هيرمس
شايل جيل

نبض الشارع

حال العرب .. في العيد

 

عيد الأضحى هذا العام ليس ككل الاعياد ، أكثر من 3 ملايين مسلم حرمهم فيروس كورونا من أداء فريضة الحج ، وحرم الملايين حول العالم من الاحتفال إلا في حدود الاجراءات الاحترازية التي حددتها كل دولة .

كورونا ليس وحده المسئول عن الحالة الاستثنائية التي يمر بها المسلمون هذا العام ، خاصة في الدول العربية ، فالعالم العربي لم يمر بحالة من الوهن والضعف مثل الحالة التي هو عليها الآن ، ولم تتعرض الدول العربية لمثل هذه الظروف من التمزق والتوتر والفرقة التي تمر بها منذ أن بدأ الغزو الامريكي للعراق عام 2003 واعدام صدام حسين صباح عيد الاضحى في 30 ديسمبر 2006 ، وما أعقبه من " نكسات الربيع العربي " في 2011 ، والتي انتهت شعاراتها "العيش والحرية والعدالة الاجتماعية" التي انخدعت بها الشعوب العربية الى كابوس من الفوضى والانهيار والانقسام والفقر .

سقوط الدولة الوطنية في كل من سوريا والعراق واليمن وليبيا ، أفقدت الشعوب العربية التحكم في مصيرها ، وأصبح مستقبلها ومقدراتها وثرواتها ونفطها ، مغنما تتقاسمه دول الهيمنة والسيطرة التي تدعى زورا وبهتانا أنها خط الدفاع الأول عن مبادئ الديمقراطية والحرية وحقوق الانسان .

خسائر الدول العربية المادية والبشرية منذ 2003 وحتى الان تفوق الوصف ولايمكن حصرها .. ففي العراق وحده تجاوزت حصيلة القتلى – وفقا لبعض التقديرات مليونا و33 ألف قتيل ، فيما تتحدث جامعة جونز هوبكنز الأميركية عن مقتل 654 ألف عراقي ، في حين تم تدمير الاقتصاد العراقي بالكامل .

وفي سوريا التي تتصارع فيها عدة قوى ، بلغ عدد الوفيات 690 ألف شخص وتشريد 13 مليونا ، خرجوا من بيوتهم نازحين ولاجئين يعيشون إما في معسكرات على الحدود أو يهيمون في الأرض يبحثون عن مأوى ولقمة خبز ، أما الخسائر الاقتصادية خلال تسع سنوات من الحرب فقد تجاوزت أكثر من 530 مليار دولار أميركي، كما تضرر 40 في المائة من البنية التحتية ما تسبب في خسارة حوالي 65 ملياراً، وبلغ معدل الفقر 86 في المائة بين السوريين البالغ عددهم حوالي 22 مليوناً.

وفي اليمن - الذي كان سعيدا في يوم من الايام - قال تقرير صادر عن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي بأن الحرب الدائرة في اليمن تسببت في تراجع التنمية البشرية بمقدار عشرين عاما ، وان الصراع الدائر هناك منذ 2014 نتج عنه عواقب مدمرة منها مصرع نحو 250 ألف شخص سواء بسبب العنف بشكل مباشر أو لانعدام الرعاية الصحية وشح الغذاء، بالاضافة الى ارتفاع نسبة الفقر لنحو 90% ، وخسائر اقتصادية تقدر بنحو 100 مليار دولار.

أما ليبيا التي يحاول حاكم تركيا العثمانلي أردوغان السيطرة عليها وعلى آبار النفط فيها ، فقد تسبب الصراع الذي نشب فيها بعد سقوط القذافي إلى خسائر بالمليارات .

كل هذه الدول سقطت وتعرضت للانهيار نتيجة لسقوط الدولة الوطنية ، وغياب المؤسسة العسكرية القادرة على حماية الشعب ومقدراته ، وهو الدرس الذي استوعبه المصريون في 30 يونيو ، حين اصطفوا جميعا خلف قواتهم المسلحة وقيادتها التي لم تخذله وحملت الأمانة وكانوا أحق بها وأهلها .


[email protected]