هيرمس
شايل جيل

أبو السينما المصرية

تقاس حضارة الشعوب بماضيها وتاريخها وإنجازات روادها وتقدير دور القوة الناعمة بها. ولسنوات طويلة لم يكن هناك تكريم يناسب قيمة فناني الزمن الجميل. ولكن المفرح هو تبدل الأوضاع بشكل واضح. 


فمن داخل أروقة المجلس الأعلى للثقافة تجمع حشد كبير من الفنانين والأدباء لحضور حفل توقيع كتاب "حسين رياض.. الفنان صاحب الألف وجه" إعداد وتوثيق الدكتور عمرو دوارة بحضور فاطمة حسين رياض ابنة الفنان الراحل وفاءًا منها وتكريمًا لاسم والدها. وبحضور وزيرة الثقافة إيناس عبد الدايم التي أصدرت قراراً بطباعة الكتاب على نفقة الوزارة تقديرًا لفنه وتخليدًا لاسمه وتوثيقًا لتاريخ قامة فنية عظيمة وكمساهمة من الوزارة في التكريس لقيمة فناني الزمن الجميل.


ورغم أنه الكتاب رقم 27 للكاتب المبدع عمرو دوارة إلا أنه بذل فيه مجهود ضخم، فقد واجه صعوبة في محاولة التجرد من حبه الشديد لحسين رياض ليقدم للقارئ معلومة موضوعية وموثقة بعيدًا عن التأثيرات العاطفية.


أجمع كل الفنانين اللذين عملوا مع حسين رياض على أنه فنان بدرجة إنسان. وتحدث كل من رشوان توفيق، سميحة أيوب، سميرة عبد العزيز، مديحة حمدي، لبنى عبد العزيز، رجاء حسين، عايدة كامل عن مواقف كثيرة حفرت داخلهم مشاعر امتنان وحب كبير له. وأجمع الكل على تميزه في أداء دور الأب الذي ابدع فيه وقدمه بشكل سلس وعميق، بسيط ومتقن لذا استحق أنه يلقب بأبو السينما المصرية.


مجهود سنة ونصف وثق فيه حارس ذاكرة المسرح الدكتور عمر دواره عبر ثمانية فصول لنشأته والمناخ الذي أثر فيه وسيرته الفنية وأعماله وإسهاماته الفنية في المسرح والسينما والتليفزيون والإذاعة والتي تعد بالمئات وشهادات زملائه عنه. بمساندة ابنة الفنان فاطمة حسين رياض وتقديمها كافة الصور والوثائق ليخرج العمل للنور ليس هذا فحسب بل أعلنت أنه سيتم إهداء نسخ منه إلى مكتبات جميع المراكز الثقافية في مختلف أنحاء مصر.


تحية تقدير لقيادات وزارة الثقافة الفنان المخرج خالد جلال، والدكتور هشام عزمي أمين المجلس الأعلى للثقافة الذي أكد أن عنوان الكتاب الألف وجه ما هو إلا تعبير عن تنوع أدوار الفنان ومهارته في أدائها كلها. ولاقتراح الأديب يوسف القعيد بتسمية اسمه على أحدي الدفعات وللفنان أشرف ذكي الذي أكد أهمية هذا الكتاب.


وبعد مرور أكثر من نصف قرن على رحيل حسين رياض، تبقي عباراته خالدة مثل ’’أنت اللي هتغنى يا منعم‘‘ ويبقي كفنان أسس لمدرسة فنية احترافية. وحفر بأظفاره في الصخر ليصنع فنًا وإبداعًا وإمتاعًا يُسجل لجيل الرواد اللذين أثروا الحياة الفنية بأعمال خالدة. وتكريمه ما هو إلا لفته كريمة من مستنيرين وقادة رأي يحولون الذكرى إلى تاريخ.