هيرمس
شايل جيل

أزمة المفكرين

 

حيث نعني بالمفكرين من تكون صناعته الأساسية، الفكر أو الثقافة، أو من يستحوذ الاشتغال بالفكر والثقافة علي قدر كبير من طاقاته. وعلي الرغم من استشعار النخبة المثقفة لأهمية التأصيل الحضاري عموما والفكري خصوصا.....فإن محاولات التأصيل بقيت فردية مبتورة يغلب عليها الطابع الجزئي غير الشمولي. وعموما لم تستطع هذه المحاولات الفردية على الرغم من كثرتها وجدية بعضها، أن تخلق مدرسة فكرية متفاعلة ومتنامية وقادرة على إيجاد فكر عربي يتمكن من تحرير العمل العربي والمصري من تنشئته وعجزه الراهن.               

 وتكمن المشكلة هنا في عدم اجتماع النخبة المثقفة حول الحد الأدنى من إمكانية العمل الثقافي لتطوير الثقافة وتحديثها. أي أن النخبة المثقفة التي تقود التطور والتغير في بلادنا لا تبذل من العناية بتكوين رأس المال البشري، قدرا يتناسب مع عنايتها بتكوين رأس المال المادي، مما يمثل خطرا يعرقل جهود التنمية في كافة المجالات....وخاصة المجال الثقافي.

نصل من العرض السابق إلي أن المجتمع المصري يعاني من أزمة ثقافية حقيقية أفرزتها تغيرات ثقافية عالمية ينبغي أن توجه إليها الأنظار تلك الأزمة تجعل الإنسان المصري يعيش في دوامة الاختلالات القيمية، اختلط فيها الإيجابي بالسلبي ولذلك فإن بناء الإنسان المصري ثقافيا يستلزم بالإضافة إلى التصدي لأبعاد هذه الأزمة الثقافية، توفير المتطلبات الثقافية التي تمكن الإنسان المصري إذا تم تشيكله علي أساس منها من القيام بدوره في نشر ونقل وتنقية وتأصيل ثقافة مجتمعه. ولكي يقوم بذلك فإنه لابد وأن يحمل صفات ثقافية متعددة ويقع علي التربية علي بناء وتكوين هذا الإنسان بصفاته المرغوبة.