هيرمس
شايل جيل

إلى الصين ... وزيرة في مهمة استثنائية


في الوقت الذي تغلق الدول حدودها مع الصين تحسبا للإصابة بفيروس كورونا، وفي الوقت الذي يلتقي فيه مسئولي بعض الدول نظرائهم الصينيين بكمامات خوفا من الإصابة بكورونا، ووسط حالة الذعر التي تسيطر على العالم لما حدث في الصين كمنبع لانتشار الفيروس، غردت مصر خارج السرب. 

تغريدة مصر تحمل العديد من الرسائل فهي في المقام الأول سياسية وإنسانية وتضامنية، فزيارة وزيرة الصحة كممثل رسمي عن الدولة المصرية في هذا التوقيت يمكن أن تدرس في العلاقات الدولية. وتأتي هذه الزيارة لتعلن بها الدولة المصرية عن رغبتها مد يد العون والتضامن مع الشعب الصيني في محنته. 

وهو ما سيأتي في القريب بمردود إيجابي على مصر. سيأتي الوقت وتتعافى الصين مما حدث، سيتم تصحيح الأوضاع وستعود مرة أخرى وبقوة للإنتاج كمصنع العالم. وقتها ستتذكر الصين أصدقائها الدوليين ومواقفهم النبيلة معها.

وهذه السيدة مقاتلة، لتقبل المهمة وتذهب في هذا الوقت. ولا أظن أبدا انها أجبرت على الزيارة إنما أقدمت للذهاب بكل رضا وجرأة، لتحقق مصر انتصار سياسي انساني سيكتبه التاريخ بسطور من ذهب. 

رغم أنها واحدة من أكثر المسئولين اللذين تعرضوا لنقد وسخرية واتهامات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وكأن هناك ميليشيات افتراضية كل تركيزها هو انتقاد تصرفاتها فمرات يتم اجتزاء كلامها ومرات أخرى يتم تحميله بأكثر مما يعني. لكن فكرة انتقادها الآن وهي تمثل الدولة المصرية تستغله لجان مشبوهة تستهدف في ظاهرها السخرية من الوزيرة والتعامل مع سفرها كمادة للضحك والتسلية ولكن في باطنة هو يسعى لتصدير صورة سلبية عن مصر وعن عدم كفاءة مسئوليها، وعلى المدى البعيد يسعى لضرب السياحة والاستثمار.

قد يشارك البعض على سبيل التسلية في التعليقات الساخرة، ولكنهم دون قصد يساعدون أعداء الوطن ويعطونهم مادة سائغة لمحاربة الدولة المصرية. انه الوقت لنصطف فيه معا خلف القيادة السياسية ، مثمنين هذا التصرف النبيل للدولة المصرية وهذا الموقف الجاد للوزيرة ولكل من يعمل بأمانة من أجل رفعة الوطن الغالي.