هيرمس
شايل جيل

كلام في الهوا

حكاية السلطان الفاشل

من الصعب ان تعطي الرئيس التركي لقبا يتفق مع ما يقوم به من افعال وتصرفات ، لا علاقة لها بالاخلاقيات او مفهوم الدول الكبري، حيث تظهر قراراته بانه عميل، واحيانا يتصف بالحيرة لتضارب الافعال مع القرارات، وفي احيانا اخري يمكن وصفه بالخائن وغيرها من تاالصفات المتناقضة التي تعكس التركيبه الشخصية المريضة له، وعموما هذا ليس غريبا علي كل من يتنمي او يعلن عن كيانه الاخواني ، لكن ما يهمنا هنا ما يحدث من قبله تجاه الدولة المصرية ورئيسها ليس وليدا لليوم، ولكنه انعكاس لتاريخ قديم من العداء للدوله المصرية وشعبها وقائدها بشكل عام، وذلك لما يسجله التاريخ التركي نفسه،عما فعلته مصر والمصريين بالخلافة العثمانية " الاسلامية " حيث كانت مصر سببا رئيسيا في تناقص النفوذ التركي وضعف الامبراطورية العثمانيه، و لكن كيف  ذلك؟

تقول كتب التاريخ ان العلاقة بين مصر،وتركيا شهدت حربين فارقتين الاولي " الحرب المصرية العثمانية الاولى (1831 - 1833) أو ما يعرف بحروب الشام الأولى وهي تعدّ بمثابة الجزء الأول من الصراع العسكري بين مصر والدولة العثمانية، أثناء حكم محمد على باشا بدأ بمطالبة السلطان العثماني بأن يمنحه ولاية الشام مقابل مساعدته له في حرب الاستقلال اليونانية فاكتفى السلطان بمنحه ولاية جزيرة كريت وهو مالم يرضى به محمدعلي وكانت السبب الرئيسي في اشتعال الحرب بينهما وانتهت بانتصار إبراهيم باشا،ووصول نفوذ دولة محمد علي إلى أعالي نهر الفرات.

ثم قامت الحرب المصرية العثمانية الثانية في عام 1839م قام السلطان العثماني بتحريك جيشاً لمحاولة استرداد أراضي الشام التي نجح إبراهيم باشا في فتحها خلال الحرب المصرية - العثمانية الأولى، وكان نتيجة ذلك التحرك أن جهز إبراهيم باشا جيشه وزحف مرة أخرى إلى الاناضول إلى أن دارت معركة نزيب والتي استطاع إبراهيم باشا بعبقريته العسكرية أن يسحق الجيش العثماني، وهنا أصبحت الامبراطورية العثمانية على وشك الانهيار،وهرعت بريطانيا والنمسا ودول أوروبية أخرى، للتدخل وإجبار مصر على قبول معاهدة لندن.

وتمر العقود الزمنية لتشهد انحسار الوجود التركي في المنطقة العربيه، ودولها واعلان علمانية الدوله التركية حتي يظهر في الصورة التيار الاسلامي الجديد بزعامة " نجم الدين أربكان "- تم حله بقرار صدر من محكمة الدستور التركية في يونيو 2001-  ليظهر حزب العدالة والتنمية،تم تشكيله من قبل النواب المنشقين من حزب" الفضيلة "، وكانوا يمثلون جناح المجددين في " الفضيلة" وكما هو معلن فانه حزب سياسي تركي يصنف نفسه بأنه يتبع مسار معتدل، غير معادٍ للغرب، يتبنى رأسمالية السوق يسعى لانضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي،و يرأسه السلطان الفاشل" أردوغان" منذ  مايو 2017، وكان قد وصل إلى الحكم في تركيا عام 2002.

اعتراف أحد قادته وزير الخارجية أحمد داود أوغلو حيث قال في  نوفمبر 2009 في لقاء مع نواب الحزب:«إن لدينا ميراثا آل إلينا من الدولة العثمانية، إنهم يقولون هم العثمانيون الجدد، نعم نحن العثمانيون الجدد... ونجد أنفسنا ملزمين بالاهتمام بالدول الواقعة في منطقتنا،  نحن ننفتح على العالم كله، حتى في شمال أفريقيا، يؤكد ما سبق الاشارة اليه بانهم  يسعون الي احياء الخلافة الاسلامية  والانتشار،والتي تتفق مع طبيعه " الشخصية التركية الغازية".

يقودنا الحديث السابق الي بعضا من اسرار الحقد الدفين والاصرار من قبل الفاشل"ارودغان" علي النيل من مصر واستقرارها ومحاولة" جر شكلها "وفقا للتعبير الدارج لدي المصريين من تلك الاسرار استعادة مصر مكانتها الاقليمي والدوليه،حيث اصبحت طرفا في كافة القضايا التي تعاني منها المنطقة وشريكا اساسيا في صنع القرار، ايضا منتدي شرق المتوسط للغاز الذي انشئته الدولة المصرية ليكون مركزا اقليميا لتجارة الطاقة الدوليه- وما يقطع بأن هذا الكلام ليس عابرًا هو أن ياسين أقطاى، مستشار الرئيس التركى، قام بمشاركة، «ريتويت»، كتبتها صحفية تركية تدعى إسراء مقربة من الحزب الحاكم ، ما يعنى إقراره هو ورئيسه بمحتواها حيث ان المذكورة، تعمل بإحدى القنوات التليفزيونية الحكومية التركية، واعتاد اقطاي مشاركة تغريدات من حسابها، الذى يتابعه أكثر من ١١٦ ألفًا ، قالت فيها إن كل ما يحدث في مصر الآن من سينتهي بمجرد دخول الرئيس السيسي في مفاوضات حول غاز المتوسط ،وذلك مع بالتزامن مع دعوات التظاهر في مصر،هنا ينعكس حجم الحقد التركي علي مصر ورئيسها .

ايضا نجاح مؤسسه الرئاسة في تحقيق نهضه تنمويه بمشروعات ذات رؤية استراتيجية لاستيعاب الاستثمارات الاجنبية ، وخلق فرص عمل وتخفيض معدل التضخم، ونسبة البطاله  ناهيك عن صعوبة الاجراءات الاقتصادية التي تم اتخاذها وتحملها الشعب المصري عن طيب خاطر بينما تشهد تركيا انهيارا اقتصاديا،وتدهور في العلاقات مع الدول الغربية بشكل لم يحدث من قبل، يضاف الي ذلك تراجع دورها الاقليمي في النزاعات التي تشهدها منطقة الشرق الاوسط... التفاصيل واسرار الحقد كثيرة ولكننا نكتفي بنجاح مصر وشعبها بقيادة الرئيس السيسي في القضاء علي  طموحات الدوله التركية،وحلم الخلافة الاسلاميه للسلطان ارودغان بدعمه لجماعه الاخوان المسلمين ،مثلما فعلت  ايام ابراهيم باشا ، والتي اشرنا اليها في بداية المقال .. وللحديث بقيه.

 

خارج النص:

لم تنجح مصر ورئيسها في استعادة مكانتها الاقليمية ، والدولية بمؤامرات أو بضربات تحت الحزام، وإنما انطلاقًا من موقعها الاستراتيجى، وتأسيسًا على جهودها طوال السنوات الخمس الماضية، واستنادًا إلى قواتها المسلحة، القادرة على قطع أيادى ورقاب كل من يحاولون الاقتراب من ثروات شعبها ومقدراته.

[email protected]