هيرمس
شايل جيل

رمضان محبة

بدأت ريموندا وزملاؤها في تجهيز الأكياس مبكرًا، وقفوا بالتوالي ليكون كل شخص مسئولا عن وضع أحد المكونات داخل الكيس. البعض وضع علبا كرتونية مستطيلة والبعض وضع أكياسا مغلفة والبعض وضع حبات كبيرة داخل الكيس. والأول يناول الثاني وهكذا إلى أن أتموا العمل. 

ارتدوا الملابس المطبوعة لهذه المناسبة وفي تمام الساعة السادسة والثلث خرج حوالي 30 شابا وشابة في محيط جمعيتهم داخل شوارع شبرا يحملون أكياسا بها عصير وبسكوت وبلح ليقوموا بتوزيعها على أخوتهم المسلمين المارين بالشارع قبل موعد الإفطار. 

ريموندا فاقدة البصر وكذلك أخوتها ولكنهم غير فاقدين البصيرة. فقد ترجموا ما تعلموه داخل جمعية الكرمة لرعاية المكفوفين والمسنين بقيادة المربية الفاضلة صاحبة الفكرة، الأستاذة جيهان حنا مدير العلاقات العامة بالجمعية والتي كرست مجهودها وطاقتها طوال سنوات كثيرة بلا كلل أو ملل.

خرجوا يتلمسون طريقهم في الشوارع المحيطة بالجمعية ويحملون الأكياس لتوزيعها، وكم كانت ردود الأفعال مؤثرة. فقد فاضت المحبة الحقيقية بين جميع المارة، اللذين شجعوا الشباب وفرحوا بمبادرتهم وقدموا لهم التحية على روحهم الطيبة. 

دائمًا ما حمل شهر رمضان مكانة خاصة في نفوس كل المصريين، مسلمين ومسيحيين. فهو شهر ذو طابع مختلف ليس فقط بسبب العبادة المرتبطة به ولكن أيضًا بسبب روابط المحبة التي تظهر في مزيج العلاقات بين المسلمين والمسيحيين. فالأخوة ليست بالكلام ولكن بالفعل الذي يتجسد بمواقف صادقة في هذا الشهر الفضيل. 

لقد نجحت جمعية الكرمة لرعاية المكفوفين والمسنين في تحقيق الهدف من وجودها. فمنذ أنشأها القمص بولس باسيلي (عضو مجلس الشعب الأسبق) وهي تسعى لتحتوي وترعى المكفوفين والمسنين وتدمجهم داخل المجتمع. وسار المهندس فريد بولس على الدرب، متبعًا فلسفة أن الكفيف إنسان له كيان، يمكنه أن يعطي لا أن يأخذ فقط، ويمكن الاعتماد عليه، ودمجه داخل المجتمع. والأهم من هذا كله يقدم الحب للجميع ويتقبل الحب من الجميع.