هيرمس
شايل جيل

صور من بلدي

العيد وأمنيات شبه مستحيلة

 

 

كل عام وكل المصريين بصحة وسعادة بمناسبة عيد الأضحى المبارك. في الأعياد يتبادل الناس التهاني، ومعها يعبرون عن أمنياتهم المتبادلة لما يتطلعوا أن يتحقق في العام الجديد حتى يهل العيد مرة أخرى في العام التالي.

رأيت هذه السنة أن تكون أمنياتي لمصر ولأهلي وأصدقائي وللعالم كله مختلفة، فهي أمنيات أعرف أنها صعبة التحقق، وتكاد يكون من المستحيل تحقيقها، ولكني أوردها على سبيل التسلية في العيد، مادمنا مانزال في شبه حظر بسبب الوباء اللعين الذي ضرب العالم وأقعدنا داخل أربع جدران معظم الوقت. وهنا تأتي الأمنية الأولى وهي زوال الوباء وعودة النشاط لمصر والعالم مرة أخرى، وهي أمنية أعرف أنها ستتحقق باذن الله مع مجيء عيد الأضحى العام القادم، ولكن  ما أشك أنه سيتحقق، فهو أن يتشبث العالم بالمحافظة على البيئة كما حافظ عليها ـ مضطرًا وغصبًا عنه ـ طوال ثلاثة شهور توقفت أثنائها الأنشطة الملوثة من طائرات وسيارات ومصانع ... وخلافه، مما ساهم بشكل كبير في رفع درجة نقاء مناخ الكرة الأرضية، وهذه أول أمنية شبه مستحيلة نظرًا لما نعرفه من سلوك البشر المدمر للبيئة، من أجل المكسب المادي.

الأمنية المستحيلة الثانية، هي توقف الحروب وعودة السلام التام إلى كل دول العالم، وأن ينفق العالم الأموال على الزراعة والصناعة والسياحة بدلًا من تبديد موارده على السلاح والخراب والدمار. توافقوني طبعا أنها أمنية مستحيلة جدًا في ظل توحش أرباح شركات السلاح العالمية، التي تعمل مع حكوماتها على إثارة الكراهية بين البشر في دول اخرى غير دولها، لكي تبيع وتبيع وتربح وتربح، ثم تنتج السلاح وتبحث له عن مشترين، ممن يقعون في الفخ.

والآن إلى جملة أمنيات مستحيلة تخص العرب: أن تعود فلسطين لأهلها، وتعود سوريا لمجدها، ويعود العراق لازدهاره، وتعود ليبيا موحدة، وأن يتوحد العرب وتكون لهم كلمة واحدة أمام المخاطر التي تتهددهم، وأن يشكلوا كتلة اقتصادية كبيرة تقف ندًا أمام الكتل الاقتصادية العالمية (اوروبا ـ الصين ـ الولايات المتحدة ـ روسيا...)، وتعطيهم ميزة التفاوض من مركز قوة للحصول على أقصى مكسب ممكن. 

ثم أمنيات لبلدي، مصر: أن تظل الأسعار على حالها الحالي دون زيادة حتى عيد الأضحى القادم، وأن يتم وقف أي مشروعات جديدة في العاصمة المتخمة بالبشر والتلوث، وأن ينتهي الفقر تمامًا من البلد، وأن تعود عائدات التنمية على المواطنين جميعًا، وأن يصبح الإعلام معبرًا عن جميع الآراء والاتجاهات السياسية. 

وأمنيات خاصة بالمرور والفوضى في الشوارع: أن يلتزم جيمع السائقين بقواعد المرور المتعارف عليها عالميًا، التي تحافظ على حياة البشر، وأن ينتهي الاستخدام العشوائي لآلات التنبيه المزعجة التي يلهو بها السائقون، وهي أصلًا للتنبيه في حال الخطر فقط، وأن تنتهي تمامًا مشكلة عبور المشاة في جميع الشوارع، حتى نحافظ على حياة البشر المضطرين للسير كالبهلوانات بين السيارات المسرعة في شوارع واسعة، وهي مخاطرة لا تنتهي على خير في كل الأحوال، والا يكون الحل في كباري المشاة العلوية التي تتطلب مجهودًا لا يقدر عليه الجميع خصوصًا من يضطر الى العبور يوميًا بين السكن والعمل. 

وأخيرًا أمنية شخصية، أن أعيش في الواقع وألا أشطح بخيالي أكثر من اللازم.

كل سنة وكلكم في أحسن حال.