هيرمس
شايل جيل

كلام بحب 

‎عبور جديد .. لقناة السويس 

 
‎حبس العالم أنفاسه لمدة 6 أيـام .. ولم يتنفس الصعداء إلا عندما أعلنت هيئة قناة السويس عن تعويم ناقلة الحاويات العملاقة «إيفر جيفن» بعد جهود جبارة قـام بها أبطال الهيئة الذين تحدوا المستحيل وانتصروا على كل ما واجههم من صعاب .. وكأن المصريين عبروا القناة من جديد لانقاذ أهم ممر مائى للتجارة العالمية

‎ لا نبالغ إذا قلنا ان ما حدث منذ جنوح السفينة وحتى نجاح جهود تعويمها قد هز العالم بتأثيراته الإقتصادية وأدى إلـى ارتـباك الـبـورصات وأسـواق المال والذهب والبترول .. مما يؤكد أهمية قناة السويس ويدحض كل الشائعات التى كان يطلقها البعض عن تراجع دور القناة أو من يروجون لمسارات بديلة ثبت انها جميعا لا يمكن ان تنافس القناة المصرية لموقعها العبقرى و لانها أقصر الطرق البحرية بين الشرق الأقصى وأوروبا، وهذه رسالة إلى الأجيال الجديدة ليعرفوا قيمة بلدهم وقناتهم ولا يستمعون للمشككين 

‎يحق للمصريين ان يفخروا بابنائهم أبطال هيئة قناة السويس الذين استطاعوا ان يقوموا بمعجزة خلال 6 أيــام .. لم يتذوقوا خلالها الراحة أو النوم منذ جنوح السفينة وتعليق المرور بالقناة لأول مرة منذ أعاد الرئيس الراحل أنور السادات افتتاحها أمام حركة الملاحة العالمية فى 5 يونيو 1975.. وكأنهم يعيدون للأذهان تضحيات الجدود الذين حفروا هذه القناة بسواعدهم و بعرقهم ليقدموا للعالم هذه الهدية التى غيرت مسار التجارة الدولية منذ افتتحها الخديو إسماعيل عام 1869

‎من حق كل مصرى أن يفرح بانتصار أبطال هيئة القناة فى معركة التحدى حيث تمكنوا من هزيمة توقعات أكبر الخبراء الذين حددوا ان نهاية الأزمة تحتاج لما يفوق عدة أسابيع .. ولكن أبناء البلد من عمال ومهندسين ومرشدين وإداريين كانوا يعلمون ان سمعة مصر على المحك وانهم ملتزمون بتسهيل مرور 12٪ من تجارة العالم .. لذلك تذكروا ما قام به الآباء الذين اعتمد عليهم الرئيس الراحل جمال عبدالناصر ليقوموا بتشغيل القناة بعد التأميم عام 1956 وانسحاب المرشدين الأجانب .. فكان لابد ان يسيروا على خطاهم ويتحملوا المسئولية مهما كان الثمن 

‎تمنى كل رجل وامرأة وطفل فى مصر ان يكونوا مع الرئيس عبدالفتاح السيسى أول أمـس وهـو يكرم أبطال هيئة القناة، ليعبروا لهم عن تقدير الشعب لدورهم وجهودهم لرفع اسـم مصر فى العالم بعد نجاحهم فى مهمتهم المستحيلة و لانهم أخـرسـوا ألسنة الشامتين ومروجى الشائعات واثبتوا انه على مدى 152 عاًما كانت قناة السويس التى حفرها الأجـداد بدمائهم وضحى الآبـاء من أجلها مصرية و ستظل مصرية تحافظ عليها الأجيال رغم كل ما يفعله الطامعون 

‎يبدو ان هناك من لا يريدون الخير لمصر وشعبها.. و يستغلون أى حدث ليقوموا بتشويه الحقائق .. لذلك آن الأوان ان يتم نقل بث مباشر على الهواء لكافة الأحـداث المهمة التى تقع على أرض مصر .. أولاً : ليعرف الشعب ما يجرى فى بـلاده بـدلاً من البحث عنه فى قنوات أخري .. وثانًيا: ليرى العالم ما يحدث دون تهويل أو تهوين .. فاذا كانوا فى القانون يقولون ان الحكم عنوان الحقيقة .. ففى الإعلام تكون الصورة هى عنوان الحقيقة .. وفى الصحافة فالصورة ُتغنى عن ألف كلمة وعن مائة مقال 

‎لابد من تشكيل فريق عمل طـوارئ بالتليفزيون المصرى والقناة الفضائية .. ويتم نقل الكاميرات فورا عند وقوع أحداث كبرى ومتابعتها وبثها لحظيا أو انشاء قناة خاصة تقدم المعلومات من أرض الواقع ونقل الحدث على الهواء مباشرة .. وهو ما يقطع الألسنة ويقضى على الشائعات فى مهدها.. ونعلم ان ذلك يحتاج إلى موارد وتكاليف ولكن سمعة مصر وتوصيل المعلومة الصادقة للمواطن وللعالم يستحق التضحية بالمال

‎كما كانت ثقة الشعب كبيرة فى أبطال هيئة القناة وانهم قـــادرون على تحقيق المعجزات وانـهـاء أزمــة السفينة الجانحة فى أقرب وقت وبأقل الخسائر وبالحفاظ على سلامة الناقلة وعدم تلويث البيئة .. فإن الثقة أكبر فى انتهاء أزمة سد النهضة بما يتفق مع مصالح مصر وفى أقرب وقت وبلا خسائر.. وهى ثقة موجودة منذ بداية الأزمة لثقتنا فى الله وفى مصر وشعبها وجيشها وقيادتها.. فهذه مصر الكبيرة دائما ومن لا يصدق عليه العودة للتاريخ 

*****

مسحات كورونا .. وسلامة الرياضيين

‎ لابد ان نستفيد من الجائحة ونتعلم ثقافة  ‎عدم الاستهانة بالامور وكذلك لابد من أن نستعيد ثقافة العمل الجماعى والتطوعى والتكاتف أمام أى أزمة تواجه المجتمع بايجاد حلول تعاونية يشارك فيها الجميع .. لانه غالبا ما تكون تكاليف المواجهة فوق طاقة أى جهة منفردة .. علينا التضامن لان العواقب لن تكون مقتصرة على هذه الجهة 
‎وحدها او تلك ولكن الضرر يلحق بالدولة وبكل المواطنين 

‎كانت أمام اتحاد الكرة والأندية ووزارة الشباب واللجنة الأوليمبية فرصة ذهبية خلال توقف مباريات الـدورى لبحث مشكلة اجراء «مسحات كورونا» وايجاد حل سريع وعــادل يحقق ضمان الحفاظ على سلامة الرياضيين وعدم ارهاق ميزانية جهة واحدة منها.. لانه اذا لم يتم التحرك السريع واتخاذ قرار حكيم مع عودة المباريات فسوف تتعرض صحة وحياة جميع العاملين فى الحقل الرياضى للخطر 

‎ للأسف الكل يتنصل من تحمل تكاليف اجـراء المسحات ويُلقى بالكرة فى ملعب الآخـــر.. فاتحاد الكرة يرفض ويطالب الأندية باجراء المسحات على نفقتها.. وهى بدورها تعلن عدم استطاعتها فلا موارد لديها خاصة الأندية غير الجماهيرية ..  وبالطبع وزارة الرياضة لا دخل لها بالموضوع .. ويظل الرياضيون فى خطر خاصة فى دورى الدرجة الثانية والثالثة

‎وإذا كان هذا هو حال قطاع كرة القدم فماذا عن باقى اللعبات .. و هل يقوم لاعبو اليد والسلة والطائرة واللعبات الفردية باجراء المسحات .. ومن الذى يتحمل تكاليفها .. هل الأندية أم الإتحادات ؟ 

‎اذالم يتم بحث تقسيم تكاليف اجراء المسحات للاعبين  والأجهزة الفنية والحكام فى مختلف اللعبات على أربع جهات هى النادى واتحاد اللعبة واللجنة الأوليمبية ووزارة الشباب على أن تتحمل كل جهة ربع التكلفة.. وذلك بانشاء صندوق توضع فيه هـذه المساهمات ويتم الصرف منه خاصة وانه على ما يبدو فإن " كوفيد19 " سيستمر لعدة مواسم قادمة و لابد من ضمان سلامة كل المشاركين فى المنظومة الرياضية .. و يمكن زيادة تمويل هذا الصندوق من موارد أخرى مثل وضع رسم على اشتراكات الأندية ولو بجنيه واحد لكل عضو.. وعلى تذاكر المباريات عندما ُيسمح للجماهير بالعودة إلى الملاعب .. وعلى الإعلانات فى الاستادات أو أثناء النقل التليفزيونى وعلى بيع الملابس والأدوات الرياضية .. وقد يستدعى تحصيل جنيه واحد لاستصدار قانون من مجلس النواب و لا مانع من ذلك ولن يتأخر أحد عن ضمان حماية كل من يعمل فى المنظومة الرياضية.. حيث لا يمكن تعويض أى بطل أو لاعب أو مدرب أو إدارى أو حتى عامل فى غرف ملابس أى ناد .. فحياة أى فرد أهم من كل الأمـوال التى تدفع لإجراء المسحات الطبية ؟

‎ فى ظل تحذيرات الأطـبـاء من تزايد حــالات الإصابة بالفيروس خلال الأسابيع القادمة..لا يوجد أمامنا سوى تعميم «المسحات» على كل الرياضيين فى كل اللعبات الفردية والجماعية وفى كل الملاعب والدوريات للحفاظ على صحة وأرواح اللاعبين والأجهزة الفنية والإدارية والحكام .. واذا ظل كل جانب من الإتـحـادات والأندية يتنصل من واجبة ؛ فمن الأفضل ايقاف النشاط الرياضى حيث لا يمكن استمرار المنافسات والمبارايات دون ضمان سلامة المشاركين .. فلاعب واحد مُصاب ينزل إلى الملعب قد ينقل العدوى إلى فريق بأكملة