هيرمس
شايل جيل

الدراما بين السرقة والاقتباس

أثارت الكاتبة السعودية نور عبد المجيد مؤخرًا في منشور لها عبر فايسبوك اختطاف روايتها "لاسكالا" وتحويلها لمسلسل "حكايتى" مع تغيير الأسماء والأماكن ثم خرجت عبر قناة العربية معلنة لجوءها للقضاء وفي الوقت نفسه أكدت الإعلامية سارة الدندراوي محاولتهم للتواصل مع المؤلف محمد عبد المعطي الذي لم يرد بسبب انشغاله. 

كما ظهرت تعليقات جماهيرية واسعة حول أن بعض الأعمال الدرامية ليست مصرية بل مأخوذة عن أعمال أجنبية. فعلى سبيل المثال مسلسل "زي الشمس" مأخوذ عن فورمات إيطالي بعنوان"Sorelle" ومسلسل "ولد الغلابة" مأخوذ من Breaking Bad، وقبلها عدد كبير من الأعمال على سبيل المثال لا الحصر، مسلسل "اسم مؤقت" فكرته مأخوذة من فيلم Unknown للنجم ليام نيسون، ومسلسل "حلاوة الدنيا" و"ليالي أوجيني" و"جراند أوتيل" مأخوذ من دراما أسبانية، و"هبة رجل الغراب" مقتبس عن الدراما الأميركية Betty Ugly، ومسلسل "لعبة الموت" من فيلم "النوم مع العدو". 

البعض برر فكرة نقل تيمة وقصة الأعمال الدرامية كفورمات ثم إضافة تفاصيل تتناسب والروح المصرية بأنها محاولة لمحاكاة أعمال ناجحة. بينما رأي البعض أنه يعكس حالة ارتباك وإفلاس فكري واستسهال فجزء من القيمة الإبداعية للعمل هو أن يكون أصيل أي ليس مستنسخ ومنقول.

بداية ظهور فكرة الفورمات في الأعمال الدرامية كانت في البرامج المأخوذة من النسخ الأجنبية ليتم إعادة تقديمها بنفس شكلها بموافقة منتجيها الأصليين ولكن بنسختها العربية. مثل برنامج من سيربح المليون وبرنامج "ستار أكاديمى" وبرنامج Arabs got talent  وبرنامج The voice.

وبسبب الرغبة في تحقيق مكاسب مالية بأقل التكاليف ومع زيادة أسعار المسلسلات المدبلجة بدأ المنتجين البحث عن أعمال أجنبية ناجحة يمكن نقلها كفورمات. 

ولكن تبقي قضية أن البعض يأخذ الفورمات كحجة، لنحت نفس العمل بنفس اللقطات والمشاهد وحتى بوستر العمل الأصلي دون حتى الإشارة لاسم العمل الأصلي المأخوذ منه وهو ما يعتبر سرقة. فعدم أخذ تصريح من أصحاب العمل الأصلي حفاظًا على حقوق الملكية يعتبر اغتصاب للحقوق.

ورغم ضعف الإبداع، والنقل بسبب الإفلاس الدرامي، تبقى القضية الأهم وهي استباحة سرقة الأعمال الدرامية!. فالجمهور ليس ساذجًا إذ يكتشف أثناء عرض الأعمال المسروقة أنها منقولة نقل المسطرة من دراما أجنبية، بل ويقارن بين اللقطات المأخوذة حرفيًا من العمل الأصلي.

ألا تكفي الوعكات الصحية التي أصيب بها الإبداع؟ ألا يكفي إنتاج عمل بدون روح، غير قادر أن يمس الوجدان، ليس له تأثير؟ هل أصبح التبجح في السرقة شيء عادي؟ 

من ينقذ الفن؟ من يحيي الإبداع؟ من يقف ضد التسطيح؟ من يضبط المشهد؟ لعلنا نجد الإجابة في أحد مسلسلات "الخيال العلمي" ، طبعًا غير المسروقة!!!