هيرمس
شايل جيل

د. حاتم صادق

الخبير الدولي و الأستاذ بجامعة حلوان و رئيس شعبة الميكانيكا

معادلة يوم الجمعة

 

دعونا نتفق ونختلف في اطار من المنطق والعقلانية ونعتمد على مبدأ ثابت وهو اننا يمكن ان نختلف فيما بيننا على التفاصيل ولكن الثوابت تظل كما هي القاعدة التي نلتزم بها جميعا .. والثوابت هنا هو هذا الوطن الذى نعيش فيه.اما التفاصيل في كل ما هو بمفردات الحياة التي يعيشها أبناء هذا الوطن.

يوم الجمعة الماضية ، كان يوما فاصلا لكافة الأطراف .. فالشعب اصبح يمتلك من الوعى والقناعة بان هناك من يسعي ويخطط ليل نهار في الداخل والخارج لاسقاط هذا الوطن وادخاله في فوضى من جديد تحت دعاوى التغيير او الديمقراطية ، واثبت – الشعب- من خلال عدم استجابته لدعوات الفوضى انه لا تراجع قيد انمله عن ما حققه من إنجازات ،  ولا استسلام للقلة التي تسعى لتحقيق اهداف مشبوهة ومغرضة لخدمة اجندات خارجية لضرب الاستقرار في مصر.

واكد هذا الشعب انه على الرغم من المعاناة التي تحملها نتيجة برامج الإصلاح الاقتصادى ، الا ان تلك المعاناة دفع ثمنها عن طيب خاطر من اجل نمو هذا الوطن.

في نفس المشهد، فان القيادة السياسية والتنفيذية ادركت أيضا ان مصر وبعد ٩ سنوات من المعاناه باتت تمتلك الكثير من ادواتها وانها تخطت بقوة اختبارها الأصعب الذى حاول الأعداء فرضه عليها لاسقاطها ، واستعادت كامل قدرتها وعافيتها في مختلف المجالات ،  انه آن الآوان ان يشعر الشعب بعوائد الإنجازات التي تحققت ، واصبح من الضرورى ان يعيش أجواء الديمقراطية الحقيقية التي غابت او انحرفت عن مسارها منذ ثورة يوليو ١٩٥٢، من حق هذا الشعب ان يشهد دور ملموس للأحزاب السياسية التي تعبر عن أحلامه وطموحاته وان تكون نابعة من مكونات هذا الشعب وليست صادرة بقرار سياسي او من بعض الهواة الباحثين عن دور في المشهد السياسي.

 هناك أيضا ضرورة ان نشهد حراكا في المناصب الحكومية والمحافظين ، ليس من باب التغيير ولكن من باب الضرورات التي اثبتت تراجع في أداء البعض وعدم مواكبتهم حتى مع طموحات القيادة السياسية والتنفيذية.. وهذا تسبب في احباط تسلل المواطن الذى استشعر بعدم قدرة هؤلاء على تحمل المسئولية.

على الجانب الاخر .. واقصد هنا دعاوى الفوضى والتخريب ، سواء من يحركهم ويدعمهم ويوفر لهم الملازات الامنة في الخارج او اعاونهم في الداخل ، فاعتقد انهم ادركوا حجم وضعهم الحقيقي في الشارع المصرى ، وان ما قاموا به من تحريض على مدى اكثر من ٢٥ يوما اجهضه هذا الشعب بوعيه وقدرته على الفرز بين الغث والسمين  عندما رفضوا دعواهم.

 

الامر الأكيد ان هذا الوطن مازال مستهدفا ، مازال هناك الكثير من المتربصين الساعين للرقص على جثته ولا يمكن ان يكون مجرد مصافة دعاوى التخريب يوم الجمعة الماضى مع الحادث الارهابى الذى وقع في بئر العبد شمال سيناء والذى جاد فيه ٩ من خيرة أبناء هذا الوطن بارواحهم وهم يتصدون بصدورهم للخونة.

 

المعادلة ببساطة التي افرزتها احداث الجمعة الماضية هي : نحن امة مستهدفة + شعب واعي + جيش عظيم وشرطة وطنية = وطن آمن ومستقر .

--------------------------------

استاذ بجامعة حلوان  - استشاري دولى