هيرمس
شايل جيل

معاً للمستقبل

المصريون ..أهل المسئولية والإنجازات !! 

 

زيارات الرئيس السيسي لمواقع العمل والإنتاج، وحرصه على التواجد مع بسطاء الناس الشقيانين يعكس تقديره وتقديسه للعمل ولأي جهد مخلص يبذله أي مواطن في أي مكان على أرض مصر، وهو أيضاً رسالة شكر وامتنان واعتزاز بمن رفعوا اسم مصر عالياً في سماء الإنسانية، سواء في الحفل الأسطوري المبهر لنقل المومياوات لمتحف الحضارة بالفسطاط، أو تعويم السفينة الجانحة بقناة السويس بفكر وأيدٍ مصرية 100% حيث أظهر رجال القناة همة وعزيمة تفوق الخيال فأبهروا العالم بقدرتهم الفائقة على حل مشكلة عويصة حبس العالم أنفاسه بسببها، وتأثرت بها حركة التجارة الدولية وتحركت أسعار النفظ ..لكن المصريين أثبتوا من جديد أنهم على قدر المسئولية وأن القناة التي حفرها أجدادهم بالجهد والعرق والدم ستظل شاهداً على أن الإرادة المصرية سوف تمضي حيث يقرر المصريون كما قال الرئيس.

تعويم السفينة الجانحة لم يكن فقط إنقاذا ً لحركة التجارة العالمية من الكساد والبطء بل كان تأكيداً جديداً على الأهمية الفائقة للقناة التي ثبت يقيناً أنه لا غنى للعالم عنها مهما حاول البعض الشوشرة عليها أو الترويج لبدائل أخرى على حساب ذلك الشريان الأهم للعالم كله.

ما أدهش العالم حقاً أنه رغم الحجم الهائل للسفينة الجانحة وما تحمله من آلاف الأطنان فإنه لم يتم تفريغ حمولتها وهو ما كان سيزيد الكلفة ويضاعف الوقت وهو ما يعتبر إنجازاً جديداً ربما يجد طريقه لموسوعة جينس؛ ولم لا والمصريون قد ابتكروا أساليب غير تقليدية لتحريك السفينة العملاقة كما فعلوها من قبل في حرب أكتوبر حين تمكن جيشنا العظيم من عبور القناة واجتياح خط برليف شديد التحصين بفكرة عبقرية بسيطة ابتكرها اللواء الراحل باقي زكي يوسف باستخدام ضغط المياه لفتح ثغرات في الساتر الترابي الهائل على الضفة الشرقية للقناة، غير آبهين بما قيل عن استحالة اختراقه بحسبانه معجزة عسكرية كما كانت تروج إسرائيل.

لم ييأس المصريون بعد نكسة يونيو ولم يستسلموا للدعاية المغرضة للعدو، ولم يقنطوا أيضاً في أزمة السفينة الجانحة رغم صعوبة الموقف والدعايات المغرضة الخبيثة بل ظهر معدنهم الحقيقي في الشدائد وهكذا هم دائماً يصنعون المعجزات في أشد اللحظات ضيقاً وحرجاً وهو ما يجعلنا مطمئنين أن أحداً لن يستطيع المساس بقطرة ماء واحدة لمصر..وكم كان الرئيس السيسي موفقاً حين اختار توقيت تعويم السفينة في لحظة شدت أنظار العالم أجمع ليعلن شكره وتقديره لكل من أسهم في هذا العمل العظيم من رجال القناة، ويحذر في الوقت ذاته من المساس بحق مصر في مياه النيل، مؤكدا أنها خط أحمر من يرد أن يحاول فليجرب دون أن يتخلى عن سياسة التفاوض الذي احتارته مصر خياراً أول منذ أكثر من عشر سنوات ..وليعلم القاصي والداني أننا لا نعتدي على أحد، وأن أثيوبيا تراوغ كعادتها وتتعنت ويصر نظامها على خلق موقف عدائي مع مصر، لأغراض سياسية ظناً منه أن مثل ذلك يمكن أن يحشد الجبهة الداخلية وراءه أو يطيل بقاءه في الحكم أو ينسي شعبه مدى عجزه عن الوفاء بتعهداته وفشله في مواجهة الأزمات الداخلية والخارجية.

لكن ما لا يدركه الآخرون أن المصريين لن يفرطوا في قطرة ماء واحدة ولن يسمحوا بتعطيش مصر هبة النيل كما وصفها هيرودوت..وأن الإرادة المصرية التي حررت السفينة الجانحة هي ذاتها التي سوف تحرر النهر من أوهام البعض فلسنا أقل من أجدادنا الذين قدسوه، وحافظوا عليه، وعرفوا حقه وفضله، ولسوف يظل هذا النهر يجري حتى يرث الله الأرض وما عليها ما دامت تجري في عروقنا دماء وما دامت قلوبنا تنبض بالحياة فإذا ما استنفدنا أدوات السياسة والدبلوماسية وما عرف عن مصر من نفس طويل في المفاوضات بحسبانها بلدا غير عدواني فلن نسمح بالنيل من حقوقها أو العبث بمقدراتها.

وصدقاً قال الرئيس السيسي إن مصر ترد على الإساءة بالعمل والإنجازات وتلك مقومات القوة الحقيقية ..وهكذا انتقلنا من قناة السويس إلى افتتاح مدينة جديدة  للدواء بالخانكة ثم إلى المتحف الحضاري المصري الذي افتتحه الرئيس السيسي وعبر عن فخره واعتزازه به حيث كتب على صفحته الرسمية قائلاً: " بكل الفخر والاعتزاز أتطلع لاستقبال ملوك وملكات مصر بعد رحلتهم من المتحف المصري بالتحرير إلى المتحف القومي للحضارة المصرية. إن هذا المشهد المهيب لدليل جديد على عظمة هذا الشعب الحارس على هذه الحضارة الفريدة الممتدة في أعماق التاريخ. إنني أدعو كل المصريات والمصريين والعالم أجمع لمتابعة هذا الحدث الفريد، مستلهمين روح الأجداد العظام، الذين صانوا الوطن وصنعوا حضارة تفخر بها كل البشرية، لنكمل طريقنا الذي بدأناه.. طريق البناء والإنسانية".

حضارة مصر لم تكن مجرد آثار اقترب صناعها من حد الإعجاز بل كانت دليلا لا يقبل الشك على إيمان المصري القديم وأخلاقه العالية، فثمة نقوش فرعونية كتبت على جدران المعابد وفي أوراق البردي تمجد العمل والعدل وتدعو لاجتناب الحرمات وتجسد اعتقاد المصريين بالحياة الآخرة الأبدية بعد الموت. ولقد آمنوا بأن إتقان العمل من الأشياء الطيبة المحببة إلى الرب ومن أجلها يكرم صاحب العمل المتميز ويخلَّد في دنياه وأخراه.

وبتأمل الآثار المصرية القديمة على تنوعها وثرائها الأخاذ نجد أنها شاهد على ما كان عليه المصريون القدماء من نظام إداري محكم يؤمن بالعمل كقيمة عليا، ويذلل العقبات أمام صاحبه حتى يتجاوز مرحلة الأداء وصولاً لمرحلة الإبداع.. هكذا كان أجدادنا يفكرون ويعملون ويبدعون ويسودون هذا العالم.

فماذا يمنع أن نستلهم روح الأجداد في حبهم للعمل وإتقانهم له حتى نصل بمصرنا الحبيبة لما تصبو إليه فتنتصر على الأزمات والتحديات والمؤامرات.

وماذا يمنع أن يحذو المسئولون حذو الرئيس السيسي الذي لا يألو جهداً في استقبال مواطنين بسطاء كادحين للشد من أزرهم وتكريمهم في رسالة لا تخطئها عين أنه لا فضل لمواطن على آخر إلا بالعمل والكد أيا ما تكن طبيعة هذا العمل ..وقد رأينا كيف استقبل الرئيس بسطاء الناس من السائرين على درب الكفاح لاسيما المرأة المعيلة وكرمهم ..وتلك رسالة قوية لكل مسئول بأن يتعامل باهتمام وتواضع مع احتياجات الناس ومطالبهم..فلم يعد مستساغا والحال هكذا أن يتعالى أي مسئول أو يستخف بردود أفعال المواطن ورضاه عما يقدم له من خدمات حكومية؛ فالموظف العام وفقاً للدستور هو خادم للشعب، يحمل على كاهله أمانة كبرى سوف يسأل عنها، وقد آن للجميع أن يتحمل أمانته وأن يكون الرئيس قدوته، وأن يترفق بحال ذوي الحاجة والبسطاء، وأن ينصف المظلومين الذين يتطلعون لحياة كريمة قوامها العدل والإنصاف وتكافؤ الفرص.

لا يتوانى الرئيس عن تكليف المسئولين بالتواصل المنتظم والفعال مع المواطنين لإكسابهم وعياً حقيقياً وإطلاعهم على واقع التحديات التي تعيشها الدولة في الداخل والخارج وما يستجد من أحداث تستلزم تكاتف الجهود، وما يجب على كل مواطن أن يفعله لمؤازرة الدولة وتعريفه بما أنجزته مؤسسات الحكومة وأجهزتها المختلفة في شتى ربوع الوطن.

التواصل مع المواطن يحصنه من الوقوع فريسة للشائعات وحرب المعلومات والتضليل، ويبقيه متأهباً لخوض المعركة الحقيقية في البناء والبقاء ومكافحة الفساد والإهمال بشتى صورهما..وعلى المسئول- أي مسئول- أن يقدم من نفسه قدوة حسنة للمواطن فيتحلى بالموضوعية الشديدة في التعامل مع قضايا الشأن العام ويتجرد عند اختيار الكوادر البشرية داخل كل مؤسسة أو وزارة أو جهة تابعة لها على نحو يسمو بقيمة العمل والعطاء والتميز و الإنصاف وتكافؤ الفرص وإسناد الأمر لأهله من ذوي الخبرة والكفاءة وليس لأصحاب الحظوة أو أهل الثقة.

المواطن وشواغله وهمومه وطموحه هو الحاضر الغائب في اهتمامات الرئيس وأولوياته..لأجله تنفذ المشروعات الخدمية والإنتاجية؛ ومن ثم يشدد الرئيس على الحكومة دوماً بضرورة تقديم أفضل الخدمات والسلع للمواطن، والاجتهاد لتطويرها والارتقاء بها والاعتماد على حلول ومبادرات مبتكرة تجابه المشكلات وتشبع الاحتياجات وتحقق الرضا العام.. ويبقى على كل مسئول أن يسعى جاهداً لترجمة رؤية الرئيس إلى واقع يلمسه الناس في حياتهم اليومية حتى ينتزع رضاهم وثقتهم؛ فأمن مصر واستقرارها معلق في رقابنا جميعاً ..فالكل راعٍ والكل مسئول عن رعيته.

كثيرة هي التحديات وثقيلة ..فكيف لأمة أن تنهض وتتبوأ مكانها بين الأمم بينما تعليمها متردٍ وصحتها معتلة وبحثها العلمي لا يجد طريقه للتطبيق والقيمة المضافة ولا يشتبك مع مشكلات مجتمعه وقضايا عصره وأولوياته الواجبة وهموم أمته وشواغل أبنائها..وهو ما أدركه السيسي جيداً وسعى جاهداً لتغييره منذ اللحظة الأولى لتوليه مقاليد الأمور حتى وصلنا لما نحن فيه من تغيير جذري في منظومة التعليم الذي بات يهدف للخروج من نفق الحفظ والاستظهار والتلقين والجمود إلى آفاق التفكير والقدرة على الاختيار والفرز والنقد والإبداع وصولاً للمنافسة في سوق العمل والإنتاج العلمي ومواكبة متطلبات العصر ومستجداته.

أما على صعيد الصحة فقد لمسنا مبادرات عديدة للرئيس لاستنقاذ المصريين من براثن المرض الذي ينهش في أجسادهم بلا رحمة وهو ما أثمر نجاحا في القضاء على فيروس سي وقوائم الانتظار في العمليات الحرجة ويبقى أن تستكمل المنظومة أركانها بتطبيق كامل لمشروع التأمين الصحي الشامل ليغطي كافة المحافظات في سنوات قليلة لنجد تحت مظلته العلاج الناجع السريع الذي لا يكلف الفقراء أي أعباء بل يحصل كل مواطن على حقه في العلاج والرعاية الصحية مهما تكن تكلفتها  ويختار كيفما يشاء طبيبه ومستشفاه طبقاً لما هو مرسوم في استراتيجية هذا النظام الشامل الذي سوف يُحسب للرئيس السيسي بعد أن عجزت أنظمة كثيرة عن مجرد التفكير فيه.                    

       المكاشفة ومصارحة الشعب بالحقائق والمشكلات هي نهج الرئيس منذ البداية ولا يترك مناسبة دون ان يبين للناس طبيعة المشكلات التي تواجه المنطقة وما يجري فيها من صراعات وما يعترضها من تحديات ومتغيرات وصعوبات كثيراً ما تجاهلتها أنظمة سابقة وربما غيبتها عمداً حتى وصلت لما هي عليه اليوم.

وربما يسأل سائل:لماذا يفعل الرئيس ذلك؟ ..والإجابة نجدها في تصريحات السيسي نفسه الذي يؤكد دوماً أنه يريد خلق رأي عام حقيقي وليس وعياً زائفاً..ولن يتحقق ذلك إلا بالمصارحة والجدية والبساطة في مخاطبة السواد الأعظم من الشعب الذي لا يدع الرئيس مناسبة دون أن ينسب إليه الفضل فيما تحقق من إنجازات وانتصارات في معارك الدولة المصرية.

التفاف الشعب حول بلده وقيادته لا يحتاج إلى دليل ومن يرد التأكد فعليه مراجعة موقف الشعب ومشاعره ما بين تألمه لجنوح السفينة ثم فرحته الغامرة بنجاح العاملين بالقناة في تعويمها، وشعوره بالارتياح بعد تصريحات الرئيس بعدم التفريط في قطرة ماء واحدة..كل ذلك يؤكد تجاوب المصريين مع قيادتهم في الأحداث الكبرى ورفضهم للشائعات التي يرددها أعداء مصر بهدف تشويه صورتها..ويبقى أن ينزل المسئولون إلى الشارع ليتجاوبوا مع نبض المواطن ويهتموا بشكاواه ومتاعبه حتى يشعر أن حكومته تحترمه وتقدره كما يفعل الرئيس الذي يتطلع إلى وطن يشار إليه بالبنان في التعليم والتنمية للبشر والحجر والنهضة الزراعية والصناعية والازدهارالسياحي الذي يليق بمكانة مصر وحضارتها التي لا تزال ملء السمع والبصر في شتى أنحاء الدنيا.