هيرمس
شايل جيل

علينا ان نتعلم ان نغفر لانفسنا

تمر بنا الايام لتلقننا من الدروس ما تلقننا ... 
بعض الدروس سهلة بسيطة ، تمر علينا مرور الكرام دون ان نتكبد منها عناء كبيراً ، دون ان تترك فينا أثراً ولو طفيفاً 
والبعض الاخر منها عسير معقد ، يستنفد طاقتنا ، ويمتصها ويظل أثرها محفوراً بداخلنا ، لا ننساه ما حيينا ولا تخفى ندوبه عن أعيننا مهما أدرنا وجهنا عنها .... 
وأصعب تلك الدروس هو ذاك الدرس الذى نتعلم فيه كيف ننسى ، كيف نغفر وكيف نسامح .... 
كيف نطوى صفحة فى كتاب حياتنا اًو نقطعها من بين الصفحات الاخرى ونلقيها وراء ظهورنا ، لنفسح المجال لصفحة بيضاء جديدة نسطر فيها أحداث اقل إيلاماً اقل وجعاً  .... 
وقد تظن للوهلة الاولى انى اقصد بحديثى هذا ، القدرة على مسامحة الغير و الغفران لهم
وعلى الرغم من أننى لا اشكك فى صعوبة ان تسامح من اساء اليك وتغفر لمن أخطأ بحقك -وبالأخص ان كانت لديك القدرة على إيذائه ورد الصاع صاعين - الا ان تلك المسألة اهون وارحم بكثير من المغفرة والمسامحة التى أقصدها 
فما أقصده وأشير اليه هو قدرتنا على مسامحة أنفسنا على أخطاء قد اقترفناها فى حق ذاتنا وقدرتنا على ان نغفر لنا ذلاتنا ،كبواتنا ، هفواتنا ، قراراتنا التى لم تكن فى محلها 
ان نجد بداخلنا القدرة على المضى قدماً ، دون ان نقف كثيراً على اعتاب أبواب الندم والخذى 
نطرقها بحسرة وانكسار لعل العفو يأتينا مجيباً 
ان نتجاوز عن إساءتنا لنا ، 
ان نكف عن جلد أنفسنا كلما اختلينا بها ، فالجلد لا يزيدنا سوى ألم فوق الألم
ان نتوقف عن الشعور بالحسرة على ما كنّا عليه وما وصلنا اليه بعد ارتكاب كل تلك الهفوات .... 
يا له من أمر شاق ، ان نغفر لانفسنا ، وطريق الوصول اليه طويل ، معتم و مضنى .... 
قد نتوه فيه ونضل السبيل لايام ، لأشهر ، لأعوام ... من يدرى !؟ حتى اننا قد لا نصل أبداً الى منتهاه 
ويكتب علينا الضياع والتيهة الى آخر العمر !!!