هيرمس
شايل جيل

البنية التحتية ساحة للتعاون المصرى الافريقى

فى منتصف ابريل الجارى (2019) تشهد العاصمة المصرية فعالية جديدة ضمن فعالياتها التى تنظمها مع رئاستها للاتحاد الافريقى هذا العام والتى شهدت زخما مضاعفا ساهم بلا شك فى تعزيز العلاقات المصرية الافريقية، حيث تم اختيار مصر لتكون البلد المضيف اجتماعات الدورة العادية الثانية للجنة الفنية المتخصصة للنقل والبنية التحتية العابرة للقارات والطاقة والسياحة، تلك الدورة التى تعقد تحت عنوان :"تطوير البنية التحتية الذكية لتعزيز التكامل والتكامل القارى فى إفريقيا"، وهو ما يعطى دلالتين مهمتين: الاولى أن اختيار مصر لعقد هذه الدورة تأكيدا على صحة الرؤية التى تنباها الرئيس عبد الفتاح السيسى حينما طالب فى جميع خطاباته وتصريحاته وكلماته ضرورة العمل على تدعيم اواصر التعاون والتقارب مع دول القارة الافريقية كونهم العمق الاستراتيجى للامن القومى المصرى. أما الدلالة الثانية، تعكس الدور المهم الذى تلعبه الدولة المصرية فى دعم ومعاونة الدول الافريقية فى تطوير مجال بنيتها التحتية كمحور رئيس من المحاور التى يضعها الاتحاد الافريقى على اجندته التنموية. 

وانطلاقا من هاتين الدلالتين التى ربما يغفل الاعلام بوسائله وادواته عنها، يصبح القاء الضوء علي هذا الحدث خطوة مهمة فى مسار تعزيز العلاقات المصرية الافريقية ذلك المسار الذى شهد سرعة فى وتيرته بما يتطلب الامر أن تكون كافة الاجهزة والهيئات المصرية وخاصة المتعلقة ببناء الانسان المصرى وتحديدا اجهزة التربية والتعليم والاعلام والثقافة، على قدر كبير من الادراك لحجم المسئولية وثقلها حتى تتؤام مع متطلباتها فى تعزيز الشعور والانتماء بين ابناء القارة بمختلف تشكيلاتهم حتى لا يكون هذا التعاون على المستويات الرسمية فحسب بل على المستويات الشعبية كذلك بما يعيد ترسيخ العلاقات بين كافة دول القارة بعدما اصابها شيئا من الوهن على مدار العقود الماضية. 

------------

رئيس وحدة الدراسات المالية والاقتصادية بمركز الحوار للدراسات السياسية والاعلامية