هيرمس
شايل جيل

الصين .. إدارة السمعة ودبلوماسية الذئب المحارب

منذ أن ظهر فيروس كورنا في الصين، أصيب العالم بالذعر. ومع انتشاره بشكل واسع صرح مسئولو دول عدة تصريحات سلبية ضد الصين، متهمين إياها بنشر الفيروس للعالم. وتزامناً مع مناقشات مرتبطة بتخليق الصين الفيروس أو بتسربه من معمل ووهان، تصاعدت حدة الاتهامات ضد الصين واصطفت دول أكثر بجانب أمريكا لتحملها مسئولية تفشي الجائحة وتطالبها بدفع فاتورة خسائرها.

في البداية حاولت الصين الرد على الاتهامات بتجميل صورتها مستخدمة ما يمكن أن يسمى ’’دبلوماسية الأقنعة‘‘ إذ قامت بتصدير الأقنعة والمستلزمات الطبية لدول العالم، بل وضاعفت انتاجها منها 12 ضعف لترسخ لصورة كبري أنها مصنع العالم. 

استخدمت هذه الدعاية سياسياً، لتعزز مكانتها الدولية. وأرسلت خبراء وأطباء لدول مختلفة لمساعدتها على التصدي للجائحة. وبالفعل نجحت هذه الدعاية في تحسين صورة الصين إلى حد ما. ولكنها لم توقف تصاعد الاتهامات ضدها.  

فانتقلت إلى المرحلة الثانية في إدارة سمعتها مستخدمة ’’دبلوماسية الذئب المحارب‘‘ وهي مسماه عن فيلم ضخم انتجت الصين منه جزئيين في عام 2015 و2017. بطولة وو جانج وتدور احداثه حول جندي من القوات الخاصة الصينية يقوم بقهر المرتزقة الأمريكيين في إفريقيا وآسيا.

وردا على تصاعد الاتهامات لها، وتحميلها مسئولية جائحة كورونا، استخدمت الصين دبلوماسية الذئب المحارب بعواصف دبلوماسية دفاعية إذ جيشت الدبلوماسيين الصينيين للرد بنغمة أكثر حدة دفاعاً عن الصين. 

ورغم عدم استخدام منصات كفيسبوك وتويتر في الصين إلا ان هؤلاء الدبلوماسيين المنتشرين في كل العالم استخدموا هذه المنصات لتشكيل الصورة على أنها دولة قوية، سترد بقوة على من يتهمها. 

فعلى سبيل المثال لا الحصر، علقت السفارة الصينية في سريلانكا على تويتر، "أنه عندما ينشر الغربيون آرائهم، تسمى حرية التعبير، مهما كانت خاطئة. عندما يقول الصينيون شيئًا مختلفًا عنهم، يطلق عليه حملة تضليل. معايير مزدوجة".

 كما شن دبلوماسيون صينيون انتقادات للهند ردا على دعواتها بتقديم بكين تعويضات عن كورونا، قائلين إن مطالب التعويض "سخيفة " وفي فنزويلا، غرد دبلوماسيون صينيون بأن المسؤولين يجب أن "يضعوا قناع الوجه ويصمتوا". ردا على قولهم أن أنه فيروس "صيني" أو "من ووهان".

والغريب أن طريقة الصين في إدارة الأزمة تغيرت فبدلا من طريقتها المعتادة في عدم إظهار قدرتها الذاتية والتحرك بصمت أعلنت مؤخراً صحيفة  People Frontline التي يديرها جيش التحرير الشعبي الصيني "تخلصوا من أوهامكم واستعدوا للقتال".

فالصين لم تعد في موقف خضوع ولن تستخدم النبرة الدبلوماسية الرخوة من جديد. وبينما يلقي فيروس كورونا بظلاله على الجغرافيا السياسية تتصاعد نبرة الردود الدفاعية لتصبح عدوانية وهجومية وأكثر حزماً، لإبراز الصين كقوة عظمى تقود المعركة العالمية ضد جائحة كورونا. وأيضاً لإدارة سمعتها وملء فراغ قيادة العالم ولكن نتمنى أن تبقى الأمور في حدود التصريحات ولا يفعل الذئب أكثر من إظهار أسنانه، فالعالم يحتاج إلى السلام.