هيرمس
شايل جيل

افريقيا والأمن الغذائى (2019) .. لا تزال التحديات مستمرة 

استضافت  "القاهرة" فى اواخر اكتوبر 2019 احتفالا افريقيا حمل الكثير من الدلالات والمؤشرات، وناقش العديد من القضايا والاشكاليات، وهو الاحتفال باليوم الأفريقي العاشر للأمن الغذائى والتغذوى المعروف اختصارا "ADFNS"، والذى يعد بمثابة نقطة تجمع لتكثيف الالتزامات السياسية والمالية على جميع المستويات في إفريقيا من أجل مواجهة التحديات الحالية المتمثلة في انعدام الأمن الغذائي والتغذوي في القارة السمراء، حيث ترجع بدايات الاحتفال بهذا اليوم إلى يوليو عام 2010، حينما تم الإعلان عنه من جانب رؤساء دول وحكومات الاتحاد الإفريقي، تقديرًا لأزمة الجوع وسوء التغذية غير المقبولة والمزمنة في إفريقيا، وتم إطلاق اليوم الاول في ليلونغوي، بمالاوي، في 31 أكتوبر 2010، وتم الاحتفال به سنويًا منذ ذلك الحين. 

وقد انعقد احتفال هذا العام الذى نظمته المفوضية الافريقية بالتعاون مع الحكومة المصرية، ووكالات الأغذية التابعة للأمم المتحدة، والشركاء المنفذين الآخرين، بهدف مناقشة الطرق وآليات تطوير التقنيات الزراعية الجديدة لمعالجة الجوع وسوء التغذية، فى ضوء ما أشارت إليه العديد من الدراسات بأن الجوع وسوء التغذية قد ارتفع في إفريقيا بدلًا من الحد منه، وذلك وصولا إلى تعزيز المسئولية الجماعية تجاه زيادة الوصول المستدام إلى أغذية آمنة ومغذية وصحية بين بلدان إفريقيا، حيث أكدت الدراسات على أن إفريقيا تحتاج إلى شراكات مع القطاع الخاص ومنظمات المجتمع المدني والشركات لاكتساب الخبرة والحلول العملية والسماح للدول الافريقية بدعم رواد الأعمال والاستثمار لمواجهة قضية الغذاء. 

وفى هذا الخصوص لا يمكن اغفال كلمة رئيس الوزراء المصرى فى هذا الاحتفال التى حملت محورين رئيسيين مثلا فى حقيقة الامر رؤية اجمالية لقضية الغذاء فى القارة الافريقية، هما: الاول أن القارة تواجه تحديات كبيرة نتيجة تزايد الفجوة الغذائية بين الانتاج والاحتياجات الاستهلاكية، وهذه الفجوة ناتجة عن المشاكل المرتبطة بادارة موارد القارة المائية وكذلك بالزيادة السكانية. أما المحور الثانى فيتمثل فى ضرورة تعزيز استخدام التكنولوجيا الزراعية الحديثة فى تطوير النظم الغذائية مع تعزيز الامن المائى، وان النجاح فى تحقيق ذلك يتطلب ادارة مشتركة للحكومات والشعوب الافريقية من خلال وضع دستور متكامل لسلامة الغذاء يتم تطبيق معاييره وآلياته بحيادية وشفافية فى جميع دول القارة. 

ما نود أن نخلص إليه هو أن تحقيق التنمية المستدامة لدول القارة الافريقية لن تتحقق إلا من خلال تعظيم جهود دول القارة؛ حكومات وشعوب، وإدراكهم أن استكمال ما تحقق من جهود بعد قطع شوط طويل على مسار تحقيق أجندة 2063 وتحقيق اهداف التنمية المستدامة، يظل رهنا بالعمل الإفريقى المشترك.

------

رئيسة وحدة الدراسات الاقتصادية والمالية 
بمركز الحوار للدراسات السياسية والاعلامية