدوله الأثيوبية ذلك السد الذى يراد به خنق مصر مائيا.
أحداث كثيره وقعت وتقع تبرهن على بعد نظر والرؤية الثاقبة للقيادة السياسية المصرية وإصرارها على تحديث وتنويع مصادر السلاح المصرى وتطوير قواتنا المسلحه بالتدريب وأخرها مناورة قادر ٢٠٢٠ فالتفاهمات التركيه الروسيه على الأرض السوريه والليبيه والتعاون الاميريكى الإسرائيلي على الجبهه الشرقيه والاثيوبيه والدعم المخابرات الدولى للتكفيريين بسيناء واحداث السودان ومتطلبات حماية أكتشافات الغاز والنفط بشرق المتوسط كلها أكدت أن مصر القوية كما ارتأت قيادتها وشعبها هى الضمانة الوحيدة والصخرة  التى سوف يتحطم عليها الأطماع التوسعية للجار الإسرائيلي وحلفائه.