هيرمس
شايل جيل

أقول لكم

لا تصالح

 

تتشح مصر بالسوداد، يتجمد الدمع في ماًقينا ويشتعل الحزن في الفؤاد وفي الحلق غصة، وهي تودع بكل فخركوكبة من شهداء الوطن الأبرار الذين سالت دمائهم في بئرالعبد بشمال سيناء، وهم يدافعون عن الأرض والعرض، يقول تعالى: " إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى" (الكهف: 13)، لقد سطرهؤلاء الشهداء التاريخ بتضحياتهم وبسالتهم، وستبقى قصص كفاحهم مضيئة في سجلات الوطن تَخلد بطولاتهم التي ستظل حية في صفحات التاريخ بعد أن حافظوا على عقيدتهم العسكرية " الموت أو الشهادة"، ليحققوا الأمن والأمان لبلدهم، بينما جنى الإرهابيون أبناء الإخوان الشياطين الذين فجروا عبوة ناسفة في مدرعة الجيش بشمال سيناء الخزي والعار، بعد أن أسفر الحادث عن استشهاد وإصابة ضابط ، وضابط صف، و8 جنود، قدرمصرأن أن تدافع عن العالم كله في مواجهة الإرهاب الإخواني، وتقدم التضحيات لتحقيق الاستقرار والأمن على الساحتين الإقليمية والعالمية، إضافة إلى الحفاظ على وحدة الدول العربية، إنهم أبناء مصر الذين يضحون بأرواحهم، ليفوح من جثامينهم عطر الشهاد، ولم تمض سوى ساعات قليلة حتى كان القصاص فورياً وتمكنت قوات الجيش والشرطة من قتل 18 إرهابياً من التكفيريين المتورطين في تفجير المدرعة.

ولذا استطيع أن أؤكد أن مصر لن تركع أو تستلم للخونة، وترضى بعودة المأجورين إلى أرض الكنانة، لن ننسى أبداً قصيدة الشاعر العبقري أمل دنقل التي لا تموت وعنوانها " لا تصالح" والتي قال فيها بكلمات تشبه طلقات الرصاص، " لاتصالح على الدم.. حتى بدم ، لاتصالح ولو قيل رأس برأس، أكلُّ الرؤوس سواء، أقلب الغريب كقلب أخيك؟ أعيناه عينا أخيك ، وهل تتساوى يدٌ.. سيفها كان لك، بيد سيفها أثْكلك، سيقولون، جئناك كى تحقن الدماء، جئناك كن -يا أمير- الحكم، سيقولون ها نحن أبناء عم، قل لهم: إنهم لم يراعوا العمومة فيمن هلك"، ويقيني أن مصر لن تضع يدها في أيادي القتلة الذين يسعون لتحريض الشعب ضد قيادته السياسية، أبداً لن يكون هناك مجال للحوار فهل يجلس أحد من أبناء مصر الشرفاء مع هؤلاء الإرهابيين على مائدة واحدة، هل يتساوى الإخوان القتلة التي تتخضب أياديهم بدماء أبناء مصر الشرفاء، مع من يدافعون عن تراب مصر؟، هل يقبل أى وطني أن يضع يديه في أيادي المجرمين أشباه الرجال أمثال أيمن نور ومعتزمطر ومحمد ناصر وزوبع، وغيرهم من عملاء تركيا وقطر؟، إن مصرالتي ضحت بالغالي والنفيس من أجل عزتها وكرامتها والدفاع عن ترابها لا يمكن أن ترضخ لهؤلاء المارقين الذين باعوا الوطن منذ سنوات بأبخس الأثمان، فلا مجال لعودتهم لأنهم يخونون العهد والوعد ويعودون إلى إرهابهم.

إن الخيانة تسري في دماء شياطين حسن البنا مؤسس الجماعة عام 1928 ، ويعمل إعلامهم على تزييف الحقائق وترويج الأكاذيب فضلاًعن التحريض عبر قنواتهم المأجورة على قتل أبطال الجيش والشرطة، التى أصبحت مفضوحة فى مصر والعالم كله، بسبب ما تبثه من شائعات عن الدولة، حتى فيروس كورونا حاولوا استغلاله لنشر الفتنة بين أبناء الوطن، لكن أبناء مصر البواسل الذين يقفون لهم بالمرصاد سيضحون بأرواحهم من أجل نيل الشهادة دفاعاً عنها، وستظل ذكــرى الراحلين منهم نبراساً يعلمنا أن الوطن رمز للعزة، وأن الشهادة من أجل تحقيق غايتنا، وستظل مصر الساعية إلى النصر لإرساء الاستقرار في مصر والعالم كله والداعية لمواجهة دعاة الإرهاب والتخريب والتطرف، تحت ظل التلاحم بين أبناء الوطن من أجل مستقبل أفضل بعد أن ودع خيبات الإخوان بما يمتلكه من عزيمة من أجل البناء والتنمية لتبقى مصر كما كانت منذ اّلاف السنين نمراً عالمياً نتيجة ما تحقق من إنجازات في المجالات كافة خصوصاً الاقتصادية منها.

 إن تاريخ الجماعة الدموى شريط متواصل من الإدعاءات والشائعات التي يروجها إعلامهم المأجور، عبر المنصات القطرية والتركية لتخريب مصر، وهو ما يؤكد أن ماكينة إرهاب الإخوان لن تتوقف منذ سقوطهم منذ سبع سنوات عندما حكموا مصر وسقطوا بقرار من الشعب المصري الذي طردهم خارج أرضه الطاهرة، خصوصاً بعد أن أعلن قيادات التنظيم بأنهم سيواصلون استهداف الدولة ومؤسساتها ما لم يستعيدوا الحُكم، لكن إرادة الشعب كانت ولا تزال أقوى من إرهابهم وأسقطت كل مخططاتهم، بما تملكه من شباب اختار طريق التضحية والفداء من أجل أن تظل مصر صامدة في وجه عملاء تركيا وقطر من الإخوان الشياطين الذين يظنون أنهم سيستمرون في جرائمهم إلى الأبد لكن نهايتهم وشيكة وستتحطم أوهامهم على صخرة المخلصين من أبناء الوطن الذين وهبوا حياتهم من أجل أن تظل مصر صامدة في وجه الإرهاب.

والسؤال الاًن هل سيواصل الإخوان إرهابهم ومواصلة حرب الشائعات على مصر، خلال الفترة المقبلة، وأرى أنهم سيسعون للنيل من أمن واستقرار مصر، لمحاولة الضغط على الدولة للتصالح وعودة الهاربين الإخوان إلى أرض الوطن والسعى  لكسر الشعب وإسقاط الدولة، طالما تتلقى الجماعة كل هذا الدعم المالي والسياسي من تركيا وقطر وبعض الدول والجماعات المارقة، فالعلاقة بين أنقرة والدوحة من ناحية وجماعة الإخوان من ناحية أخرى لا تعتمد فقط على المصالح المشتركة بين السلطات الحاكمة في تركيا وقطرمع قيادات الإخوان، ولكن مع كل جماعات الإسلام السياسي في المنطقة العربية، نتيجة الانتماء لتيارعقائدي واحد،من أجل تحقيق رغبة "أردوغان" فى إحياء مشروع الخلافة العثمانية المزعومة، بدعم من جميع التنظيمات الإرهابية التي ولدت من رحم جماعة الإخوان وعلى رأسها داعش والقاعدة. 

كما سيسعى الإخوان إلى مواصلة العنف إرضاء للدوحة التي لها عن دور في المنطقة، إذ يشعر تميم بأنه أمير بلا إمارة حقيقية، وأن قطعة الأرض التى يطلق عليها دولة قطر هي في حقيقية الأمر قاعدة أمريكية وتالياً لا يملك من أمره شيئاً، فهو في حقيقة الأمر خيال ماًته وعميل لتركيا وإيران وكل من يسعى لإسقاط الدول العربية، ولذا فأنها ستستمر في نهجها العدواني الداعم للإرهاب في كل مكان في العالم عبر أكبر تنظيم دموي في العالم وهو الإخوان، والسبب الثالث لاستمرار إرهاب الجماعة فهو محاولة إعادة نظام حكمهم البائد الذي سقط بارادة شعبية ورغم رحيل رأس نظامهم الفاشل إلا أنهم لايزالون يروجون لـ "مظلمة" من وحي خيالهم المريض بأنهم سيعودون لحكم مصر ويتلقون الدعم من الدول المعادية لمصر من أجل تحقيق هذا الهدف.

ونأتى إلى السؤال الأهم، هل سينجح الإخوان في تنفيذ مخططهم لإسقاط الدولة؟ والإجابة مستحيل، وذلك لثلاثة أسباب أولها أن مصر لديها قائد محارب هو الرئيس عبدالفتاح السيسي، الذي لن يسمح لهؤلاء المرتزقة بالعودة إلى مصر بأي شكل من الأشكال، لأنه يعلم أنهم عصابة إرهابية قد تهدأ بعض الوقت لكنها ستسعى للعودة إلى الحياة الطبيعية تدريجياً، فضلاً عن أن أعضاء الجماعة سيعودون إلى سيرتهم الأولى مثل الأفاعى في المجتمع، تتحين الفرصة للانقضاض على الدولة، أما السبب الثاني فهو أن الشعب أصبح أكثر وعياً ولن يسمح بوجود هؤلاء المجرمين يعيشون وسط المواطنين الشرفاء لأنه يعلم مدى خطورتهم وسعيهم لمحاربة الدولة بكافة السبل، والسبب الثالث أن القوات المسلحة والشرطة أصبحا يمتلكان قوة رادعة تفوق التخيل، بفضل اهتمام الرئيس السيسي بتزويدهما بأحدث الأسلحة والاّليات، فأصبحا يمتلكان القدرة على مطاردة عناصر الإرهاب والقضاء عليها لتعود مصر خالية من الإخوان وإرهابهم.

 والدليل على ذلك أن عمليات المداهمة التي شنتها القوات المسلحة خلال الفترة الماضية تحت إشراف الفريق أول محمد  زكي، القائد العام للقوات المسلحة، وزير الدفاع والإنتاج الحربي أسفرت عن تنفيذ 22 مداهمة و16 عملية ومقتل 126 فرداً تكفيرياً عثر بحوزتهم على عدد من الأسلحة مختلفة الأعيرة وأحزمة ناسفة معدة للتفجير بشمال ووسط سيناء، كما قامت القوات الجوية بإستهداف وتدمير 228 مخبأ وملجأ تستخدمها العناصر الإرهابية بالإضافة إلى تدمير 116 عربة دفع رباعى ، وتزامن ذلك مع النجاحات التي حققتها وزارة الداخلية تحت قيادة اللواء محمود توفيق، والذي عمل رئيساً لجهاز الأمن الوطنى، قبل أن يتولى الوزارة في 30 أكتوبر الماضى في مهمته، حيث عرف بأنه فارس تحليل المعلومات والبيانات، ما مكنه من فك شفرات كثير من القضايا والتوصل إلى العناصر التكفيرية والمتطرفة واخرها الـ 18 ارهابياً في سيناء.

[email protected]