هيرمس
شايل جيل

كلام بحب

حريق نوتردام وكنوز الملك توت!!

ساد الحزن أنحاء العالم أثناء مشاهدة الحريق الهائل الذي اندلع في "كاتدرائية نوتردام" بقلب العاصمة الفرنسية.. وانخلعت قلوب محبي التاريخ والآثار أثناء انهيار البرج العلوي وسقوط أحد معالم التراث الإنساني الذي ظل مزاراً سياحياً منذ القرون الوسطي. 
لم يكن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مبالغاً حينما قال فور علمه بنبأ الحريق "أنا حزين لأن جزءاً منا يحترق".. وهو نفس الإحساس الذي شعر به من عاشوا حريق "دار الأوبرا المصرية" في 28 أكتوبر عام 1971.. أو من تابعوا تدمير آثار العراق أو حلب وتدمر في الشام.. أو هزههم حريق المتحف الوطني في البرازيل منذ عدة أشهر!! 

يتكاتف العالم والمنظمات الدولية مع الدول التي تتعرض آثارها للخطر.. ويهب الجميع للمساعدة في الترميم أو إعادة البناء حتي لا تفقد البشرية تاريخها.. كما فعلت اليونسكو حينما وقفت إلي جوارنا في إعادة ونقل معابد وآثار النوبة وأبوسمبل وفيلة التي غرقت عند بناء السد العالي.. وقد عبر الرئيس عبدالفتاح السيسي عن تضامن مصر وشعبها مع الفرنسيين.. خاصة أن التعاون الثقافي بين البلدين ممتد منذ اكتشاف حجر رشيد وفك طلاسم اللغة المصرية القديمة مما جعل العالم يتعرف علي الحضارة الفرعونية وعظمتها. 

فتح حريق "نوتردام" الباب في مختلف القارات أمام التساؤل عن ضرورة توفير وسائل تأمين وحماية كنوز التراث الإنساني خاصة أنه في دولة متقدمة مثل فرنسا فإن حريقاً في قلب عاصمتها باريس لم يتم السيطرة عليه إلا بعد أكثر من 8 ساعات وكان ذلك بوسائل شبه بدائية وتقليدية بخراطيم المياه حيث تبين لقوات الإطفاء تعذر استخدام الطائرات والوسائل الحديثة لأن سقف وجدران الكنيسة لم يكن يتحمل الثقل الكبير من المياه الذي سيلقي من الجو أو سيذوب إذا تمت المعالجة بالمواد الكيمائية.. مما يعني أنه لابد أن يقوم الخبراء ومراكز الأبحاث بدراسة إيجاد طرق وأساليب أخري تنقذ المباني التاريخية والأثرية من الحرائق أو التعرض للكوارث الطبيعية كالفيضانات والزلازل والبراكين.. وإلا فقدت البشرية تراثها!! 

علينا أيضاً في مصر.. أن نبحث ذلك خاصة أن وسائل الأمان في المتاحف والمعابد والأماكن الأثرية التي ربما تكون بدائية أو غير متوفرة وأغلبها بلا حماية خاصة الموجودة في المناطق الشعبية المكتظة بالسكان أو في الصعيد والقري أو الأماكن الأثرية المعتدي عليها حيث لا يوجد سوي حارس واحد فقط يقف علي بابها ويده تكون مغلولة لأنه لا يملك ما سيغيث به بالنجدة أو المطافئ.. وذلك بخلاف ما يقوم به اللصوص وهواة التنقيب العشوائية وعصابات تهريب الآثار!! 

الأهم.. هو التواصل مع السلطات الفرنسية والتأكد من حماية وتأمين 150 قطعة من كنوز "توت عنخ آمون" بدأ عرضها في القاعة الكبري بحديقة "لوفيليت" أحد أكبر متنزهات باريس والتي لا تبعد كثيراً عن كنيسة "نوتردام" التي احترقت فجأة بدون مقدمات.. مما يفتح من جديد ملف المعارض الخارجية للآثار المصرية وهل من الأفضل أن تجوب أنحاء العالم.. أم تظل معروضة هنا ويأتي إليها السائحون من كل مكان؟! 

حسناً فعل الدكتور خالد العناني وزير الآثار عندما قال في افتتاح معرض "توت" بباريس يوم 23 مارس الماضي أنها ستكون الزيارة الأخيرة للملك ومع أن المعرض سيستمر حتي سبتمبر المقبل.. لكن هذه القطع لن تخرج للتجول في أنحاء العالم ثانية وستبقي في المتحف الكبير بعد افتتاحه.. صحيح أنه تم بيع 100 ألف تذكرة دخول للمعرض بخلاف ما يكتب عنه في الصحف والمجلات ووسائل الإعلام الفرنسية ومازلنا في الشهر الأول ويتبقي 5 شهور.. ولكن أمان الآثار ربما أهم.. لأن ضياع أو احتراق قطعة واحدة لا يساوي كنوز الدنيا!!. 

نعم.. مطلوب دراسة "تجول الآثار خارج الديار" بعناية.. وفتح باب النقاش حول تأمين وحماية كنوزنا ضد كل المخاطر.. فلا يوجد شعب علي وجه الأرض يعيش في خير أجداده 7 آلاف سنة سوي المصريين.. فهل نحافظ علي تراثهم؟! 

سقطة إدارية.. تشجع التعصب!! 
هل يمكن أن تنحاز جهة مملوكة للدولة إلي فئة من الشعب دون الأخري؟.. أو تقوم هيئة أو مؤسسة قومية بالوقيعة بين طائفة وأخري؟. 

الإجابة: بالطبع لا.. والسبب أن ميزانيات الوزارات والهيئات والمؤسسات العامة تأتي من أموال الشعب ومرتبات الموظفين والعاملين بها يدفعها من يسددون الضرائب وهم من كل الفئات والطوائف والطبقات. 

لذلك فإن الانحياز أو التسبب في الوقيعة يعتبر جريمة في حق المجتمع.. ويخالف الدستور.. وبافتراض حسن النية فهذا الإجراء يمثل سقطة إدارية.. وقد يصل إلي حد "الغباء الإداري" لأنه يجعل باقي الفئات تعادي هذه الجهة المنحازة ويكون ما فعلته بمثابة من خان الأمانة ويزرع بذور الشقاق والخلاف والتعصب بين أبناء الشعب الواحد!! 

ستكون الخسارة الكبيرة للموازنة العامة ولإيرادات الشركة أو الهيئة أو المؤسسة إذا كانت تقدم خدماتها للمواطنين حيث ستقاطعها الفئات والطوائف التي انحازت ضدها ولن تجد من يستخدمها أو يطلب خدماتها سوي من ينتمون لمن وقفت معهم وراهنت عليهم.. فهل هناك غباء مالي وإداري يستفز المواطنين أكبر من ذلك؟! 

للأسف هذا ما فعلته شركة المحمول الرابعة المملوكة لـ "المصرية للاتصالات" التي هي شركة مساهمة تابعة للدولة فقد اختارت أحد الأندية الرياضية دون غيره لتختصه بالرعاية وبحملة إعلانية بأموال الشعب الذي تتعدد اتجاهات جماهيره لتشجيع كل الأندية الشعبية والذين فوجئوا بالانحياز إلي هذا النادي وجماهيره ومنحهم امتيازات وباقات للتحاور مع بعضهم.. بمعني أنها باعت كل مشجعي كرة القدم والرياضة المصرية لتجامل فريقاً واحداً.. وليت ذلك من "جيوب" المسئولين عن الشركة ولكن من أموال كل المصريين حتي لو كانت تعمل بقوانين الاستثمار والشركات المساهمة!! 

لا مانع لأي شركة خاصة أن ترعي بأموال أصحابها أي فريق.. ولكن شركات الدولة عليها رعاية المنتخبات القومية فقط حتي لا تعادي باقي المشجعين!! 

يحق للإسماعيلاوية والاسكندرانية والبورسعيدية وأندية المحافظات الأخري ان يطالبوا بالمثل.. وأن يتساءلوا لماذا فضلت شركتهم الوطنية جماهير هذا النادي عليهم بل ويمكنهم أن يلجأوا للمحاكم إذا لم يتم تصحيح هذه السقطة الإدارية ويقومون بمقاضاة المسئولين بشركة المحمول الرابعة التي تضيع أموالهم لصالح الفريق المنافس.. أو علي الأقل سيقول بعضهم "أبداً لن نكون معاكي.. يا وي"!! 

طقاطيق 
** لا تفوتك ليلة النصف من شعبان.. عليك بالدعاء لك ولأهلك ولبلدك وللمسلمين.. وأن يعيد الله الأقصي الأسير حتي لا ننسي أنه كان أولي القبلتين قبل أن يأمر الله ورسوله محمد- صلي الله عليه وسلم- بالتحول شطر المسجد الحرام.. يري البعض أن هناك خلافاً حول صيامها وقيامها.. أو علي الأحاديث في فضلها وتعدد الأسماء التي أطلقت عليها.. لكنهم اتفقوا علي أنها إحدي "الليالي البيض".. التي يستحب صيامها من كل شهر عربي.. وهي من أيام شعبان الذي كان النبي يكثر فيه من الصيام. ففي الحديث عن السيدة عائشة رضي الله عنها قالت: "ما رأيت رسول الله استكمل صيام شهر قط إلا رمضان.. وما رأيته في شهر أكثر صياماً منه في شعبان" رواه البخاري ومسلم. 

** لائحة الجزاءات التي أصدرها المجلس الأعلي للإعلام.. أثارت الجدل وفرقت أهل المهنة ووضعت قيوداً غير مقبولة.. وسلبت اختصاصات المؤسسات ونقابتي الصحفيين والإعلاميين.. وسوف تسقط عاجلاً أو آجلاً.. وكان من الأفضل ألا يصدر هذا المجلس قرارات مهمة خاصة أنه يعتبر في حكم من يقوم بتسيير الأعمال وفقاً للقانون.. ننتظر من الأستاذ مكرم محمد أحمد التراجع عنها وإلغاءها ليظل محتفظاً بتاريخه كنقيب للصحفيين لعدة دورات!! 

** بعد استقالة الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة.. مبروك للشعب الجزائري.. وليتهم يتعلمون من ثورات الربيع العربي.. ويتفادون أخطاءها.. مطلوب منهم الانتباه لمن يريد تفريقهم.. وليحافظوا علي وحدة بلادهم.. ويدرسوا جيداً أسباب ما يعاني منه الأشقاء في سوريا وليبيا واليمن.. فبلد المليون شهيد عزيزة علي كل عربي.. وحرام أن تتفكك إذا زرع البعض بذور الشقاق بينهم!! 

** لماذا خفت الحماس للدعوة إلي تجميل المدن.. وطلاء العمارات والمباني التي تحاصرنا علي الطرق بوجهها القبيح بطوبها الأحمر وحوائطها الأسمنتية.. مطلوب سرعة تنفيذ هذه المبادرة الحضارية.. مع ضرورة وضع مواصفات حتي لا يتشوه وجه القري والمدن أكثر.. ويمكن توحيد لون الدهان في كل حي أو شارع.. ومساهمة المحليات في التكاليف أو خصمها من رواتب الموظفين بالجهات التي تركت مساكن وأبراج تعلو عشوائياً لتشوه حياتنا.. وليتهم يعثرون علي الملاك الذين قاموا بالبناء ثم باعوا الشقق وهربوا دون طلاء الواجهات الخارجية والمداخل وتحميلهم ثمن تشطيبها حتي لا يقع العبء كله علي السكان الذين اشتروا "التروماي".