هيرمس
شايل جيل

أقول لكم 

لن يمروا من هنا

ماذا تظنون بوطن يحميه أبناؤه مثل الجبال، قلوبهم تنبض بحب بلادهم لا يهابون الموت يضحون من أجل حماية الإنسان والجدران، يشنقون الخوف بأناشيد الأمل، يتصدون للتكفيريين في سيناء ويقضون عليهم في جوف الصحراء لا يتركوهم يعبرون إلى المدن، أبطال أخذوا عهداً على أنفسهم بالتصدي للقتلة وشعارهم " لن يمروا من هنا"، لقد وثق "مسلسل الاختيار" الذي يروي قصة الأسطورة العقيد " أحمد المنسي"، قصص العديد من أبطال" كتيبة الصاعقة 103"، في فترة مهمة من تاريخ مصر ليشرح للشعب الصامد، كيف خرج الأبطال من القرى والحواري والأزقة ليحملوا مشاعل النصر على الدواعش من أجل أن يستمر البناء، كانت كلمات وأغاني المنسي لجنوده دروساً في حب الوطن ومنها " الصاعقة اتعملت للرجالة .. حد ضعيف وسطنا دي محالة"، إضافة إلى نشيد "قالوا إيه علينا" والذي أصبح أيقونة الأغاني الوطنية منذ عام 2017 وشهد رواجاً كبيراً زاد بعد استشهاد الأسطورة " المنسى" وعدد من رفاقه في معركة كمين "البرث" بسيناء.

كشف مسلسل "الاختيار" عن الفروق بين المنسي وهشام عشماوي، إذ جمعهما مصنع الرجال"الكلية الحربية"، وتخرجا فيها سوياً لخدمة الوطن والدفاع عن مقدساته، فكان الأول نموذجاً مشرفاً لمن حلف اليمين لينذر حياته فداء للدفاع عن أرضه، حيث انتقل إلى أرض الفيروز لحمايتها من الخونة، كان يقف مثل النخلة وسط جنوده يرفع رأسه في السماء يغنى لجنوده ويشاركونه الأهازيج الوطنية، يرسمون وجه الوطن العنيد، يضحون بدمائهم من أجل أن يفجر الطاقات بالأغاني الوطنية، مثلما شدا المطرب محمد منير بكلمات التفاؤل والأمل " لسه الأغاني ممكنة" من تأليف كوثر هيكل وألحان كمال الطويل، والتي قال فيها "على صوتك .. على صوتك بالغنى لسة الأغانى ممكنة ممكنة.. ولو ف يوم راح تنكسر لازم تقوم واقف كما النخل باصص للسما.. ولا انهزام ولا انكسار ولا خوف ولا حلم نابت ف الخلا.. غنوتك وسط الجموع تهز قلب الليل فرح تداوى جرح اللى انجرج اللى انجرح". 

ظل المنسى ينثر الفرح والمرح والحب بين جنوده ويزرع الكبرياء والأمل في قلوبهم، لا خيار أمامهم النصر أو الشهادة، تتجمع الأيادي لتصبح قبضة واحدة في وجوه المأجورين الذين يسعون لنشر الإرهاب الإخواني في مصر، لكنهم لا يعلمون أنهم سيواجهون الأسود الذين ينتظرونهم بقيادة المنسى ورفاقه، إنهم جبال شامخة لا تهزها الأنواء أوالأعاصير يضيئون عتمة الليل مثل المنار يقهرون الظلام يعلو صوتهم "الدواعش لن يمروا من هنا"، قلوبهم لا تتوقف عن النبض وتشتعل بحب الوطن، حتى اختار الله المنسى ليكون بجواره، استشهد أحد أبطال القوات المسلحة وهو يدافع عن الأرض ويصون العرض، وزاد حب المصريين له بعد  رحيله، إنه شهيد مصرالذي حمل السلاح حتى الرمق الأخير من عمره في مواجهة المأجورين.

أما هشام عشماوي، فقد اختار طريق الخيانة، حيث قاد الإرهابيون خلال 9 سنوات لتنفيذ العشرات من العمليات الإرهابية في مصر و سوريا و ليبيا،  قتل خلالها المئات من الأبرياء، تحالف مع العديد من التنظيمات الإرهابية وأسس الكثير منها بعد أن اختار طريق الضلال وتم القبض عليه في ليبيا وتسلمته مصر لتنفيذ عقوبة الإعدام عليه بعد أن نشر الفساد في الأرض، هكذا تحول مسلسل الاخيار إلى أيقونة الأعمال الدرامية في شهر رمضان بعد أن أظهر بطولات الأسطورة أحمد المنسي لتظل نبراساً يضئ الطريق للأجيال المقبلة للانتصار على كل خائن للوطن .

من ينسى الأغنية التي سطر كلماتها إبراهيم رضوان، وشدا بها المطرب العبقرى محمد نوح " مدد مدد مدد شدى حيلك يابلد، ان كان فى أرضك مات شهيد، فيه الف غيرة بيتولد، مدد مدد مدد مدد بلدى يابلدى ياحبيبتى راجعة زى طير راجع لحضن الصحاب، ياسينا مانسينا الى فات ياغلى أغلى الذكريات، قمر الرجوع فرد القلوع ولاعادش ياسينا فراق، راجعين بدون حزن ودموع نفرش رمالك بالضياء ياسينا ووجودك سند مدد مدد مدد"، وأرى أن الشهيد يولد غيره مليون على أرض مصر، وليس ألف فقط، صدقوني لن تجف أقلامنا من التعبير عن حب الوطن، ولن تهدأ جذوة العشق لأرض الفيروز، ستظل كشعلة نار، حتى يصل العمار إلى كل شبر من أرضها، لاتــكِـلّ قبضتنا من البناء، فأرض سيناء حبلى بالأحلام والإنجازات يشنق أبطالنا البواسل من رجال الجيش والشرطة الخوف بالأغنيات ليعلو ويعلوالبناء برغم الدماء الطاهرة التى تسيل على أرض الأجداد ومهد الحضارات.

لم يستطع الإخوان كلاب النار أن يتحملوا بطولات المنسى ورفاقه في مسلسل " الاختيار" وراحوا يهذون بكلمات غير مفهومة مثل المجاذيب الذين يسيرون في الشوارع وحول أضرحة الأولياء الصالحين، يطلقون البخور ويمدون أياديهم يطلبون " اللى فيه النصيب"، إذ حاول الموتور محمد ناصر بث السموم من القناة الإخوانية المشبوهة التي يعمل فيها، وطالب للمصريين بتجنب ‏مشاهدة المسلسلات خاصة "الاختيار"، مشككاً فى موافقة أهل الشهيد ‏المنسى على إنتاج المسلسل الذي يتناول بطولاته وحياته الشخصية وكيف كان يتسم بالرقي في تعامله مع الجميع، لأن هذا المذيع المأجور يعلم أن المصريين يعشقون جيشهم ووطنهم، وأن هذا العمل قوة ناعمة تزيد المصريين حباً لوطنهم، وتقف حائط صد ضد أفكار الإخوان المتطرفة التي سعت لهدم مصر بعد ثورة 30 يونيو، لكن شعب مصر قضى على أحلامهم في إعادة دولة الخلافة وطردهم خارج مصر لكنهم لا يكفون عن بث سموهم من هذه القنوات.‏

الرئيس عبدالفتاح السيسى، تحدث بنفسه عن الفارق بين المنسى شهيد القوات المسلحة، والإرهابي عشماوي، الذي أُعدم في مارس الماضي، قائلاً : "ده ضابط وده ضابط، والاثنين كانوا مع بعض في فرقة واحدة، الفرق بينهم إن واحد منهم اتلخبط وخان، والآخر استمر على العهد والفهم الحقيقي لمقتضيات الحفاظ على الدولة المصرية وأهل مصر"، واختتم: "منسي بنصفق له وبنبص له بملء العين، والتاني خان و نال الجزاء الرادع"، هكذا أوضح الرئيس الفرق بين الإثنين ليعرف كل شخص كيف يحاقظ على وطنه أمام هؤلاء المجرمين الذين لا يكفون عن نشر الفتنة يظنون من مجموعة من الخونة أمثالهم يمكنهم الانتصار على دولة بحجم مصر صاحبة التاريخ والحضارة.

وأقول لكم، إن قيادات تنظيم الإخوان الإرهابي يعلمون انه بلا مستقبل بعد ثوررة 30 يونيو، إذ لم يبق منه سوى قيادات متهالكة داخل السجون وخارجها في أوروبا، فضلاً عن عدد من القنوات التليفزيونية في تركيا وقطر، ولذا تسعى لإثبات وجودها من خلال تنفيذ عمليات إرهابية خصوصاً في سيناء، ومن الممكن أن تًطلق رصاصة الرحمة على هذه الجماعة في حال توقف الدعم الذى تحصل عليه هذه الجماعة من أنقرة والدوحة  ودول أخرى، خصوصاً السياسي والمالى، ونحن ننتظر أن تعيد هذه الدول النظر في مواقفها لتكتب شهادة الوفاة للتنظيم، ويعيش العالم في مجتمعات نظيفة بدون قمامة أو إخوان.

[email protected]