هيرمس
شايل جيل

خيوط الميزان

تقرير سياسي عن أحداث الساعة

*نعم.. أهلا رمضان.. قولا وعملا

*الاستغلال يتوارى.. والمتاجرون بأقوات الشعب.. يخشون الحساب الجاد

*المتابعة المستمرة.. وتحديد الفترات الزمنية.. تضبط إيقاع المجتمع

*السلع الأساسية متوفرة.. وبأسعار معقولة جدا

*الياميش.. لم يعد أملا مستحيلا!

*تأكيدا لكلام سامح شكري.. حينما تغيب الإرادة السياسية يصبح مستحيلا التمييز بين الحق والباطل

*لا سامحك الله يا كورونا.. أضريت بمستقبل 800 مليون طالب وأبدت ما يقرب من 3 ملايين!

*وهل شاكوش وحده الذي يتاجر في الشيشة..؟!

*الأردن يستقبل رمضان في أجواء هادئة

*مؤشرات خير في المسلسلات .. الاختيار 2-هجمة مرتدة- القاهرة كابول

 ينتظر المسلمون في شتى بقاع الأرض حلول شهر رمضان.. لكي يعيشوا أحلى الأيام.. وأجمل الليالي.. وهم متحابون.. متعاونون.. يشدون أزر بعضهم بعضا..

وفي مصر.. كانت تأتي علينا سنوات نشكو من أزمات تموينية سواء في السلع الأساسية أو غيرها.. وصعوبة في الحصول على رغيف العيش.

أما الياميش الذي يعتبر سمة أساسية من سمات الشهر الفضيل.. فإنه بالنسبة للأغلبية يمثل أملا مستحيلا..!

***

الآن.. وشهر رمضان على الأبواب.. نلمس أن كل السلع متوفرة والياميش المأمول لم يعد ترفا أو هدفا عزيز المنال.. بل هو أيضا متوفر بأسعار معقولة..

كل تلك.. الظواهر الإيجابية.. لم تأت من فراغ بل هي –والحق يقال- نتاج دولة قوية.. إرادتها صلبة.. ورئيسها يتابع عن كثب كل ما يتعلق بمصالح مواطنيه.. من غذاء وكساء.. وعلاج ودواء.. وكل شيء.

مثلا.. لقد أسهمت معارض "أهلا رمضان" إسهاما كبيرا في توفير السلع ثم جاء الرئيس يأمر بزيادة المنافذ التي تندرج تحت هذه اللافتات إلى 2100 نافذة.

بديهي.. أن يحصل توافق على الفور بين العرض والطلب.. والمواطن في النهاية هو المستفيد أولا وأخيرا..

ليس هذا فحسب.. بل لقد توارى تلقائيا المستغلون والطامعون.. والمتاجرون بأقوات الناس.. لأنهم افتقدوا المناخ الذي كان يتيح لهم الفرصة ليمارسوا أدوارهم الكريهة.

في نفس الوقت فإن حرص الرئيس على تحديد الفترات الزمنية لكل مشروع يقام.. سواء أكان خدميا أو إنتاجيا أو مستهدفا.. نوعا من أنواع التنمية يدفع كل من يشارك في المنظومة إلى السير على نفس النهج لأنه يعلم يقينا أن الحساب وارد.. والقانون يطبق على الجميع بلا استثناء.

***

الأهم.. والأهم.. أن كل تلك الإنجازات تجري في ظل تسلط وعناد فيروس كورونا الذي نعمل بشتى الطرق والوسائل على حصاره حصارا كاملا بألا ندع له أي ثغرة يستطيع من خلالها النفاذ إلى صلب بنياننا..!

ولعل الإجراءات الاحترازية التي شددت عليها الدولة خلال شهر رمضان.. تصب في نفس الإطار.. حيث لن تستمر صلاة التراويح أكثر من نصف ساعة.. مع ضرورة استخدام الكمامات وتطبيق سياسة البعد الاجتماعي بكل دقة.

***

أما في باقي دول العالم.. فها نحن قد تابعنا كيف أن معظم النشاطات في أوروبا توقفت خلال فترة عيد الفصح لدرجة أن الناس لم يستطيعوا التحمل أكثر من ذلك.. فنظموا المظاهرات احتجاجا ورفضا ورغم ذلك لم تخضع الحكومات لرغباتهم ولم تستسلم..!

أما ما يثير الدهشة والعجب.. أنه رغم تلك الإجراءات.. نجد –حسبما تقول مراكز البحث والاستقصاء- أن 800 مليون طالب على مستوى العالم تعطلوا عن الذهاب لمدارسهم..كما أن هذا الفيروس الغادر تمكن من الفتك بما يقرب من مليونين و800 شخص فأودى بحياتهم في قسوة ما بعدها قسوة..!

***

والآن.. دعونا نتوقف من خلال هذا التقرير أمام أحدث موضوعات الساعة.. وأعني بها أزمة سد النهضة..!

لقد ذهب وزير خارجيتنا "الصابر" والهمام إلى الكونغو كنشاسا وحضر الاجتماعات هناك التي ضمت كلا من رئيس الدولة ذاته.. ووزير خارجية إثيوبيا.. ووزير خارجية السودان.. وفي النهاية .. لم يسفر الاجتماع عن شيء ملموس مما حدا بسامح شكري أن يقول إنه لا توجد إرادة سياسية قادرة على اتخاذ القرار.. لذا.. فقد فشلت المفاوضات بسبب التعنت الإثيوبي.. وهذا ما أكد عليه أيضا وزير خارجية السودان..

وهنا فليسمح لي الوزير سامح شكري أن أعقب على ما قال ومؤكدا على معاني كلماته بأن الإرادة السياسية عندما تغيب بالفعل لا شك يغيب معها القرار بحيث يصبح من المستحيل التمييز بين الحق والباطل أو بين الثواب والخطأ وهكذا فإن الشعوب التي شاء قدرها أن يحكمها قرار الغائب هي التي تدفع الثمن باهظا وباهظا جدا.

***

على الجانب المقابل.. توجد شعوب وهبها الله قيادة حكيمة واعية توفر لكل أبنائها وبناتها حياة آمنة.. مستقرة.

ودعوني أضرب مثلا.. بالملك عبد الله ملك الأردن الذي تصرف إزاء أزمة عارضة بكل حنكة وروية وتعقل.

الأزمة كما تابعناها جميعا.. أحد أطرافها الأساسيين الأمير حمزة الأخ غير الشقيق للملك الذي أعلن منذ البداية أنه طلب من عمه الأمير الحسن بحث الأمر.. والتوصل إلى حل يرضي جميع الأطراف وبالفعل مرت الأزمة على خير..

وكم يسعدنا أن يستقبل شعب الأردن الشقيق ومليكه وحكومته شهر رمضان.. وهم مطمئنون متحابون.. عكس ما أراد البعض لهم حينما بادروا بإثارة الفتنة.. وإشعال النيران وكأنهم يتربصون بالحاضر والمستقبل.

إن شعب الأردن .. بداية ونهاية عمود أساسي من أعمدة البنيان العربي الذي يفرض علينا جميعا الحفاظ عليه.. والذود عنه تحت وطـأة أي ظرف من الظروف..

***

والآن.. فلنبتعد عن السياسة قليلا.. ونتوقف في محطتين رئيسيتين.. المحطة الأولى فنية.. والثانية غنائية شعبية..

بالنسبة للمحطة الأولى.. فإن ما يثلج القلب أن مسلسلات رمضان هذا العام تبدو وكأنها مسلسلات جادة تعالج قضايا وطنية.. أو تاريخية أو حضارية بعيدا عن موضوعات الإثارة التي دأبت عليها خلال السنوات الماضية.

ولعل ما ينبئ بجدية هذه المسلسلات أسماؤها مثل الاختيار2 , هجمة مرتدة, القاهرة كابول..

طبعا ليس من المنطق في شيء أن تتعرض هذه المسلسلات التي تحمل تلك الأسماء لمشاهد الجنس والمخدرات والفتونة.. التي كانت تزخر بها المسلسلات الرمضانية السابقة.

حقا.. إن مصر تتغير إلى الأفضل في مختلف المجالات.. وهذا ما يسعدنا دوما.. وما يجعلنا نتوق إلى أن نقدم لها المزيد والمزيد.

***

أما بالنسبة للمحطة الثانية.. فهي تتعلق بواقعة ضبط المطرب "العجلاتي" حسن شاكوش وهو يقدم الشيشة لزبائن المقهى الذي يديره أو يملكه في شارع عباس العقاد بمدينة نصر.

بلا جدال.. ما اتخذ من إجراءات تجاه شاكوش لا غبار عليها.. لكن السؤال:

وهل كافيتريا شاكوش وحدها هي التي تقدم الشيشة تحديا لقرارات مجلس الوزراء..؟

الإجابة بالنفي طبعا.. لأن الشيشة –كما قلت في مقال سابق- عادت بكل قوة وإصرار.. وتعمد إلى الكثير من الكافيتريات والمقاهي في معظم مدن وقرى مصر.. ومع ذلك لا يهتم أحد.. ولا يتخذ إجراءات ضد هؤلاء المخالفين.

عموما.. إذا كان حسن شاكوش هو الذي سيمهد الطريق لإعادة منع الشيشة فلا بأس..!

و..و.. ونحن في الانتظار..!

***

أخيرا.. تعظيم سلام.. لضابط مصري شجاع.. خاض معركة ضد أحد معتادي الإجرام ولم يشأ أن يعهد بها إلى معاونيه.. أو جنوده.. فكانت النتيجة أنه استشهد وهو يؤدي واجبه.. إنه العميد محمد عمار قائد قوات الأمن المركزي بالفيوم الذي لبى نداء ربه راضيا مرضيا نتيجة اختناقه بدخان القنابل اليدوية التي أطلقتها القوات حتى تتمكن من القبض على سفاح جديد.. ارتكب مجزرة ضد أفراد عائلته أسفرت عن مقتل أربعة منهم..!

كلمة حق.. أوجهها في هذا الصدد.. والرجل الآن في رحاب الله .. أليس كان في استطاعته أن يكتفي بإصدار التعليمات تاركا المهمة الصعبة لأفراد كتيبته..؟

أبدا.. لقد أصر على أن يقود المعركة بنفسه.. وهذا أيضا نوع من التغير الحقيقي الذي طرأ على المجتمع المصري بكل طوائفه وفئاته.

الآن.. أصبح الضابط الكبير يجد ذاته في الدفاع عن أمن وسلامة بني وطنه.. عكس أيام زمان.. عندما كانت أصعب العمليات يعهد بها لمن هم في الصفوف الأدنى.

تحية للعميد محمد عمار وأرجو أن يتم تكريمه التكريم المناسب ماديا ومعنويا.. لأنه رجل بكل معنى الكلمة.. ومقاتل شجاع ومتميز.

***

في النهاية تبقى كلمة:

هكذا يتضح أن أي عمل يتم من خلال منظومة متسقة متكاملة.. لابد أن يأتي بأحسن النتائج.. وأن حكاية الجزر المنعزلة التي طالما شكونا منها.. قد انتهت إلى غير رجعة.

الأحسن.. والأحسن.. أن كل إنسان في هذا البلد بات يتصرف وكأنه فرد ضمن مجموعة متناغمة يسهم في دعمها.. وتقوية أوصالها.. وحاميا لها من أي شر.. أو أي سوء..!

***

و..و..وشكرا

[email protected]