هيرمس
شايل جيل

نبضات فكر

امهات المؤمنين 2

(جويرية ) بمعنى الوردة أو النعمة من الله وهى جويرية بنت الحارث ابنة زعيم اليهود فى قبيلة بنى المصطلق ، كانت هذه القبيلة تقيم بجوار المدينة وكانت هذه الفئة من اليهود قد انقضوا عهد سبق ابرامه بعد موقعة الخندق وهم (حى خزاعة ) جمعوا لقتال الرسول (صلى ) فسار اليهم فى جيش جرار فى السنه السادسة للهجرة وانتصر عليهم وعاد بنصر من الله يحمل الغنائم والسبايا من يهود بنى المصطلق ووزعت على المسلمين .

وقعت جويرية من نصيب احد المسلمين ويدعى (ثابت بن قيس ) فعرض عليها امر افتدائها بمقدار تسع اوراق من الذهب فكاتبته على نفسها بهذا المبلغ ليطلق سراحها فأبى الا ان يستلم اولا الفداء ولما كانت لا تمتلك الفداء لانها سبية توجهت الى الرسول (صلى ) فقالت :يارسول الله انا بنت الحارث بن ابى ضرار سيد قومه وقد اصابنى من البلاء مالم يخفى عليك ووقعت فى سهم ثابت بن قيس وكاتبته على نفسى فجئتك على امرى فتأثر الرسول واخذته الشهامة العربية لينقذسيدة تلوذ به وكانت من قبل سيدة فى قومها وتلجأ اليه ليخلصها من عار  (السبى والرق ) بما يدفعه من مال فداء لها .

وردت على النبى خواطر سماوية فيها الخير والعطف والسياسة والحكمة وقال لها هل توافقى ان ادفع كتابك واتزوجك ؟ قالت :نعم وكان قبولها ذاك حصافة ورجاحة عقل ، وهناك روايات اخرى تقول ان اباها هو من حدث الرسول (صلى) مهما كانت الوسيلة تحقق الهدف وفديت من( ثابن بن قيس ) بعد ذلك اسلمت وحسن اسلامها واسلم ابوها واطلق المسلمون سباياهم واسراهم من بنى المصطلق اكراما لاصهار الرسول ، كانت اعظم امراة على قومها بركة فقد اعتق بزواجها من الرسول أهل مائة بيت من بيوت (بنى المصطلق ) وقد سماها الرسول (صلى ) جويرية ) بعد ان كان اسمها (برة) بمعنى الثمرة الجافة .

كان زواج الرسول من جويرية اليهودية تشريعا للمسلمين فى اباحة الزواج من اليهوديات حتى لو بقيت الزوجة على دينها بعد الزواج وهو تشريع بالزواج من (الكتابيات ) وهو عملا سياسيا عظيم الاثر والفائدة وتصرف لبق من ام المؤمنين (جويرية) .. بفضل هذا الزواج دخل كثير من يهود بنى المصطلق الاسلام وحدثت مودة بينهم بسبب المصاهرة .

كان غرض الرسول من ذلك الزواج ليس تحرير الاجساد فقط بل ان ينتصر على الارواح ايضا ويمتلك القلوب ويملائها بحب الله ، فقد كان الزواج نصرا معنويا سرعان ماظهر اثره فى تحرير المسلمين لبنى المصطلق من الاسر والسابيا اصهار النبى وطالبتهم الحياة بعد ذلك الايتهاونوا فى رد الجميل للنبى (صلى ) .

توفيت السيدة جويرية عام خمسين للهجرة فى غهد معاوية بن ابى سفيان ودفنت بالبقيع .